السيسي يستكمل مسيرة الزعماء الكبار جمال عبد الناصر الذي قال: لنبدأ طريقنا في التعاون الاقتصادي نحو سوق إفريقية مشتركة.. نكروما »غانا»: انقسامنا ضعف وفي اتحادنا يمكن لإفريقيا أن تصبح واحدة من أعظم القوي في العالم.. ونيلسون مانديلا: الشجاعة ليست في غياب الخوف، وإنما في القدرة علي التغلب علي الخوف. وأضاف السيسي لزعماء القارة التاريخيين في القمة رقم (32) بعداً جديداً لخصه في القيام بعملية إصلاح عميقة ودقيقة، تقودها الدول الأعضاء، لتفرز اتحاداً أكثر قوة. إنجازات الرئيس في مصر سبقته إلي أديس أبابا، وأهم مفرداتها العزيمة والإصرار وسرعة الإنجاز ومواجهة التحديات، والقدرة البالغة في تنفيذ برامج الإصلاح، وفق جداول زمنية بالساعة، وهذا ما تحتاجه القارة السمراء. الإرهاب الذي قال عنه الرئيس »سرطان خبيث يسعي للتغلغل في أجساد الأوطان الإفريقية، ويختطف أحلام الشعوب وأبناءها».. يعوق التنمية ويبدد ثروات الدول، ويقف حجر عثرة أمام الاستثمارات وجذب المستثمرين.. ويزيد معاناة الدول والشعوب. التجربة المصرية في مكافحة الإرهاب، تكتسب سمعة كبيرة في الأوساط الدولية، رغم الأكاذيب المعلقة علي شماعات حقوق الإنسان، فالدول التي تكتوي بالنار، غير التي تتسلي بالفرجة عليها. الاستراتيجية الفعالة لمكافحة الإرهاب في إفريقيا، أوجزها الرئيس في أربع نقاط: تحديد داعمي الإرهاب ومموليه، المواجهة الجماعية من دول القارة، إفساد السموم التي يبثها، وتعزيز مؤسسات الدولة الحامية والقوية. 2019 هو عام الحسم والمواجهة الشاملة للإرهاب في ظل رئاسة مصر للاتحاد الإفريقي، وتفعيلها للآليات والمؤسسات التي تعمل في أطر منسجمة ومتعاونة. 2020 هو عام إسكات البنادق، وعلاج الأزمات المترتبة علي النزاعات المسلحة بشكل جذري، مثل المهاجرين والنازحين واللاجئين، تزامناً مع الدعوة إلي التمويل الأممي لأنشطة السلم والأمن بالقارة لضمان استدامة السلام. والبشري الطيبة التي أعلنها الرئيس هي التعاون مع الأممالمتحدة، لتنظيم المنتدي الوطني الليبي للسلام والمصالحة الشاملة، في النصف الأول من يوليو هذا العام، وتنظيم الانتخابات الرئاسية والتشريعية، بالتعاون مع الأممالمتحدة في أكتوبر القادم. ليبيا رقم مهم في معادلة السلام في إفريقيا، وتحتشد أراضيها بالميليشيات المسلحة، التي تلقي بظلالها الدموية علي مختلف دول القارة، شمالاً وجنوباً وشرقاً وغرباً، واستعادة الليبيين لبلدهم، تنعكس آثاره الإيجابية علي القارة السمراء. عام أفضل للشعوب الإفريقية يشهد إعادة الإعمال والتنمية، والإسراع في استكمال المنظومة الاقتصادية بين مختلف دول القارة، وتوفير مزيد من فرص العمل للشباب الذين يوليهم الرئيس اهتماماً بالغاً. وإذا سكتت البنادق، ودارت عجلات التنمية وأحست الشعوب بتحسن مستوياتها المعيشية، سيكتب التاريخ عن السيسي مثلما كتب عن عبد الناصر ونكروما ونيلسون مانديلا.