زكي طليمات واحد من أهم رواد المسرح في مصر والعالم العربي، ولد بحي عابدين، في عام 1894، منطلق المبدعين، ونشأ في منزل متعدد الثقافات، أصول والده السورية شكلت جزءًا كبيرًا من شخصيته الفنية.. إنه الممثل والمؤلف والمخرج زكي طليمات. بعدما حصل طليمات، علي شهادة البكالوريا انضم إلي فرقة عبد الرحمن رشدي، المسرحية، وذلك عام 1917 ثم انتقل إلي فرقة جورج أبيض، ولما يمكث فيها طويلا، ثم التحق بوظيفة حكومية بمصلحة وقاية الحيوانات بحديقة الحيوان بالجيزة وقام بالزواج من رائدة الصحافة في مصر "فاطمة اليوسف" الشهيرة بروز اليوسف. وذات يوم قرأ طليمات، إعلانا في إحدى الجرائد عن منح فرصة لدراسة الدراما والمسرح على نفقة الدولة فذهب وقام بالمثول أمام لجنة التحكيم، ونال إعجابهم جميعا وكان من ضمن المتقدمين الفنان القدير يوسف وهبي، وتم اختيار اللجنة له لكنه اعتذر.
وكان اعتذار يوسف وهبي، هو بمثابة الفرصة التي منحها لزكي طليمات، حيث قام بالسفر بدلا منه ودرس الفن المسرحي، وعام إلى مصر عام 1928، وهو يحمل على عاتقه حلم تطوير المسرح، في مصر حتى قام بالفعل بإنشاء معهد التمثيل عام 1930 الذي أصبح منارة للفن في مصر وفيه تخرج على يده أجيالا من الفنانين الذين تركوا بصمة كبيرة في مجال الفن المصري. وتدين دولة الكويت بالفضل للفنان الراحل، إذ تم استدعاؤه في الخمسينيات لتطوير المسرح الكويتي، الذي كان قائما على الارتجال بلا نص، كما أنه شارك في بناء المسرح التونسي. وعندما قرر طليمات، العودة إلى مصر أقامت دولة الكويت أكثر من حفل وداع للفنان الكبير شارك فيها طلبة، وأساتذة معهد التمثيل بمسرح الشامية، وقام بتقديم هدية تذكارية عبارة عن ساعة ذهبية بسوار من الذهب الخالص. وقامت أيضا فرقة أبو الزيك، المصرية بالاشتراك مع بعض فرق الكويت بتكريمه وتقديم دية تذكارية أخرى، وقد حضر الحفل سفير مصر، وأعضاء السفارة حتى قامت وزارة الإعلام الكويتية بتقديم هدية تذكارية إلى طليمات.
قدم زكى طليمات، أكثر من 350 عرضًا مسرحيًا منها أهل الكهف، تاجر البندقية، غادة الكاميليا، وأكثر من 12 فيلما سينمائيا مثل يوم من عمري، الناصر صلاح الدين. وفي 23 ديسمبر عام 1982 توفي الفنان زكي طليمات، عن عمر يناهز 88 عاما تاركا بصمة فنية قوية وتراثا فنيا ممتدا آثره حتى الآن. أخبار اليوم: 12-2-1972