الاحتلال التركي أسوأ من الاحتلال الإسرائيلي» بأربع مرات»، فيما يخص مساحة الأرض السورية التي تسيطر عليها كل من تركيا وإسرائيل.عبارة أثارت ردود أفعال كثيرة قالها بشار الجعفري، مندوب سوريا الدائم لدي الأممالمتحدة ورئيس الوفد السوري في محادثات أستانا في مؤتمر صحفي في ختام الجولة ال12 من محادثات أستانا نهاية الأسبوع قبل الماضي. الجعفري قال أيضا إن النظام التركي لم يلتزم بتنفيذ تعهداته بإخراج التنظيمات الإرهابية من إدلب ولا باتفاق سوتشي حولها، ويستمر بدعم تنظيم جبهة النصرة الإرهابي، مضيفا أن سوريا لن تسمح بالنيل من سيادتها ووحدة أراضيها، وعلي جميع القوات الموجودة علي أراضيها بشكل غير شرعي الخروج فوراً،مؤكدا أن البيان الختامي لمحادثات أستانا أكد رفض المجتمعين إعلان الإدارة الأمريكية بشأن الاعتراف بسيادة إسرائيل علي الجولان. تركيا تحاول توسيع نفوذها وتدخلها في سوريا، فتحت ذريعة محاربة تنظيم داعش وتحجيم أي دور للأكراد، اتسعت رقعة النفوذ التركي شمالي سوريا علي نحو غير مسبوق، منذ أن أطلقت أنقرة عملية درع الفرات في أغسطس 2016، ودخلت دباباتها للأراضي السورية لأول مرة.تركيا لوحت بوجود وثائق تؤكد أحقيتها في بسط سيطرتها علي 15 قرية بمحافظة إدلب المتاخمة للحدود التركية. ومن أجل تحقيق هذا الغرض، دفعت بتعزيزات عسكرية لإنشاء نقاط مراقبة علي الطريق الدولي الواصل بين إدلب والحدود السورية مع تركيا والحدود السورية مع الأردن.واستندت تركيا في السابق علي وثائق عثمانية مشابهة لتبرير سيطرتها علي مدينتي جرابلس ومنبج في محافظة حلب، كما تذرعت بوجود مقابر تعود لقادة عثمانيين في مناطق أخري شمالي سوريا، لبسط نفوذها عليها. ومن إدلب إلي عفرين في حلب، لم تتوقف الأطماع التركية في السيطرة علي المزيد من الأراضي السورية، بذريعة مواجهة الجماعات الكردية المسلحة، التي تعتبرها أنقرة امتدادا لحزب العمال الكردستاني المحظور في تركيا.الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ذهب إلي أبعد من سوريا، حين هدد في شهرمارس من العام الماضي بدخول القوات التركية إلي قضاء سنجار شمالي العراق »لتطهيره من العناصر الكردية»، علي حد قوله.تصريح أردوغان جاء قبل يومين بشأن استعداد جيشه لشن عمليات »أكثر فاعلية» شرقي نهر الفرات، حيث تتمركز وحدات حماية الشعب الكردية، لتزيد المخاوف من التمدد التركي في سوريا، الآخذ في الاتساع علي مدار أكثر من عامين. نائب وزير الخارجية السوري فيصل المقداد، أكد مع بداية العام الجاري أن حكومة بلاده فعلت اتصالاتها مع الأكراد في ضوء التدخل التركي»، منوها بأنه لا بديل عن الحوار مع الفصائل الكردية. وقال المقداد: »التجارب السابقة (مع الجماعات الكردية) لم تكن مشجعة ولكن الآن أصبحت الأمور في خواتيمها، وإذا كان بعض الأكراد يدعي أنه جزء لا يتجزأ من الدولة السورية ومن شعب سوريا فهذه هي الظروف المواتية. لذلك أنا أشعر دائما بالتفاؤل». مركز أبحاث أمريكي اعتبر أن مطالب الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بإنشاء منطقة عازلة في شمال سوريا ليست حلًّا للنزاع بين انقرة والأكراد، مشددًا علي ضرورة تدخل واشنطن لمعاجلة أسباب ذلك النزاع.وقال معهد سياسات الشرق الأوسط إن الهدف الحقيقي لأردوغان من التدخل في شمال سوريا ومطالبته بإقامة منطقة عازلة هو منع إعطاء اي سلطات سياسية مستقلة أو شبه مستقلة للأكراد وخاصة قوات حماية الشعب المدعومة من واشنطن. تبقي التدخلات الخارجية في الشأن السوري أحد أسباب تعقيد الأزمة وصعوبة حلها، ويبقي خروج أية قوات أجنبية وعدم التدخل الخارجي أهم سبل الحل لهذه الأزمة المستعصية.