شاركت الأسبوع الماضي في حفل إطلاق الفيلم الوثائقي سجن الوصمة عن رؤية الزميلة الكاتبة الصحفية نوال مصطفي يتناول الفيلم حياة عدد من سجينات الفقر والظروف المعيشية التي أدت بهن للسجن بسبب عجزهن عن سداد دين أو تعثرهن في سداد قسط ليصبحن هن وأطفالهن خلف أسوار السجن. تبدأ أحداث الفيلم من داخل سجن النساء بالقناطر منذ 25 عاماً عندما ذهبت الصحفية الشابة نوال مصطفي لإجراء تحقيق صحفي مع السجينات ولاحظت وجود أطفال رضع داخل السجن وعندما سألت عن سبب وجودهم عرفت أنهم أبناء السجينات وأن القانون يسمح للسجينة باحتضان طفلها داخل السجن لحين بلوغه عامين وبعدها يخرج الطفل لأحد الأقارب أو للشارع تبعاً لظروف كل سجينة. من هنا جاءت الفكرة الإنسانية لنوال مصطفي بإنشاء جمعية رعاية أبناء السجينات والتي كانت سبباً في ترددها الدائم علي سجن النساء لتكتشف في السنوات الأخيرة نموذجاً جديداً من السجينات وهن الغارمات اللاتي دخلن السجن بسبب الفقر وعجزهن عن سداد ايصالات أمانة لشراء أجهزة منزلية أو لجهاز ابنتها فأصبحن بين ليلة وضحاها سجينات بسبب بضعة مئات من الجنيهات تعثرن في سدادها وبعد قضاء عقوبة السجن تظل وصمة السجينة السابقة تلاحقها هي وأبناؤها مدي الحياة. تبنت نوال قضية الغارمات ونجحت بالفعل في سداد المديونيات وإخراج أكثر من مائة سجينة فقيرة ولكن ظهرت مشكلة أخري وهي كيف تستطيع السجينة السابقة مواجهة الحياة والناس فالمجتمع يرفضها والجميع يخشاها وأحياناً كثيرة أسرتها تتبرأ منها فلا تجد مصدراً للرزق وتضطرها ظروف الحياة للعودة للسجن مرة أخري فكانت فكرة نوال المبدعة بإنشاء أول مشروع في سجن القناطر تحت عنوان حياة جديدة بالتعاون مع وزارة الداخلية يقوم المشروع بتدريب وتأهيل السجينات وتعليمهن حرفة الخياطة والتطويز لمساعدة السجينات علي الاعتماد علي أنفسهن وتمكينهن اقتصادياً وإيجاد فرصة عمل بعد خروجهن من السجن. تحية للزميلة نوال مصطفي علي مشروعها الرائد والتنموي وقبل كل ذلك الإنساني ويبقي دور وزارة الداخلية لماذا لا تكرر نفس المشروع في جميع السجون سواء للنساء أو للرجال لتدريبهم علي حرف مختلفة يحتاجها سوق العمل خاصة ان مجتمعنا يحتاج لفترات طويلة من الزمن حتي يغفر للسجين أول غلطة حتي ولو كانت بحسن نية.