تحول الرئيس الفرنسي المنتخب إيمانويل ماكرون في عام واحد فقط من سياسي مغمور إلى زعيم دولة تمثل خامس أكبر اقتصاد في العالم، عودة على أهم المواعيد في مسيرة صعوده لسدة الحكم في قصر الإليزيه. قبل عام فقط من الانتخابات الرئاسية، أطلق إيمانويل ماكرون حركة سياسية جديدة أطلق عليها اسم "إلى الأمام"، وقال إنها تمثل الوسط "لا يمين ولا يسار". وسريعا ما سرت الشائعات عن طموحات رجل البنوك في الوصول لمنصب الرئيس. وفي اغسطس ترك إيمانويل ماكرون، وزير الاقتصاد طاقم الرئيس الاشتراكي فرانسوا هولاند "لفتح صفحة جديدة" في مسيرته السياسية. ورحل ماكرون مخلفا وراءه معلمه ومرشده غارقا لأذقانه في أدنى درجات الشعبية. وفي نوفمبر من العام الماضي أعلن ماكرون ترشحه للرئاسة، واعتبر كثير من المراقبون هذه الخطوة بأنه لا حظوظ له في الفوز بها لعدم خوضه أية انتخابات من قبل وانعدام خبرته الحزبية. وفي 27 من نوفمبر الماضي، فاز رئيس الوزراء السابق فرانسوا فيون بترشيح اليمين المحافظ. لكن سرعان ما غرق فيون في فضيحة مالية مفترضة لتوظيفه زوجته وأبناءه في البرلمان بشكل وهمي. وفي ديسمبر، أعلن الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند عدم نيته الترشح لولاية رئاسية ثانية، وهو ما أشاع الانقسام في المعسكر الاشتراكي وخاصة بعد إعلان وزيره السابق ماكرون نيته في الترشح للرئاسة. بدأ ماكرون بجدية حملته الرئاسية بتجمع جماهيري ضم 15 ألفاً من أنصاره في باريس. خطابه عن فرنسا متعددة الثقافات وصديقة لأوروبا وسوق منفتحة جذب بالأخص الناخبين الشباب، غير أن استطلاعات الرأي لم تكن في صالحه وصنفته بعيدا في المركز الثالث قبل أقل من خمسة أشهر على موعد الانتخابات. وفي مطلع العام الجاري، فاز بونوا هامون بترشيح الحزب الاشتراكي للرئاسيات رغم برنامجه اليساري المعتدل ذي الحظوظ الضئيلة للفوز بالانتخابات. هذا الفوز شق صفوف الحزب الحاكم خاصة بعد إعلان رئيس الوزراء السابق مانويل فالس مساندته لماكرون. وفي فبراير، أعلن زعيم تيار الوسط فرانسوا بايرو عن دعمه لماكرون في الانتخابات الرئاسية بدون الانضمام لحملته. وفي مارس، كشف ماكرون النقاب عن برنامجه للحكم الذي تضمن نقاطا تميل لعالم الأعمال والحركة الاجتماعية التقدمية، تمكن من ماكرون من خلاله تصدر استطلاعات الرأي متفوقا على مرشحي اليمين المحافظ فرانسوا فيون واليمين المتطرف مارين لوبان. وفي 23 من ابريل الماضي، فاز ايمانويل ماكرون في الجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية، وتليه اليمينية المتطرفة مارين لوبان، وهو ما أحدث زلزالاً في الحياة السياسية في فرنسا خاصة بعد إقصاء الحزبين التقليديين بالبلاد، وهما الاشتراكي والجمهوريين اللذين يحكمان البلاد منذ خمسين عاماً.