مات من لا يستحق الموت على يد من لا يستحق الحياة ..هذا هو المختصر المفيد في هذه الواقعة التي دفع فيها شاب " زي الفل" كما يقولون على يد تاجر مخدرات بلا ضمير وبل قيمة لمجرد ان الشاب نهاه عن الاتجار في المخدرات في المنطقة التي يقيمون فيها ، فكان عقابه طعنة غادرة في رقبته أودت بحياته لتتفجر معها نافورة من الدماء وبركان من الغضب في صدور الاهالي الذين طالبوا بتطهير المنطقة من تجار السموم. أشرقت الشمس بأشعتها الذهبية ، معلنة بداية كلها أمل وتفاؤل ونشاط وحيوية، ولكنها لم تستمر كثيراً وتحولت فجأة منطقة الوراق لغيوم تامة , وفي لحظات امتلأت المنطقة بأصوات الصراخ والبكاء، ليصبح كابوس مرير، أفاقت عليه عائلة "سامي" بعد مقتله، ففي أحد العقارات بشارع بدر حجاج بمنطقة الوراق، كان يعيش "سامي"24سنة خريج كلية السياحة والفنادق، مع والديه واخوته حيث كان هو أصغرهم . كانوا يعيشون حياة بسيطة لا يعرفون المشاكل ولا طريقها، كان "سامي" معروف دائماً وسط الجيران وأهله بحسن الخلق والأدب، كان دائما فى حاله لم يفتعل مشكلة واحده، فكان يستيقظ يومياً ليذهب الى عمله ويعود للمنزل مرة أخرى ليأخذ قسط من الراحة بصحبة أهله وأشقائه ثم ينزل مرة أخرى ليجلس مع أصدقائه على المقهى ثم يصعد لينام ليباشر عمله فى اليوم التالي، لكن ما حدث له لم يكن في مخيلته أن ستكون حياته ثمنًا لهذا السبب ، لم يأت فى عقله مرة تلك الصورة البشعة التي مات عليها، لكن انتهت حياة "سامي" بطعنة في الرقبة وسط الشارع بين أحضان والديه وإخوته وأهالي منطقته ليقوم الجميع بنقله الى المستشفى ليلفظ بعدها أنفاسه الأخيرة بعد دقائق معدودة. بلاغ هام تلقى الرائد هاني مندور رئيس مباحث قسم شرطة الوراق بلاغا من المستشفى يفيد بوصول شاب مصاب بطعنة في الرقبة، وتوفي فور وصوله، انتقل على الفور رئيس المباحث الى المستشفى وبالمعاينة تبين أنه شاب في منتصف العقد الثاني من عمره ويرتدي ملابسه كاملة ومصاب بطعنه بالرقبة من الجهة اليسرى كانت السبب في مصرعه، واسمه "سامي" بسبب مشاجرة مع تجار مخدرات، قام على الفور رئيس المباحث بإخطار اللواء رضا العمدة مدير مباحث الجيزة الذي أمر بتشكيل فريق بحث لكشف غموض الواقعة وسرعة ضبط المتهمين، انتقل على الفور رئيس المباحث ومعه قوة من المباحث الى مكان الحادث بمنطقة المجني عليه لإجراء التحريات وكشف الجناه. في الوقت نفسه قامت "أخبار الحوادث" بالانتقال الى شارع بدر حجاج بكفر السليمانية بمنطقة الوراق بالجيزة حيث منزل "سامي" للتحدث مع أهل وجيران المجني عليه، وبمجرد وصولنا تقابلنا مع والد "سامي" ليبدأ حديثه قائلاً : "حسبنا الله ونعم الوكيل أنا لحد دلوقتي ماخدتش عزاء ابني ومش هاخد العزاء غير لما حق ابني يرجع، وصمت قليلاً لتنهمر الدموع من عينه وبعد دقائق قليلة تمالك أعصابه ليقول كل اللي حصل أن ابني كان واقف قريب من البيت وحصلت مشكلة بين اثنين من تجار المخدرات بالمنطقة وبدأت الألفاظ والصوت العالي يتصاعد، فتوجه "سامي" إليهم في محاولة لفض المشاجرة وتوعيتهم إنهم بلاش يتلفظوا بتلك الألفاظ خصوصاً من أجل تواجد الستات والفتيات بالشارع، وخافوا على نفسكم وأخواتكم البنات وأمهاتكم من المعاكسات اللي انتوا السبب فيها مش كفاية المخدرات . بعدها بدأوا يتشاجرون معه وبدأ "ماندو" هو ومن معه يتلفظوا بأبشع الألفاظ، في الوقت نفسه تدخلت أنا وأهالي المنطقة وشقيقه "جمال" لفض المشاجرة وتوجهنا الى شقيق "ماندو" لحل المشكلة، وأثناء حلها لم يرض أحد بتلك المراضية بالأخص "ماندو" فقام مرة واحدة وضرب "سامي" في صدره ليقوم "سامي" في محاولة للمدافعة عن نفسه وقتها تدخل "عبد الله" شقيق "ماندو" بالمشاجرة لنفاجأ جميعا بسقوط "سامي" على الأرض غارقا في دمائه ومصاب بطعنه برقبته وفر "ماندو" و"عبد الله" وكل من كان معهم هاربين. وبسؤال "جمال" شقيق "سامي" قال أخويا دا كان كل حاجه ليا بالرغم من أنه كان أصغر مني لكنه كان جدع مع أي حد وراجل بكل معان الكلمة وكل الناس بتحبه في المنطقة لأنه بيساعد الكل وبيقف جنب الكل. لتنهار والدة "سامي" بالبكاء وتقول: أنا عايزه حبيبي وعايزه حقه ، ثواني قليلة وتمالكت نفسها لتقول "سامي" كان حنين بس اليوم دا كانت حنيته زيادة مكنتش أعرف أنه بيودعني وهيسيبني .. راح حبيبي وحبيب الكل .. حرام الشرطة تسكت على المجرمين وتجار المخدرات كده. وتقول شقيقة "سامي" : دا كان أحسن أخ في الدنيا وكنت باعتبره ابني، مفيش حد من جيران أو أقارب أو أصحاب مكنش بيحب "سامي" مستحيل هتلاقي حد مش بيحبه، أنا مش مصدقة أني مش هشوف حبيبي وابني الصغير تاني حسب الله ونعم الوكيل في كل مفتري احنا عايزين حق ابننا. في الوقت نفسه كان قد انتهت المباحث من التحريات التي أثبتت صحة الواقعة، وتم إعداد عدة كمائن ثابتة ومتحركة وفي أقل من ساعة تمكن الرائد هاني مندور رئيس المباحث ومعاونيه الرائد إسلام عمار معاون أول المباحث والنقيبين محمد جهاد وبلال سلامة معاوني المباحث من ضبط المتهمين الذين تربطهم صلة قرابة، وبحوزتهم الأسلحة المستخدمة، وبمواجهتهم اعترفوا بارتكاب الوقعة، وتم تحرير محضر بالواقعة وإخطار اللواء رضا العمدة مدير مباحث الجيزة، واللواء الدكتور مصطفى شحاتة مساعد الوزير لقطاع أمن الجيزة، الذي أمر بإحالتهم الى النيابة العامة لتتولي التحقيقات.