هو شخصية كارزمية.. يتمتع بالذكاء والطموح وحياة حافلة بالنجاح رغم سنه الصغيرة. هو أيضًا متعدد المواهب، فإلي جانب دراسته للإدارة والسياسة والفلسفة.. فهو يجيد الكتابة والخطابة والعزف علي البيانو. استطاع في بداية حياته أن يصبح مليونيرا (باليورو) بعد أعوام قليلة من عمله بالقطاع المصرفي، ثم استطاع أن يصل لعرش فرنسا بعد أقل من 10 سنوات من العمل السياسي.. ليصبح أصغر رئيس في تاريخ فرنسا، لكل هذه الأسباب لم يتوقع أحد مواجهة »إيمانويل ماكرون» لهذه الأزمات العنيفة بعد فترة قصيرة من حكمه.. وقصة الصعود السياسي لماكرون بدأت 2006 بانتقاله من العمل المصرفي للعمل السياسي وانضمامه للحزب الاشتراكي الفرنسي، ومشاركته في حملة الانتخابات الرئاسية للرئيس الفرنسي السابق فرانسوا هولاند، وقتها سطع نجمه سريعا حينما ساهمت جهوده في وصول »هولاند» للرئاسة 2012.. ليصبح »ماكرون» بعدها من أهم المقربين للرئيس، فيتولي منصب نائب الأمين العام للإليزيه، ثم وزير الاقتصاد والمالية، إلي أن بدأت الخلافات تدب بينه وبين الرئيس هولاند بسبب اختلاف الرؤي.. ومن باب الطموح.. الذي اعتبره »هولاند» خيانة ممنهجة، بدأ »ماكرون» التفكير في عرش فرنسا، فاستقال من منصبه وأسس حزبا معارضا، وأعلن رسمياً عزمه خوض الانتخابات الرئاسية، والتي انتهت بفوزه الساحق 2016. والسؤال.. كيف وصل »ماكرون» لهذا المصير رغم ذكائه وخبرته السياسية، البعض يري السبب غروره وتحديه للعمال وسياساته المؤيدة للأغنياء ضد الفقراء، بينما يؤكد آخرون أنها فاتورة يدفعها لاعتراضه علي بعض قرارات ترامب.. المشكلة أن وعود »ماكرون» للمحتجين بزيادة الأجور وخفض الضرائب سترفع عجز الميزانية 10 مليارات يورو، فكيف سيواجه هذه الأزمة، يقولون.. إن الصعود السريع غالبًا ما يعقبه سقوط سريع.. فهل ينتظر »ماكرون» هذا المصير؟.