توقفت الدراجة النارية على جانب من الطريق المظلم برق خاطف كان كفيل ان يري فيها البرىء نهايته سريعاً ما مر عليه شريط حياته، حتى جاءته طعنه فى القلب، ليستكين جسده بعدها.. كان الصديقان يقومان بتوثيق جسده ويلقيان به فى النهر وما بين تلك الليلة الشتوية المظلمة، ونهار يومُ فاصل، كانت الحقيقة تتضح، والمحكمة تصدر حكمها بإعدام الخائن وحبس شريكه طارق، رجل على مشارف الأربعين من العمر، كان يسكن في قرية شبلنجة التابعة لمركز بنها، تعرف على فتاة من قرية كفر مويس، تزوجا وعاشا سويا، وقرر أن ينقل محل سكنه إلى قرية كفر مويس، وافتتح محل أحذية بالقرية، وبدأ افتتاح محله، بعمل تخفيضات حتى يجذب الناس إليه، الأمر الذى جعل أصحاب المحل المجاور له يستشاطون غضبًا عما فعله، وحدثت مشادات بينهم وصلت حد الشجار، إلى أن ووسوس لهما الشيطان للتخلص منه، وفكرا في طريقة جهنمية لتنفيذ جريمتهما، واتفقا الشقيقان مع صديق لهما يدعى حسام، أن يستدرج المجنى عليه بحجة عقد جلسة صلح بينهم، دون أن يبلغاه بما في نيتهما من غدر، وأن الصلح ما هو إلا خدعة لاستدراجه والتخلص منه، ذهب حسام إلى طارق يبلغه بأن "محمود وأحمد" يريدان مصالحته وعلى الفور وافق فهو لا يريد أن يكون هناك عداوة بينه وبين أحد، ذهب الجميع إلى منطقة الرملة، وعقدوا جلسة الصلح، وتصالحوا، وتناسوا ما حدث بينهم، فقرر حسام الانسحاب وتركهم سويًا، فعرض الاثنان على طارق توصيله عبر دراجتهما البخارية وفي وسط الطريق، وبينما الناس نيام في هدوء داخل منازلهم، توقف الاثنان، وكان المشهد كالتالي :- "ظلام مخيف يحيط بهم من كل جانب، لحظات من الرعب انتابت قلب طارق، كانت عدة ثوان هي الحد الفاصل بين حياته وموته، مر شريط حياته أمام عينيه وكأنه يشاهد فيلمًا قصيرًا، ولم يقطع شريط ذكرياته سوى طعنة في قلبه، أسقطته غارقًا في دمائه، وامتلأت السماء بالغيوم الداكن لتعلن غضبها عن جريمة بشعة ارتكبت دون أي ذنب اقترفه الضحية، وبعد تسديد عدة طعنات له، سرقا منه كل شيء كان بحوزته، ثم قيدوه بالسلاسل وألقيا بجثته في النيل، وتركوه وفرا هاربين". ومع انتشار الخطوط الأولى لأشعة الشمس، فتح أصحاب المحلات متاجرهم، وبسط الباعة المتجولون سلعهم على الأرصفة، نبضت الحياة من جديد وبدأت تدب الحركة في الشوارع، لكن مازال عم طارق صاحب محل الأحذية لم يفتح محله، ولم يعد لبيته من ليلة أمس، وفجأة تعالت أصوات النسوة والأطفال، وتسارعت دقات قلوبهم من الذعر عندما عثروا على جثة مجهولة الهوية وبها عدة طعنات تسير في الرياح التوفيقي، نقل الأهالي الجثة إلى مستشفى بنها الجامعي، وتم إبلاغ الشرطة، وفي الوقت نفسه ذهب عمرو شقيق المجني عليه يبلغ باختفائه، فتم اصطحابه إلى المشرحة وتعرف على جثة شقيقه، وبدأت المباحث في تحرياتها حتى تم القبض على الشقيقين، واعترفا بارتكابهما الواقعة بدافع الغيرة من المجني عليه، وبعد ست سنوات أسدل الستار عن تلك الجريمة، وقضت المحكمة بإعدام أحدهما، والسجن المشدد 10سنوات للآخر.