هنا منطقة «الجزارين»، يكفيها اسمها.. تلك المنطقة التى تقع فى منطقة الوراق بقطاع شمال الجيزة، ارتبط اسمها مؤخراً بواحدة من أبشع جرائم القتل الجماعى، التى أودت بحياة «شعراوى» أشهر بلطجى فى المنطقة، لفرضه إتاوات على الجزارين.أهالى المنطقة تجمعوا يوم الأحد الماضى، وقرروا قتل شعراوى أشهر بلطجى فى المنطقة، لفرضه إتاوات عليهم والاستيلاء على أموالهم دون وجه حق.. الأمر لم يمر بسهولة فى البداية لكن اتفقوا فى النهاية على التخلص منه.45 دقيقة هى المدة استغرقها الأهالى لقتل «شعراوى» بالأسلحة النارية والبيضاء والركل والسحل والضرب بالأيدى والشوم حتى انتهت حياة «شعراوى».عندما تصل إلى منطقة الجزارين، لا ترى سوى نشوة الانتصار والتشفى ظاهرة فى كلمات أهالى المنطقة، تدور بينهم حوارات جانبية لا تنتهى عن الواقعة، بعضهم يقول بعد أن ملّ من سماع الحكاية وترديدها: «بصوا يا جماعة اللى حصل ده كان لازم يحصل من 8 سنين»، والبعض الآخر يرد قائلاً «ممس هو اللى ضرب نار فى البداية.. ما هو زى أى مسجل خطر ودى تصفية خلافات».الأحاديث الجانبية لا تنتهى عن مقتل محمد على، 33 سنة، مسجل شقى خطر، وشهرته «شعراوى»، يحكى أهالى المنطقة عن ذلك الأسطورة «كان لازم يموت من 8 سنين، شعراوى كان بلطجى هو وأخوه اللى محبوس على ذمة قضايا قتل».«شعراوى» أحد أشهر البلطجية فى منطقة الوراق، كون تشكيلاً عصابياً للسرقات بالإكراه والقتل والسطو وفرض الإتاوات، هكذا جاءت تحريات الأجهزة الأمنية التى أعدها فريق من المباحث ضم كلاً من اللواء مجدى عبدالعال مدير الإدارة العامة للمباحث، والعميد محمد عبدالتواب، رئيس المباحث الجنائية لقطاع شمال الجيزة، والعميد إيهاب شلبى، مفتش مباحث شمال الجيزة، والمقدم محمد أبوالقاسم، رئيس المباحث، وأقوال أهالى منطقة الجزارين بالوراق، والتحريات أيضاً أكدت أن المتهم بدأ نشاطه الإجرامى فى عام 1997 منذ 18 عاماً، بدأت بجريمة قتل نجل عمه وقضى عليه بالسجن وخرج بعد ذلك وبدأ فى ممارسة نشاطه الإجرامى مرة أخرى، وتم ضبطه عقب خروجه ب6 أشهر فى عام 2007 بتهمة خطف طفلة، وهى ابنة أحد جزارى المنطقة، وخرج مرة أخرى وعاد إلى ممارسة البلطجة، وتم ضبطه منذ 3 سنوات فى واقعة سرقة بالإكراه وخرج منذ شهرين من السجن، وبالتحديد فى شهر رمضان الماضى، واستمر «شعراوى» فى ممارسة نشاطه الإجرامى حتى انتهت حياته نهاية شهر أغسطس الماضى. أهالى منطقة الجزارين فى إمبابة ينهون أسطورة أشهر بلطجى فى المنطقة رمياً بالرصاص فكيف انتهت حياة «شعراوى»؟ طبقاً لأقوال الشهود وتحريات المباحث التى قادها اللواء خالد شلبى، نائب مدير الإدارة العامة للمباحث، واللواء رضا العمدة، مدير المباحث الجنائية، والنقيبان يوسف رشوان وأحمد صبحى، معاونا المباحث، أنه فى تمام الساعة التاسعة مساء يوم الأحد الماضى، توجه «شعراوى» حاملاً مطواة وبندقية خرطوش، إلى منطقة الجزارين، وبدأ يتحدث بصوت مرتفع مردداً عبارات «أنا شعراوى.. أنا كبير المنطقة.. أنا رئيس جمهورية الجزارين»، وطلب من أصحاب المحلات «فلوس» لمساعدة شقيقه المحبوس على ذمة قضية قتل، فى سجن قسم شرطة الوراق، وبدأ يطلب مبالغ مالية تقدر ب5 آلاف جنيه، وأشهر سلاحه وتعالت أصواته.. وبدأ فى تهديد أهالى المنطقة.