وضع الرئيس عبدالفتاح السيسي تخفيف معاناة الغارمات علي رأس أولوياته من أجل الحفاظ علي الأسر من التفكك فليس كل السجينات "مجرمات" فبعضهن اضطرته الظروف إلي الاسكندرية ولم تستطع رد القرض فكان مصيرهن السجن. وأمر الرئيس بسداد ديون هؤلاء الغارمات من خلال صندوق "تحيا مصر" للافراج عنهن ثم مساعدتهن في العمل خارج السجن حتي يستطعن الانفاق علي عائلاتهن فغالبيتهن "معيلات" ولكن لا يضطررن إلي الاقتراض مرة أخري فتتكر المأساة. وأقامت جمعية "رعاية أبناء السجينات" حفل ختام مشروع "حياة جديدة" والذي يهدف إلي "فك كرب" 500 غارمة وإعادة تأهيلهن نفسيا ودمجهن وأطفالهن في المجتمع مرة أخري. من جانبها أشادت د.غادة والي وزيرة التضامن الاجتماعي بدور الجمعية إلي أن باب الوزارة مفتوح لهن وليس فقط في رعاية أبناء السجينات أو فك كربهن وسداد الدين وإنما لدورها الهام في متابعة السجينة بعد الخروج من السجن وتدريبها علي عمل تختار بنفسها بحيث لا تضطر للعودة للسجن مرة أخري مؤكدة انها ستشارك الجمعية في عملها في هذه الجزئية وفي توعية السيدات بكيفية الخروج من الأزمات المادية دون استدانة أو امضاء علي ايصالات الأمانة وطالبت السيدات بعدم التكلفة في تجهيز البنات حتي لا يكون وسيلة سيئة لسجين الأمهات عندما يصبحن غارمات. قالت د.نوال مصطفي أنها سعيدة بالوصول بفكرتها عن رعاية وحماية أبناء السجينات إلي تأهيل وخلق مشاريع ل 500 سيدة من بيئات اجتماعية مختلفة وان كان جمع بينهن الفقر والظروف المعيشية الصعبة تحت شعار "حياة جديدة" وهو المشروع الذي يهدف إلي بناء الإنسان من الداخل وتغيير ثقافة المجتمع ونظرتهم تجاه السيدات الغارمات أو المحكوم عليهن بالسجن بسبب الاقتراض أو التوقيع علي ايصالات أمانة كضامن لغيرهن. وفي كلمتها نصحت النائبة الدكتورة آمنة نصير سيدات مصر بترشيد توقيعهم علي ايصالات الأمانة وأن يمد كل شخص "لحافه علي قدر قدميه" كما يقول المثل الشعبي كما طالبت الأمهات بعدم المغالاة في تجهيز بناتهن حتي لا يصلن إلي محطة الغارمات ويدخلن السجون طالما أنهن يتمكن من تجنب هذه الأمور شديدة السوء في المردود الاجتماعي ونظرة المجتمع لهؤلاء السيدات وأبنائهن. أضافت الفنانة نيللي كريم التي حضرت لدعم فكرة الوقوف بجانب الغارمات وقالت ان المشروع مبادرة رائعة وحضارية دعم العديد من السجينات والغارمات اللواتي صدر ضدهن أحكام من الدعم المادي والنفسي والتأهيل الاجتماعي بفتح مشروعات لهن والمساعدة في عملية التسويق. علي الجانب الآخر حكت الغارمات قصصهن التي دعمتهم فيها الجمعية للخروج من دائرة السجن والدين والاندماج في المجتمع وتعلم حرف تمكنهن من العيش حياة كريمة دون الحاجة أو مد اليد للدين وبالتالي الامضاء علي ايصالات الأمانة والعودة لتكرار دائرة الغرم والسجن والبحث عن فك الكرب. دخول مدارس تقول نورا عليان 38 عاما ربة منزل تقدمت للبنك للحصول علي قرض بقيمة 3000 جنيه مع سيدات من الجيران ولم استطع السداد فقام