في هذه الأيام تحل علينا ذكري ميلاد أيقونة العشق والإبداع » مي زيادة»، وهي محملة بالعديد من الكتب والكتابات المختلفة التي تصف وتروي عن مسيرتها وولعها بالأدب والكتابة وقصص أوجاعها وعذابها واحتجازها في مستشفي العصفورية، لكنها أبدا تظل رمز الحب والنبوغ كما أوردت الكاتبة نوال مصطفي في كتابها» مي زيادة أسطورة الحب والنبوغ» في طبعة جديدة صدرت حديثا عن دار العين. الكتاب كما يصفه الكاتب أنيس منصور في طبعته الأولي كتابان في كتاب قدمته الأديبة نوال مصطفي وأنت حر في أن تبدأ بالنصف الأول الذي هو عن »مي» .. أو بالنصف الثاني الذي هو»لمي» صفحات مختارة من أعمالها الأدبية وتأملاتها الفلسفية، ثم يقول: أنيس منصور: مي زيادة شخصية فريدة في الأدب العربي . تناولت الكاتبة والأديبة نوال مصطفي في كتابها حياة مي زيادة من لحظة ميلادها إلي ما وصلت إليه في نهاية عمرها في أسلوب أقرب لكتابة القصة أكثر منه اسلوبا لسرد سيرة ذاتية ، فجاءت سطور الكتاب سلسة وعذبة تجعلك تعيش بين أجواء حياة مي نفسها وربما تعيش معاركها وقصصها وشغفها وتتفاعل مع كتاباتها وربما تتملكك الغيرة لأنك لم تكن واحدا من عشاقها في ذاك الزمان، مي استطاعت رغم الرحيل أن تلقي بحبائل العشق لكل من يسبح في بحر إبداعها، هكذا أخذتنا الكاتبة نوال مصطفي إلي عالم مي بكل بساطة العاشقة لإبداع » مي». جاءت سطور الفصل الأول حاملة طفولة مي تلك الفترة التي أثرت علي كل حياتها ، حيث ولدت في مدينة الناصرة عام 1886 لاب لبناني ماروني وأم فلسطينية أرثوذكسية ، وقضت سنوات عمرها الأولي في مدارس داخلية في لبنان ثم انتقلت للعيش في مصر وعمرها 22 عاما وظلت في مصر حتي توفيت عام 1941، وظل شعور اللامنتمية يلاحقها وكثيرا ما عبرت عن ذلك في كتاباتها ، أما الفصل الثاني فقد افردت له الكاتبة قصة قدوم مي إلي مصر مع والدها والاستقرار فيها وبداية التفاف كبار رجال الفكر حولها كظاهرة فريدة في الأدب العربي أما الفصل الثالث فتدور حول صالون مي الأدبي .. وكيف وصفه رواد الأدب والفكر وكانوا يتسابقون علي حضوره، وفي الفصل الرابع تفيض الكاتبة بقصص الشعراء ومشاهير الأدب الذين وقعوا في حب مي وكيف عبر كل منهم عن حبه لها، أما الفصل الخامس فرصدت فيه الكاتبة موقف هؤلاء الادباء الذين أحبوها ولم ينصفوها! ، اما الفصل السادس فيتفرد بقصة الحب الحقيقية في حياة مي وجبران خليل جبران تلك القصة الخالدة التي عاشت علي الورق ولم يلتقيا ، ثم تروي مأساتها الأخيرة وعزلتها وانسحابها من الحياة في صور رفض الطعام والاستسلام للموت، وتخصص الفصل التاسع لاهم ما كتبته مي من مؤلفات وكتب ومقالات ومقتطفات مما كتبته. وتبقي مي زيادة نموذجا للمبدعة التي كانت كما تقول الكاتبة في سطور مقدمة كتابها» مشحونة بحلم التنوير والتطوير ومأخوذة بالمعرفة » لقد كسرت مي بابداعها حاجز التمييز بين الرجل المبدع والمرأة المبدعة .