عندما كتبت في مقالي السابق عن الشيطان الذي يسكن حي الدقي، لم أكن أدرك عظم المشكلة، أو لنقل »المصيبة» التي كتبت عنها، والتي تتمثل في انتشار ملحوظ للمشردين الذين يتعاطون مخدر »الاستروكس» جهاراً نهاراً، وينامون فاقدين للوعي والأهلية علي الأرصفة، وفي مداخل عمارات حي الدقي الذي عندما سكنت فيه قبل مايزيد علي عشرين عاماً كان قبلة لسكني علية القوم والوزراء.. اكتشفت من خلال الردود أن البلاء لم يطل حي الدقي وحده، ولكنه طال أحياء أخري، ومحافظات أخري، ولكن الأخطر في رأيي يكمن في شيئين أساسيين: الأول هو حالة اللامبالاة »الرسمية» في التعامل مع الأمر الي الحد الذي عجزت فيه وأنا صحفي، وكاتب ولي عمود صحفي أن أجد جهة رسمية تنقذني وتنقذ أفراد أسرتي من خطر مؤكد يتمثل في اناس مشردين بلا مأوي ويتعاطون المخدرات أمام حجرات نومنا.. الثاني هو أن الناس تبادلت في ردودها علي ماكتبت عبارات اليأس من وجود أي إجراء رسمي لمواجهة الظاهرة. حتي كتابة هذه السطور لاندري ماذا نفعل، ولانعلم لماذا هذه الاعداد من المشردين المتعاطين للمخدرات ظهرت فجأة؟ أين كانوا قبل عدة شهور؟ - هل كانوا في دار وطردتهم؟ - هل هناك من يقوم بتسريحهم؟ - لماذا لاتتدخل الاجهزة الأمنية ممثلة في ادارة مخدرات الجيزة، أو حتي قسم الدقي؟ احد الاساتذة الذين تفاعلوا مع ما كتبت فسر الأمر: بأن هؤلاء هم أطفال الشوارع.. الذين كانوا قبل سنوات قنابل موقوتة.. الآن انفجرت في وجه الجميع. الأمر في رقبة من: رقبة وزيرة التضامن أم وزير الداخلية أم الجمعيات الأهلية أم في رقبة الجميع؟ هل من مجيب؟ دعاء »اللهم يا فارج الهموم ويا كاشف الغموم يا حي يا قيوم، إني أسألك بقدرتك علي كل شيء، وباستغنائك عن جميع خلقك وبحمدك ومجدك يا إله كل شيء، أن تجود عليّ بقضاء حاجتي، إنك قادر علي كل شيء يا رب العالمين، اللهمَّ لا تحرمني وأنا أدعوك ولا تخيبني وأنا أرجوك، اللهم احينا في الدنيا مؤمنين طائعين وتوفنا مسلمين تائبين اللهم استرني فوق الأرض وتحت الأرض ويوم العرض عليك.. اللهم إني أسألك رضاك والجنة وأعوذ بك من سخطك والنار يا أرحم الراحمين».. اللهم آمين.