■ الزخارف والنقوش الفرعونية تزين مقابر منطقة » كوم الشقافة« «تصوير: هشام المصري» علي أطراف مدينة الإسكندر القديمة وبالقرب من عامود السواري الذي يعد قبلة السياح القادمين إلي مدينة الإسكندرية، تقع مقابر كوم الشقافة الأثرية لتشهد علي عظمة المدينة الساحلية وتفردها، فالمقابر التاريخية النادرة تحفة منحوتة في الصخر فيطلق عليها »كتاكومب«، تمتلئ جوانبها بالزخارف ومعقدة التخطيط، فتمتد علي ثلاثة أدوار تحت سطح الأرض بتخطيط معقد وتؤرخ إلي الفترة فيما بين القرن الأول والثاني الميلادي..إلا أنها تعرضت علي مدي سنوات طويلة لمخاطر المياه الجوفية ولمسات الزمان، وهو مادفع وزارة الآثار حاليًا للعمل علي قدم وساق لوضع اللمسات الأخيرة لأعمال الترميم في منطقة كوم الشقافة بعد عمل استمر لسنوات،للحفاظ علي المقبرة. وأوضح الدكتورغريب سنبل رئيس الإدارة المركزية للترميم بوزارة الآثار «للأخبار»أن الوزارة أوشكت علي إنهاء عمليات الترميم بمنطقة كوم الشقافة الأثرية بنسبة تقارب 90%، ومن أبرزها مشروع خفض منسوب المياه الجوفي، ولفت سنبل إلي تم إعادة بناء وترميم المقبرتين المقتطعتين من جبل الورديان،واللتين سبق عرضهما في المتحف اليوناني الروماني قبل إغلاقه، مشيرًا إلي أن المقبرتين بهما أسرة جنائزية،ويعتبر طرازهما المعماري نادرا،رغم ضعف ألوانهما، وتقع مقابر كوم الشقافة بمنطقة مينا البصل، وسميت المنطقة بهذا الاسم بسبب كثرة البقايا الفخارية والكسرات التي كانت تتراكم في هذا المكان. ولايتوقف تطوير كوم الشقافة علي حل أزمة المياه الجوفية المتواصلة منذ سنوات،بل شملت إعداد سنياريو عرض متحفي جديد، يتضمن عرض أكثر من 500 قطعة أثرية، وتوضح الدكتورة مني حجاج رئيس جمعية الآثار بالإسكندرية وعضو لجنة تطوير كوم الشقافة «للأخبار» أن منطقة كوم الشقافة تعاني من ارتفاع المياه الجوفية بها منذ عدة سنوات بسبب ضغوط الكثافة السكانية واستعمالات الصرف وانخفاضها عن سطح الأرض،وهو مادفع وزارة الآثار بالتعاون مع معهد البحوث الأمريكي إلي وضع دراسة علمية لحل أزمة المياه الجوفية والتي كانت ارتفعت بشكل مفاجئ منذ 3 سنوات رغم علاجها سابقًا،وتنفيذ مشروع جديد يتضمن إيجاد ميكانيزم مناسب لعلاج المياه الجوفية يراعي عدم التغيير البيئي المفاجئ للوسط الخاص بالمقبرة حفاظًا عليها. وتلفت حجاج إلي أن جمعية الآثار كانت قد تقدمت بمشروع للعرض المتحفي أكثر سلاسة من السابق بمسار زيارة مُختلف مكون من 4 مراحل وهي العمارة الدينية والعمارة الجنائزية والعمارة المدنية وقصة الكشف»، إلا أن الوزارة قررت إلغاء مرحلة العمارة الدينية استنادًا إلي احتمالية عدم كفاية المعروضات،والاكتفاء بالعمارة الجنائزية وماتضمه من مقابر مختلفة،والعمارة المدنية السكندرية إضافة إلي مرحلة «قصة الكشف» والتي تتضمن عرضا متحفيا» المتحف الحجري» في الحديقة وتقود الزائر تدريجيًا حتي الفتحة التي سقط فيها حمار قديمًا وكانت سبب كشف المقبرة عام 1900. وتؤكد حجاج إن المقبرة تعد من النماذج النادرة علي مستوي العالم،وتشهد علي تنوع الثقافة المصرية حيث تجمع بين 3 حضارات في زخارفها ومعمارها وهي المصرية القديمة اليونانية والرومانية بما يعبر عن الطبيعة الكوزموبوليتانية، ومن المتوقع أن يشمل العرض المتحفي الجديد 39 تابوتا و17 تمثالا لأبو الهول، و156 قواعد وتيجان أعمدة، و7 ميازيب، بالإضافة إلي ما يقرب من 300 قطعة أثرية غير مصنفة بحسب ما أعلنت وزارة الآثار.