محمود ذو الفقار يعد الفنان الراحل محمود ذو الفقار، موسوعة فنية متكاملة حيث إنه ممثل ومخرج ومنتج ولد بمدينة طنطا وتخرج في كلية الفنون التطبيقية وحصل علي دبلوم وتخرج فيها عام 1935، ثم التحق بوظيفة مهندس في قسم التصميمات بوزارة الأشغال وعمل بها لمدة عام ثم انتقل للعمل كمهندس بوزارة الأوقاف. ومن خلال عمله في الأوقاف تعرف علي المخرج الكبير حسين فوزي، وقدمه لأول مرة على شاشة السينما من خلال فيلم "بياعة التفاح" أمام الفنانة عزيزة أمير، وذلك عام 1937 ليبدأ بعدها مشواره الفني ليتنقل بين العديد من المحطات الفنية ما بين إنتاج، وإخراج وتمثيل ليترك أعمالا خالدة تركت علامة بارزة في تاريخ السينما المصرية حيث أخرج وأنتج أكثر من مائة عمل فني. وكان محمود ذو الفقار، ينحدر من أسرة فنية بجميع المقاييس فهو شقيق الفنان صلاح ذو الفقار، والمخرج الكبير عز الدين ذو الفقار. تزوج الفنان محمود ذو الفقار، للمرة الأولى من الفنانة عزيزة أمير، وكونا سويا شركة "إيزيس فيلم" التي تعد من أوائل شركات الإنتاج في مصر، والوطن العربي واستمر معها حتى وفاتها عام 1952. وتزوج من جميلة السينما المصرية الفنانة مريم فخر الدين، وأنجب منها ابنته الوحيدة إيمان، لكنه انفصل عنها بعد زواج دام لثمان سنوات ولم يتزوج مرة أخرى حتى وفاته عام 1970. استحوذ الفنان محمود ذو الفقار، في بداية حياته الفنية على بطولة العديد من الأفلام حيث إنه كان وجها سينمائيا جديدا يتسابق عليه المخرجون حتى أن أجره وصل إلى ثلاثة آلاف جنيه عن الفيلم الواحد وهو أجر كان كبيرا جدا في ذلك الوقت. وفي عام 1947 قامت شركة إنتاج بتحضيرها لفيلم مصري مأخوذ عن رواية أجنبية، وقد أسندت للكاتب والناقد الفني جليل البنداري، كتابة حوار الفيلم، وكانت كل أوصاف بطل الرواية الأجنبية تنطبق على محمود ذو الفقار.
وبالفعل أجمع المخرج والمنتج، وكاتب القصة الناقد جليل البنداري، أن ذو الفقار، هو وحده من يصلح لهذا الدور، وطالبت الشركة من محمود ذو الفقار، أن يخفض أجره لأن هذا المبلغ يعد عبئا كبيرا على ميزانية الشركة. لكن ذو الفقار رفض وذهب المنتج مرة أخرى ليقنعه بتخفيض المبلغ إلى ألفين وخمسمائة جنيه لكنه صمم على الرفض، واضطر جليل البنداري، أن يذهب إليه وقام بشرح الأمر برمته إلى ذو الفقار، وأن الشركة قد استدانت لكي تعطيه أجره، وبعد حديث طويل وافق ذو الفقار، على تخفيض أجره إلى ألف جنيه كاملة وأنه سيتقاضى 2000 جنيه كأجر له. وفى اليوم التالي ذهب ذو الفقار، بصحبة جليل البنداري، ليتعاقد على بطولة الفيلم وإذا بالمنتج يخبره وعلى شفتيه ابتسامة عريضة بأن مخرج الفيلم، هو من سيقوم بالبطولة مقابل سبعمائة جنيه فقط، وأنه بالتالي قد وفر للشركة ألف وثلاثمائة جنيه، وشعر ذو الفقار، بعدها بحرج شديد وقرر الانصراف فورا وهو يلوم جليل البنداري، على استجابته لتخفيضه لأجره. جريدة الأخبار: 24 - 11 - 1952