مرت 15 دقيقة ولم يستجب أحد لتهديدات «شعراوى»، وبدأت تحدث مشادات كلامية، بين «شعراوى» وأصحاب المحلات التجارية، وتجمع عدد من أهالى المنطقة يحاولون التشاجر مع «شعراوى»، وتجمع قرابة 50 شخصاً و«شعراوى» مستمر فى تهديده، وفجأة توقفت سيارة تاكسى، نزل منها 3 أشخاص، أحدهم يحمل طبنجة 9 ملى.. أهالى المنطقة يرددون عبارات «ممس وصل.. ممس وصل».. وبدون أى مقدمات أطلق «ممس» 3 رصاصات فى جسد «شعراوى»، وردد عبارات «ده حقى.. ممس مش بيسيب حقه»، سقط «شعراوى» غارقاً فى دمائه على الأرض، تجمع العشرات من أهالى المنطقة وأصحاب المحلات التجارية، وتعدوا على «شعراوى» بالضرب والركل بالأسلحة البيضاء والشوم والسحل قرابة 45 دقيقة، حتى انتهت حياة أشهر بلطجى فى المنطقة.انتقل ضباط قسم شرطة الوراق على أصوات الأعيرة النارية وصرخات أهالى منطقة الجزارين، إلى مكان الواقعة، وبدأ العميد إيهاب شلبى مفتش مباحث شمال الجيزة، والمقدم محمد أبوالقاسم رئيس مباحث الوراق، فرض كرودن أمنى وتمكنوا من فض المشاجرة، ونقلوا جثة «شعراوى» إلى مستشفى إمبابة العام، ولكنه لفظ أنفاسه الأخيرة من آثار السحل، وبإجراء التحريات والاستماع لأقوال الشهود، علمت القوات بقيادة اللواء خالد شلبى نائب مدير الإدارة العامة للمباحث بأن مسجل خطر يدعى «ممس» هو المتهم الرئيسى فى الواقعة، وعلى الفور تم ضبط المتهم واثنين آخرين اشتركا فى الجريمة البشعة.تحرر محضر بالواقعة وأمر اللواء طارق نصر، مساعد أول وزير الداخلية لأمن الجيزة، بتحريز فيديو سحل وقتل «شعراوى»، والسلاح المستخدم فى الجريمة، وإحالة المتهمين المقبوض عليهم للنيابة. وانتقل فريق من نيابة حوادث شمال الجيزة، تحت رئاسة المستشار إبراهيم بدوى رئيس نيابة الحوادث، إلى مكان الواقعة وتم إجراء معاينة للمكان، وكشفت التحقيقات التى أشرف عليها المستشار أحمد البقلى المحامى العام الأول لنيابات شمال الجيزة، أن القتيل محمد على وشهرته «شعراوى» مسجل شقى خطر، والسابق اتهامه فى 13 قضية فرض سيطرة، آخرها سرقة بالإكراه بإطلاق النار على «أحمد الجزار» صاحب محل جزارة مما أدى إلى إصابته هو وآخر يعمل معه بالمحل مستخدماً طبنجة 9 ملى ومستقلاً دراجة بخارية، وثالث تصادف مروره بموقع إطلاق النيران، بينهم اثنان فى حالة خطرة.وتبين أن القتيل عقب قضائه عقوبة السجن فى قضية خطف ابنة أحد الجزارين بالمنطقة، قرر الانتقام فحمل طبنجة وذهب إلى الجزارين أهل الفتاة التى اختطفها وقام بفتح النار عليهم وأثناء محاولته الهروب من مكان الواقعة قام أهالى المنطقة بضبطه والسيطرة عليه وعلى السلاح الذى كان بحوزته وقاموا بتقييده فى أحد الأعمدة أمام أحد محلات الجزارة بعدها حضر «محمد. م» وشهرته «ممس» 32 سنة، مسجل شقى خطر، والذى توجد بينه وبين «شعراوى» خلافات سابقة، وعلى أثر ذلك قام بطعن «شعراوى» عدداً من الطعنات فى الوجه والبطن والصدر تخطت 10 طعنات فتم نقله إلى المستشفى، إلا أنه لفظ أنفاسه الأخيرة قبل علاجه. وقررت النيابة حبس المتهمين 15 يوماً على ذمة التحقيقات وطلبت تحريات المباحث حول الواقعة، واستعجلت تقرير الطب الشرعى الخاص بالقتيل، تمهيداً لإحالة القضية للجنايات خلال الأيام القليلة المقبلة.