سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
محمد البكري نائب رئيس منظمة الطيران الدولي »الاياتا«: مصر من أفضل الدول التي تطبق إجراءات الأمن والسلامة معدل النمو فيمصر سيرتفع إلي 5.7% خلال السنوات القادمة
لا نتدخل في الأمور السياسية .. ولانأخذ موقفاً من دولة علي حساب الأخري أشادت كل تقارير الاتحاد الدولي للنقل الجوي »الاياتا» بالإجراءات التي اتخذتها الحكومة المصرية ، والتطور الكبير في الخدمات ومجال الأمن والسلامة والخاصة بالطيران المدني وكذلك في المطارات والصفقات الجديدة الخاصة بشراء طائرات لتدعيم أسطول مصر للطيران ، بالإضافة لمعلومات كثيرة قالها محمد البكري نائب رئيس الاتحاد الدولي للنقل الجوي خلال زيارته للقاهرة والتي استغرقت عدة أيام التقي خلالها بعدد من المسئولين لتوقيع اتفاقيات خاصة بالنقل الجوي. ما تقييم الاتحاد الدولي للنقل »الاياتا» لقطاع الطيران في مصر؟ - اتخذت مصر خطوات إيجابية خلال السنوات القليلة الماضية، وسجلت نموا في الناتج المحلي الإجمالي بمعدل سنوي يصل إلي 3.8% خلال السنوات الخمس السابقة، ومتوقع أن يرتفع خلال السنوات الخمس القادمة إلي 5.7%، رغم الصدمات الاقتصادية والسياسية والاجتماعية التي شهدتها، وأبدت مرونة ملحوظة في التعامل معها. وكيف تري »الاياتا» مستقبل صناعة الطيران في مصر؟ - نتوقع أن يشهد قطاع النقل الجوي نموًا قويًا بحكم التعداد السكاني الكبير، والتحسن المتواصل في مستويات الدخل والمعيشة، وتقديرات الاتحاد الدولي للنقل الجوي، تشير إلي أن الطلب علي النقل الجوي في مصر سيرتفع بمعدل يفوق الضعف علي مدي العقدين القادمين، أي بحلول 2037 يرتفع عدد المسافرين القادمين إلي مصر أو المغادرين منها إلي أكثر من 47 مليون مسافر وسائح سنويًا، وذلك قياسًا ب23 مليون فقط في 2017، يمثل ذلك معدل نمو سنوي قدره 4.8% علي مدي الأعوام العشرين القادمة، أي أسرع بقليل من متوسط توقعات النمو العالمية خلال الفترة ذاتها. وهل تنعكس هذه المؤشرات علي الاقتصاد المصري؟ - تحتل مصر المرتبة 74 بين 136 دولة في مؤشر تنافسية السياحة والسفر، وتقدمت بواقع 9 مراتب قياسًا بعام 2015، فضلا عن أن القطاعين يساهمان ب 126 مليار جنيه مصري من الناتج المحلي الإجمالي بنسبة 11% ويوفر 383 ألف وظيفة في مصر، وتولي الحكومة المصرية اهتماما كبيرا لتعزيز الموارد الثقافية بهدف تحسين جاذبيتها كوجهة سياحية، وتستثمر 6.8% من إجمالي ميزانيتها في قطاع السفر والسياحة، وما زالت من بين أكثر الوجهات السياحية جاذبية من حيث الأسعار في العالم، وتقع في المرتبة الثانية، واتخذت خطوات إيجابية لتسهيل إجراءات الحصول علي التأشيرة خلال السنوات الماضية واحتلت المرتبة ال51. التحديات ما التحديات الحالية التي تواجه الحكومة المصرية في صناعة الطيران عالميا؟ - التحديات التي يواجهها قطاع الطيران في مصر هي ضمن التحديات العالمية، وليست حكرا علي مصر وحدها، ولكن التحدي الأكبر أمام مصر هو نمو الحركة الجوية بحلول عام 2035، وهو يتطلب تخطيطا جيدا للتعامل مع البنية التحتية والأنظمة والإجراءات لتسهيل حركة المسافرين، وتقديم أفضل الخدمات، ويتطلب خطة طويلة المدي، والنمو في المسافرين والسياح سيشكل تحديات أكبر ومن الممكن أن يؤثر سلبا علي المؤشرات الأخري ودور مصر في التعامل مع النمو، كما هناك بطء في تطبيق بوليصة الشحن الجوي الإلكترونية (E-airway bill)، وننصح الحكومة علي مواصلة التنفيذ بتعهداتها، والموضوع في طريقه للحل مع الدراسات والمشاورات المستمرة، بالإضافة إلي أن مصر اتخذت خطوات ايجابية لتسهيل الحصول علي التأشيرات خلال الفترة الماضية، وننصح مصر بخطة طويلة المدي لتحسين البنية التحتية، ليس فقط في المطارات ولكن في صناعة النقل الجوي للأمن والسلامة، وتأمين الأجواء يحتاج إلي تضافر الجهود، ووضع خطة للعمل عليها من كل الجهات للتعامل مع النمو في عدد المسافرين، ويجب الاستفادة من الخبرات في الدول ونتفادي الأخطاء وتطبيق النماذج الناجحة. تطورات إيجابية وهل رصدت »الاياتا» تطورات إيجابية في قطاع الطيران بمصر؟ - بالفعل هناك تطورات أولها أننا نوجه الشكر للحكومة المصرية علي تسوية الأموال التي كانت عالقة لشركات النقل الجوية، وهي خطوة ايجابية سجلت عالميا، وخاصة الجهود التي قام بها البنك المركزي في التعامل مع هذا الأمر، كما أنه من الايجابيات تحديث الأسطول المصري وإضافة 45 طائرة جديدة لأسطول مصر للطيران، مما يساعد علي خلق فرص العمل، مثل الإعلان عن توظيف 260 طيار جديد ، وهو تطور إيجابي لصالح القطاع، كما نعمل مع سلطة الطيران المدني المصرية علي تطبيق منظومة معلومات المسافرين المتقدمة، التي تساهم في تحسين الأمن وتعزيز الطلب علي الحركة الجوية، وتساعد علي تخفيف الاعتماد علي بطاقات الهجرة، ونعمل علي تطبيق نظام تتبع إشارات الحقائب الإلكترونية، وفقًا لقرار الاتحاد الدولي للنقل الجوي رقم 753 لتعقب الحقائب، وهو أمر مهم، ونجت التجربة في مصر بنسبة عالية جدا وجار اتخاذ خطوات لبدء التطبيق الفعلي. ما التحديات أمام شركات الطيران المصرية؟ - يعلم الجميع أن صناعة النقل الجوي قائمة علي أمرين السلامة والأمان، ولا يمكن لأي شركة طيران أن يتم ترخيصها في مصر إذا لم يتوافر بها إجراءات السلامة العالمية، ونحن نؤكد أن مصر من أفضل الدول التي تطبق إجراءات الأمن والسلامة وفقا للمعدلات الدولية التي لا غني عنها، والاتحاد الدولي يشجع وجود القدرات والتعامل مع هذه التحديات ليكون هناك تنافس بين الشركات لخدمة المسافرين. كيف يقيم الاتحاد الدولي للنقل الجوي الشركة الوطنية مصر للطيران؟ - هناك تحسن ملحوظ في الخدمات وتطور كبير تشهده مصر للطيران، وكلها مؤشرات إيجابية وجيدة، تؤكد أنها تسير علي الطريق الصحيح للمنافسة العالمية وليس محليا، ومصر للطيران بها إدراك لأهمية صناعة الطيران للاقتصاد المحلي وتعزيز مكانة الدولة عالميا، وصناعة الطيران ليست فقط نقل ركاب من بلد إلي آخر لكنها تصب في أمور كثيرة من التعليم والاقتصاد والمجتمع، وتلمس جوانب الحياة ويجب تعزيز هذه الرؤية، ومصر للطيران ضمن أكثر من 470 شركة حاصلة علي شهادة »الأيوزا» في إجراءات السلامة العالمية. ماذا تعني شهادة »الأيوزا» لشركات الطيران؟ - تعني تطبيق إجراءات السلامة العالمية في صناعة الطيران، وهي متطلب أساسي لأي شركة طيران للانضمام للاتحاد الدولي للنقل الجوي، رغم ذلك لدينا نحو 290 عضواً في الاتحاد، ولكن هناك أكثر من 470 شركة طيران حاصلة علي هذه الشهادة، وهو يعكس أهميتها لسلامة الطيران، ونستمر مع الحكومات في تعزيز دور السلامة في الطيران لأنه بدون سلامة لا يوجد طيران. الأيوزا والشركات ما هي الاشتراطات أو علي أي أساس تقيم الشركات للحصول عليها؟ - تقيم الشركة علي أساس عمليات الطيران ككل سواء من الخدمات علي الأرض، والكوادر، والجودة، والصيانة وتشغيل الأسطول، وعلم الطيارين، وهو نظام مطبق عالميًا يلمس جميع عناصر التشغيل مع الطيران، ويجدد كل عامين من قبل جهات مختصة تراجع الشروط وتخرج بملاحظات، وتحصل شركات علي »الآيوزا» ولكن بعد عامين يتم سحبها لعدم التزامها بالمعايير المطلوبة، التعامل مع السلامة أمر بديهي في صناعة الطيران، وبعض الشركات تخرج من »الاياتا» لعدم التزامها بمعايير الأمان والسلامة. كيف يتعامل الاتحاد مع التوترات التي تشهدها منطقة الشرق الأوسط؟ - النقل الجوي صناعة تتأثر بعوامل كثيرة منها الاقتصاد العالمي ولكن برغم التحديات التجارية والاقتصادية في المنطقة، قطاع الطيران مستمر في النمو وهو مؤشر صحي، النقل الجوي لم يعد حاجة ثانوية أو ترفيه ولكنه متطلب للحياة لمختلف الطبقات والفئات. ما هي التحديات التي تواجه صناعة النقل الجوي في منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا؟ - أكبر تحد هو النمو في أعداد المسافرين والطائرات المطلوبة من شركات الطيران، اضطراب الأجواء الجوية، لذلك ندعو جميع الحكومات للتضافر لأن ذلك يؤثر سلبا علي راحة الركاب وعلي حركة الطيران ، وينعكس علي التكاليف واقتصاديات الدول، فضلا عن تدريب الكفاءات والقدرات في التعامل مع نمو الأعداد ودخول التكنولوجيا في الصناعة يزيد من تعقيدها، لذلك يجب التأكيد علي الدول باستمرارية تأهيل الكوادر البشرية لديها. المؤشرات تؤكد زيادة أعداد المسافرين ماذا عن السلع المشحونة؟ - رغم أن كمية السلع المشحونة جويا قليلة بالمقارنة بالشحن البحري والبري، ولكنها تتراوح ما بين 35% إلي 37% من قيمة ما يشحن عالميًا، إلا أن قطاع الشحن في 2018 أيضا مستمر في النمو بمعدلات جيدة، وخاصة بعد التباطؤ الأخير الذي شهده الربع الأخير من 2017. دول المنطقة التي تعاني تهديدات أمنية.. كيف تتعامل معها المنظمة؟ - لا نتدخل في الأمور التجارية أو الاتفاقيات بين الدول أو شركات الطيران، نحن معنين بالسلامة والأمان وللكوادر المدربة، إذا دخلنا في التجارة خسرنا المصداقية، يجب علي صناع القرار والدول الاستمرار في دعم قطاع الطيران لنمو اقتصادياتهم، ولا نتدخل في الأمور السياسية نحث جميع الدول علي إبقاء الأجواء مفتوحة لسهولة تنقل المواطنين، ولدينا أعضاء في جميع الدول، ولا نتدخل في الأمور السياسية ولا نأخذ موقفا من دولة علي حساب أخري، ما يهمنا صناعة النقل الجوي، ولا ندخل كطرف، نحن نمثل صناعة النقل الجوي عالميا. المشروعات المستقبلية أهم المشروعات المستقبلية المرتقب تطبيقها من قبل »الآياتا»؟ - لدينا عدة أمور لتسهيل حركة المسافرين في المطارات، هناك مشروع جديد يمكن تنفيذه خلال ال15 عاما القادمين لتسهيل حركة المسافرين والتعامل مع المسافرين في المطارات وحقائبهم والتعرف عليهم بطريقة تكنولوجية والتسهيل علي شركات الطيران، »الآياتا» تعمل حاليا علي هذا مشروع بصمة الوجه للتعرف علي المسافرين وسهول تنقلهم ليس فقط في مطار معين ، وإنما بين جميع المطارات الدولية، عن طريق حفظ معلومات الشخص وإتاحتها بالمطارات والجوازات دون الحاجة إلي أوراق مثل جواز السفر والتأشيرة. ماذا عن المشاريع القريبة خلال الفترات الحالية ؟ - نعمل حاليا علي الأنظمة المالية الجديدة، التي تتعامل مع المكاتب السياحية وشركات الطيران، وقد بدأ تطبيق المشروع منذ العام الماضي ويتم الترتيب مع الشركات، ومن المنتظر أن يطبق المشروع في مصر ديسمبر القادم، وهذا النظام يعطي مميزات كثيرة يتم التنسيق مع البنوك والشركات لتقنين التذاكر الورقية والأرقام التي يحصل عليها المسافر لمعلوماته. أسعار الوقود وتأثيره علي صناعة الطيران؟ - أسعار الوقود سلاح ذو حدين في صناعة الطيران خاصة للدول المنتجة للبترول، عندما يتدهور أسعار البترول تعاني اقتصاديات الدول وتمنعهم من الاستثمار في صناعة الطيران، ومع انخفاض أسعاره تستفيد شركات الطيران، أما الارتفاع في الأسعار تستفيد منه الحكومات والتنمية، ولكن شركات الطيران تعاني.