باسل عادل الأحزاب تحولت إلي دكاكين.. ولا أحد يقيمها أطماع الزعامة والمصالح وراء زيادة عددها ابتعد عن الساحة السياسية في الفترة الماضية لكنه يمتلك رؤية سياسية ثاقبة.. ينتوي اعادة تأسيس فكرة حزب النيل الذي يعتمد في مبادئه الاساسية علي العودة بالعلاقات المصرية الي الجذور الأفريقية لا سيما مع دول حوض النيل.. باسل عادل البرلمان السابق ومؤسس حزب النيل في حوار مع »الأخبار» يؤكد أن أطماع الزعامة والمصالح وراء زيادة عدد الأحزاب وأن التحالفات السياسية لا تبني علي مبادئ وأهداف واضحة وأن 20 حزبا فقط تكفي الان و 4 أحزاب قوية تقود الحياة السياسية في المستقبل، والي نص الحوار .. ما تقييمك للتجربة الحزبية في مصر الآن؟ التجربة الحزبية في مصر تائهة بين موالاة شكلية ومعارضة مستهدفة ومضغوط عليها وبها مشاكلها ايضا.. واعتقد ان التجربة الحزبية تحتاج ارادة من الدولة لتقوم وتشب.. لأنها تنمو في مناخ سياسي يحترمها ويقدرها..بعكس الحركات الاحتجاجية. هل تري أن أكثر من 100 حزب هي انعكاس للشعب المصري علي أرض الواقع ؟ 100 حزب رقم كبير جدا في ظل مناخ لا يشعر فيه المواطن بأي دور للأحزاب واعتقد ان عدم حسم الدولة لموقفها من السياسة والأحزاب هو السبب في هذا العدد لأن القانون يسمح بقيام دكاكين ولا يراعي اعادة تقييمها ولا يهيئ المناخ لها. ومن المسئول عن زيادة عدد الأحزاب لهذا الحد؟ المسئول عن زيادة الأحزاب أطماع الزعامه والمصالح والقانون والدولة.. حيث إن الحقل الذي لا يتم جني الثمار فيه تكثرفيه نماذج خيالات المآتة. لماذا الشعب المصري غير مرتبط بالأحزاب وبعيد عنها وليس بعيد السياسة؟ الشعب المصري غير مرتبط بالأحزاب لأنه يشعر أن الدولة غير مرتبطة بها وترفضها.. وشعب مصر دولتي. في رأيك تراجع الحياة الحزبية في مصر ضعف إمكانيات أم كوادر؟ تراجع الحياة الحزبية في مصر ضعف ارادة سياسية من الانظمة الحاكمة وبالتالي تغيب الكوادر وتهمش وتحرم التجربة من رفاهية الاستمرار وتسليم الخبرات. كما أن ضعف الإمكانيات المادية وعدم وجود تمويل »محوكم» من الدولة يجعل الأحزاب رهينة للمال في كثرته وقلته ايضا. كيف تري الدافع وراء تكوين التحالفات؟ وهل فشل أغلبها بسبب نزاع الزعامة؟ تكوين التحالفات ناتج من ارادة الدولة وذلك لا يبني تحالفات سياسية علي مبادئ واهداف ولكن يقيم تحالفات مصالح غير مؤثرة علي الحالة السياسية. ما الإيديولوجية السياسية التي تسببت في نفور الشعب المصري من الحياة الحزبية؟ الشعب المصري ينفر من التجربة الحزبية لأنها لم تقدم نموذجا ناجحا بشكل حقيقي ومكتمل الأركان منذ مصطفي باشا النحاس. هل المناهج التعليمية تفتقر إلي ما يحفز الطلاب للمشاركة السياسية؟ المناهج التعليمية تنفر من المشاركه والتفاعل وتحض علي تنافس الحفظ والتلقين لذلك السياسة والمشاركة وتنافس الأفكار غير مرحب بها في مصر عموما وفي الأحزاب خصوصا. بعد ثورة 25 يناير استبشر الناس بتغير الحياة الحزبية فما رأيك في الوضع بعدها؟ بعد 25 يناير زاد نفور المصريين من الأحزاب لأنها لم تنتج نظاما سياسيا مستقرا ومتمكنا.. لذلك 25 يناير اصبحت عقبه وذلك أيضا في سبيل قيام حياة حزبية حقيقيه. أغلب الشعب المصري غير راض عن الأحزاب والحياة الحزبية، فما السبيل لتغيير هذه النظرة؟ ستتغير نظرة المصريين للأحزاب حينما تريد الدولة قيام أحزاب حقيقية وتسمح بها. ما التجربة الحزبية الأجنبية التي يمكن أن تنطبق علي الحالة المصرية من وجهة نظرك؟ لا توجد تجارب اجنبية حزبية تماثل مصر إلا في دول أمريكا اللاتينية وهي تجارب غير مشجعة. هل فكرة الاندماجات الحزبية هي الحل الأمثل لتأسيس أحزاب قوية؟ الاندماجات.. اعتقد انه لا يوجد حزب أو تنظيم مندمج سيستوعب كل القيادات المندمجة لذلك ستثور المشاكل. كم عدد الأحزاب التي يحتاجها الوطن حتي تستوعب فئات ومكونات الوطن المختلفة؟ الحل في تكوين ثلاثة أو اربعة أحزاب جديدة قوية تجعل الجميع يهتم بالانضمام لها بغض النظر عن المنصب .. و وقتها ستندثر الأحزاب الأخري الكثيره تلقائيا.. واعتقد يكفي مصر الان 20 حزبا فاعلا تشمل كافة الأفكار والاهتمامات الاخري. كيف تؤثر فكرة التمويل في تأسيس حزب قوي أم أنها غير مؤثرة؟ لابد أن يمول الحزب من الاموال العامة واشتراكات وتبرعات أعضائه غير المباشرة لفترة لا تقل عن 5 سنوات أو لثاني تجارب الحزب الانتخابيه وبعد ذلك ينظر في التمويل.