البنك برفع قضية وقضت المحكمة بالحبس 6 أشهر وصرت غارمة وأثناء وجودي في المحكمة تعرفت علي مسئولي جمعية رعاية أطفال السجينات وبحثوا حالتي وزاروا بيتي وقاموا بإجراء بحث اجتماعي ومعرفة الظروف كاملة وحصلت علي افراج. وأشادت باهتمام الرئيس بالمرأة وتنصح نورا كل امرأة بأن تفكر في العمل وتكييف ظروفها بالمبلغ الذي تحصل عليها من عملها أو تعمل ولا تلجأ للقرض لذلك فهي الآن تتعلم الخياطة لتربي أولادها الأربعة في جو هاديء أملها أن تشتري ماكينة خياطة وتفصل ملابس وتقوم ببيعها لزيادة دخلها الشهري. وأشارت أميمة ذكي 40 سنة وربة منزل صدر ضدها حكم 7 سنوات بسبب ايصالات أمانة باهتمام الدولية التي قامت بتسديد ديونها وخروجها من مدة العقوبة وتنصح كل سيدة قبل أن توقع علي ايصال أمانة أو شيك أن تفكر مليون مرة في أهلها وأولادها حتي لا تتركهم بمفردهم وتكون هي حبيسة جدران السجون وأميمة لديها ولد وبنت وتريد أن يكونا في مراحل التعليم وأملها أن توفر الدولة عملاص ومشاريع لهن وهي تعمل في مصنع تابع الجمعية وتحصل علي 2000 جنيه وتحاول ان تكيف الحياة ولا تفكر في التوقيع مرة ثانية علي ايصالات أو شيكات وتريد من رجال الأعمال الاهتمام بالغارمات. مصاريف علاج قالت ايمان.س ربة منزل 35 سنة حكم عليها بالسجن عامين بسبب عدم مقدرتها علي سداد ديون وصلت لمبلغ 10 آلاف جنيه استدانتها من أجل مصاريف علاج ابنها الأكبر المصاب بإعاقة ذهنية ومركبة وعدم مقدرتها علي الانفاق علي علاجه بمفردها بالاضافة لوجود 4 أبناء آخرين في مراحل التعليم المختلفة وكثرة الأعباء المعيشية وأيضا مصروفات الدراسة والدروس الخصوصية.. أكدت ان مشروع حياة جديدة الذي تبنته الجمعية خلق لها حياة جديدة ومنع عنها السجن بعدما ساعدوني بمستلزمات مشروع مخبز من البيت الذي ساعدني علي العيش بكرامة وتوفير جزءا كبيرا من مصروفاتها اليومية ومصروفات الأبناء والمعيشة وأيضا سداد المبلغ عني بعد إجراء بحث اجتماعي شامل للتأكد من مصداقية حالتي. أما صفاء.ع فتعرفت علي الجمعية أثناء وجودها لقضاء مدة الحبس بالسجن وتعلمت في الورشة التابعة لها حرفة الخياطة لمدة 6 أشهر واتقنتها وعملت معهم بعد الخروج من السجن خاصة تقول: لدي طفلان وزوجي متوف واضطررت لاستدانة مبلغ 5 آلاف جنيه سددتهم عني الجمعية وبدأت حياة جديدة بعد الخروج من السجن وأشارك في المعارض والأحداث التي تنظمها الجمعية بشكل منتظم. روت هناء.ح 41 سنة قصتها قائلة انها تزوجت بدون أجهزة في بيتها ثم اضطررت لشراء أجهزة منزلية لصعوبة العيش بدونها ووقعت ايصالات أمانة بمبلغ 10 آلاف جنيه وأخذت حكما بالسجن سنتين لم تنفذ الحمد لله بسبب وقوف الجمعية معي ومساندتي في سداد الدين بالكامل كما قاموا بتعليمي حرفة انتاج الصابون من المنزل وأمدوني بالخامات اللازمة وبعدها تغير شكل حياتي للأفضل بشكل كبير. ضامن.. غير مضمون أما فاطمة.