شهد المنتدي الختامي لمشروع »حياة جديدة» الذي نظمته جمعية رعاية أطفال السجينات تحت رعاية غادة والي وزيرة التضامن الاجتماعي، عرض 500 قصة نجاح للغارمات وأطفالهن في مجال التمكين الاقتصادي ودمج الفئات المهمشة والفقيرة. تم عرض فيلم »أحلام..هن» والذي استعرض قصص نجاح لأربع غارمات سابقات، وكيف تخطين العقبات التي واجهتهن، ونجاحن في العمل في حاضنة أعمال المشروع، وأسسن مشروعات خاصة لهن، إلي جانب ذلك يعرض كورال أطفال حياة جديدة، الذي نتج عن تدريبات مكثفة من قبل الجمعية لأطفال الغارمات، فقرات غنائية للحضور. وأكدت الكاتبة الصحفية نوال مصطفي، مؤسس ورئيس جمعية رعاية أطفال السجينات، أن هذا المنتدي يتجلي فيه مجهود 4 سنوات من العمل في مشروع »حياة جديدة»، وأكثر من 20 عاماً من المجهود المتواصل مع أطفال السجينات وسجينات الفقر، داخل السجن وخارجه بعد انقضاء مدة عقوبتهن. »الاخبار» رصدت حكايات وقصص النجاح لبعض السيدات، التي كان فيها »حياة جديدة» السند والدعم لهن، بتقديم الدعم القانوني والمهني والنفسي وكذلك الاجتماعي للحالات. أميمة.. نواة البداية أميمة زكي أول سجينة فقر تعاطف القراء مع قصتها، عقب تفجير القضية من قبل مؤسسة ورئيسة جمعية رعاية أطفال السجينات، علي صفحات جريدة »الأخبار». وبعدها اصبحت »نواة بداية جمعية أطفال السجينات». تقول أميمة: كنت الضامن لوالدي العامل باليومية في التوقيع علي إيصالات أمانة، كتبها علي نفسه لشراء جهاز لابنته العروس، وتوفي الوالد، ووجدت الشقيقة الكبري أمام مصير سيء بعد أن قدم التاجر إيصالات الأمانة للنيابة، وسرعان ما وجدت نفسها بين جدران سجن النساء بالقناطر الخيرية محكوما عليها بالسجن ثلاث سنوات ونصفا. وتضيف: تركت ابنتي التي تبلغ عامين آنذاك، الا أعرف عنها شيئا وعقب خروجي من السجن، تراكمت علي الديون نتيجة تحمل نفقات الأسرة كاملة خاصة بعد طلاقي، وحصولي علي معاش 320 جنيهًا، وبعد انقطاع فترة طويلة عن الجمعية، تواصلت مع فريق عمل الجمعية في يناير 2017. وبعد الانتهاء من التأهيل النفسي، بالجمعية أتي دور التدريب المهني، وتوفير مصدر رزق لأميمة، وفي باديء الأمر فتح »محل بقالة» لها، ثم انتقلت إلي ورش تدريب »الحياكة»، وسرعان ما تعلمت وانتظمت في المجيء إلي المشغل بشكل يومي من التاسعة صباحًا حتي الخامسة مساءً. وتضيف أميمة أن وحدة الدعم النفسي والمعالجة النفسية اعتمدت علي سلوك التحدي لاثبت لأطفالي أني ما زلت قادرة علي مواجهة الحياة. أمل.. البداية من جديد ولم تكن أمل يسري تبحث إلا عن حياة كريمة لها ولأسرتها، زوجها وأطفالها الثلاثة، خريجة جامعية دفعها القدر إلي وظيفة حكومية، راتبها لم يكن إلا قليل في بحر احتياجات أسرية، وحتي لا تضطر لسؤال الناس شغلت وقتها بإعداد الطعام وبيعه كوجبات في عملها، كبداية تصلح لأن تكون نواة لمشروع تلبي فيه احتياجات أسرتها، غير مدركة أن الطريق إلي السجن أحيانا يبدأ بالنوايا الحسنة. كما انطلقت أمل في مشروعها واضعه امام عينيها التطلع الزائد. فاضطرت إلي التوقيع علي شيكات بأثمان صغيرة تصل إلي 500 جنيه للشيك الواحد. العمل علي المخبوزات والمعجنات، كانت البداية ل»أمل»، تعمل وتبيع والرزق علي الله، لم يتوقف العمل عقب الخروج من السجن، لكنها التحقت بدورات تدريبية في مجال إعداد الحلوي والمخبوزات، وأصبحت حاصلة علي شهادة »الأيزو» في هذا المجال، ومنه تنفق علي نفسها وتطعم الصغير، لتفتح بابا للحياة، الوصمة المجتمعية لم تقف أمام الإصرار علي النجاح. ومن ضمن حالات محافظة المنيا كانت السيدة »اسماء السيد» وكان اجمالي الديون عليها 50 ألف جنيه ونظرًا لحسن سلوكها تم التفاوض مع دائنيها حتي تم السداد من قبل الجمعية.. وجدت عملا في محل »ترزي» بمقابل 60 جنيهًا في الأسبوع إلي جانب تعلمها للحياكة، وظهرت المهمة الثانية أمام أعينها وهي البحث عن أربعة جدران ليستروها من وحشية الواقع، ساعدتها الجمعية في الحصول علي شقة أيضًا وتوفير الخزين الشهري الذي يسد رمق أسرتها. ووفرت لها الجمعية التدريب علي تعلم »الخياطة» لمدة ثلاثة أيام في الأسبوع، والتحقت بالمشروع منذ بدء تدشينه، واصبحت الجوكر القادرة علي القيام بأكثر من مهمة في الوقت ذاته. أما ماري 40 عاما من الجيزة تقول: »فرحتي شديدة رغم المشقة والتعب اللي بحس بيه، فرحة بحس بيها وأنا بشتغل في المشغل علي ملابس أطفال في العيد، لكن كل التعب هيروح لما ينتهي ويلبسه طفل أو طفلة، وإن شاء الله مع الوقت هكبر ومهنتي هتكبر».