هي حياة جديدة بالفعل.. ليس لأن جمعية(رعاية أطفال السجينات) تمد يد العون والمساعدة إلي السجينات، ترعي أطفالهن، وتسهم في حل أزماتهن وتعثرهن في سداد الديون..لكن لأن الجمعية لا تكتفي بمنح السمكة، لكنها تعلم الصيد..فلسفة مشروع(حياة جديدة)الذي تقدمه الجمعية، يعتمد أساسا علي تعليم السجينات وتدريبهن، ومنحهن فرصة أخري للحياة، بتمكينهن اقتصاديا وتشغيلهن والتدريب علي بعض المهن الصغيرة، التي تسمح لهن بممارسة العمل، والاعتماد علي أنفسهن ومواجهة المجتمع، الذي في الأغلب يقسوعليهن قبل السجن، وبعد الخروج منه أيضا..في الفيلم الوثائقي(سجن الوصمة)الذي افتتح أول أمس بالهناجر..سيناريو نوال مصطفي (مؤسسة جمعية رعاية أطفال السجينات)وإخراج محمد زكي.. تقول إحدي السجينات في الفيلم (ليس فقط المجتمع من يعايرني بالسجن، لكن أسرتي وزوجي أيضا..).. قبل خمسة وعشرين عاما.. كان مشهد الأطفال الصغار خلف الأسوار في سجن النساء.. يعيشون مع أمهاتهم السجينات حتي يكملوا عامين من عمرهم، ثم يسلمون إلي أهله.. مشهدا شديد القسوة والظلم، دفع الكاتبة نوال مصطفي إلي إطلاق حملة لإنقاذ أطفال السجينات..فكيف لهذه البراءة أن تنمو وتكبر وراء القضبان..وكان أن أسست(جمعية رعاية أطفال السجينات) 1990وربما كانت نوال مصطفي من أوائل الذين نبهوا لقضية (الغارمات) أو (سجينات الفقر) اللاتي أدت حالتهن المادية إلي الاستدانة والتعثر في سداد الديون إلي حد السجن..كانت البداية هي المساعدة في رفع المعاناة وسداد الدين، ورعاية الأطفال والتخفيف النفسي والاجتماعي عن السجينات..ثم كانت(حياة جديدة)المشروع الفاعل لرسم مسار مغاير لهولاء السجينات ومنحهن فرصة الحياة من جديد، بصورة تصون إنسانيتهن بتوفير فرص العمل والتمكين الاقتصادي.