ع 54 سنة فتختلف قصتها نوعا حيث قامت بالاقتراض من احد البنوك وتراكمت عليها الأقساط ولم تتمكن من السداد وأيضا كنت أضمن غيري من السيدات وهو ما فاقم من المشكلة التي كادت تؤدي بي إلي السجن حيث قامت الجمعية بتسديد مبلغ 3 آلاف جنيه عني ثم تعلمت من خلالهم حرفة عمل الاكسسوارات في المنزل مما اتاح لي توفير مصاريف المعيشة وعدم الحاجة للآخرين لمساعدتي كما تعلمت حرفة تصنيع الصابون ومختلف المنتجات التي جعلتني مستقلة بمعني الكلمة. أيتام قالت "ص.ح" 28 سنة ان لديها 3 أطفال أيتام 8 سنوات و7 سنوات والصغري 3 سنوات وبالتالي من الصعب تركهم للعمل خارج المنزل وبالتالي كان من الأفضل ان أعمل من البيت وقد ساعدتني الجمعية علي تعليم الخياطة وعمل الاكسسوار والتسويق من خلال الجمعية أيضا وهكذا بدأت مرحلة جديدة وحياة أفضل لم أكن أحلم بها من قبل كما سددت ديوني وخلقت لي عملاً جعلني لا أعتمد علي أحد. وتقول "هند.أ" انها كانت غارمة في مبلغ 3 آلاف جنيه بسبب مصاريف علاج ابنها المصاب أنيميا البحر المتوسط واحتياجه لنقل الدم بشكل مستمر ثم تعثرت في السداد فساعدتها الجمعية في عملية السداد بعد عمل بحث اجتماعي علي أرض الواقع والاطلاع علي الأوراق التي تثبت صدق حالتي والحمدلله اليوم أنا أفضل وأقوي من قبل. قالت نادية.س 54 سنة انها مطلقة منذ 9 سنوات ولديها 3 بنات اثنتين منهن حاصلات علي بكالوريوس تجارة وارشاد سياحي والصغري ليسانس آداب ولم أتمكن من تجهيزهن لأن ظروفنا صعبة ووالدهن لا ينفق عليهن وكنت اقوم بأعمال تطريز بسيطة من المنزل ولكنها كانت تكفي المعيشة بالكاد كما ان بناتي يعملن ولكن لم يكف كل ذلك لعملية تجهيزهن للزواج واضطررت للاستدانة وتوقيع ايصالات الأمانة حتي تعرفت علي الجمعية التي قامت بسداد ديوني ثم ساعدتني مشروع الأكل البيتي واحضار الخضار والأدوات اللازمة للمشروع ونجحت فيه بشكل كبير وقمت بالتسويق من خلال صفحة علي الانترنت. أما ش.س 32 سنة فتقول ان زوجها سجن لظروف قاسية لمدة عام ونصف العام ولديها 5 أبناء ولم تكن تعمل ولا يوجد لديها دخل ثابت فاضطرت للاستدانة حتي تراكمت عليها الديون التي وصلت إلي 70 ألف جنيه ثم لجأت للجمعية لمساعدتها وبالفعل ساهموا في عملية السداد وتعلمت حرفة الخياطة ونجحت في عمل مشروع خاص بها في انتاج الملايات والمفروشات المختلفة حيث تقوم بشراء الخامات بالجملة وتفصيلها ثم بيعها. حياة جديدة وتقول نورا.ح 38 سنة انها كانت تهرب من المنزل حتي لا تتعرض للسجن بسبب الديون التي اقترضتها من احد البنوك ولم تتمكن من السداد ثم اتجهت للجمعية التي سددت ديونها وخلقت لها حياة جديدة من خلال تدريبها علي حرفة الخياطة التي أعمل بها حاليا وحمتني من الظروف والاحتياج للغير وأصبحت لي حياة خلاقة وانفق علي أبنائي بمفردي دون خوف أو اختباء داخل بيت. أشارت د.سعاد هلال معالجة نفسية بالجمعية إلي أن الحالات التي تقابلها من الغارمات يسيطر عليهن عدم الثقة والخوف من المجتمع.. وعملي تقديم الدعم النفسي حتي يقبلوا علي حياة جديدة.. فالسيدات تقابلها ضغوط نفسية جديدة وكثيرة.