إنقاذ امرأة غارمة هي مبادرة لإنقاذ أسرة بالكامل، وإننا في حاجة شديدة لاتخاذ قرارات وخطوات مدروسة وسن قوانين جديدة لحماية هذه الفئة المطحونة وخاصة بعد الزيادة الكبيرة لاصحاب هذه المشكلة في ظل موجة ارتفاع الاسعار وانتهاز بعض التجار الجشعين لظروف الفقر والجهل الحاجة التي تواجهها الاسر الفقيرة في الاحياء الشعبية والقري والنجوع.. التقيت بعدد كبير من هؤلاء الغارمات المسجونات عندما رافقت الاديبة والكاتبة نوال مصطفي ومجموعة من السيدات الفضليات في زيارة لسجن النساء بالقناطر الخيرية ضمن وفد من جمعية ابناء السجينات منذ عدة أشهر، استمعت لقصص مأساوية متكررة من زينب وصباح وسامية وأم أحمد، كل واحدة منهن لها حكاية وقعت علي ايصالات امانة أو شيكات بعضها علي بياض دون معرفة عواقب ذلك، عاشت فترة وجيزة في سعادة لانها جهزت وزوجت ابنتها أو اشترت تلك لزوجها أو تحملت مصروف البيت بعد غياب الزوج، أو.. أو ثم لم يستطعن سداد الاقساط، التاجر يتخذ الاجراءات القانونية بتقديم الايصالات للنيابة ووسط البكاء والصراخ يتم القبض عليها وبعد محاكمة سريعة تدخل السجن مما يفقدها الحرية والكرامة ويعرضها هي واولادها لوصمة عار تحول دون اندماجها في المجتمع بعد الافراج عنها أو الحصول علي عمل. وهنا علينا كاشخاص وجمعيات اهلية أن نساعد هؤلاء، الغارمات بنشر الوعي بين الفقيرات وعدم السماح للزوجة بضمان الزوج حتي لا يدخلا السجن معا ويبقي الاطفال في ظروف صعبة والاهم من ذلك ايجاد صيغة باسقاط السابقة الاولي واستبدال عقوبة السجن للغارمات بعقوبة بديلة للقيام بخدمة مجتمعية بأجر معقول يساعدهن في سداد الديون وعلينا إيجاد حلول مبتكرة أخري.