أسرة الشهيد سامح الشهاوي انشودة جميلة عزفها الشهداء في حب الوطن بعد ان ضحوا بكل غال ونفيس ليقدموا ارواحهم فداء لترابه وليثبتوا للعالم كله انهم حقا ابطال وتربوا في مصانع الرجال الذين اتسموا بالشجاعة والتضحية والاقدام والفداء والتفاني في أداء الواجب دفاعا عن تراب هذا الوطن الذي شبوا وترعرعوا علي أرضه. من هؤلاء الشهداء الذين ترجموا معني الانتماء وحب الوطن الشهيد سامح الشهاوي ، أمين الشرطة ، ابن قرية قرانشو التابعة لمركز بسيون ، الذي استشهد الثلاثاء 12سبتمبر الماضي بعد ان اغتالته يد الغدر وهو يدافع عن مبني جهاز الامن الوطني في حادث إرهابي بالعريش علي يد مجموعة من الخونة. قال كمال محمد الشهاوي والد الشهيد ان نجله كان العائل الوحيد له ولوالدته بالإضافة لاسرته الصغيرة التي تتكون من زوجته ونجلته الوحيدة »ساجدة» التي لم تكمل عامها الأول التي حرمها الإرهابيون من كلمة بابا مضيفا ان نجله كان يتمتع بحب كل من كان يعرفه وذلك لدماثة خلقه وحبه للجميع ومنذ ان التحق بجهاز الشرطة وهو يخدم بشمال سيناء ولم يطلب يوما نقله الي جوارنا طلبت منه اكثر من مرة ان ينتقل الي محافظة الغربية ليكون بجوارنا وكان رده لنا انه سعيد في الخدمة بسيناء وان »العمر واحد والرب واحد» وانه مؤمن وراض بما كتبه الله له مضيفا ان الشهيد لم يتسبب له في أي مشكلة طوال حياته سواء مع جيرانه او مع زملائه واقرانه وانه بعد انتهائه من الثانوية تقدم لمعهد أمناء الشرطة ومنذ تخرجه وهو يعمل في سيناء وتزوج منذ فترة قريبة وانجب ابنته الوحيدة »سجدة» التي اوصاني عليها في اخر مكالمة بقوله »خللي بالك من بنتي» رغم انني كنت لم اره او اسمع صوته منذ اكثر من 10 أيام وكأنه كان يعرف ان يد الغدر ستغتاله وهذه كانت آخر مرة اسمع فيها صوت ابني الشهيد بعد ان ضحي بحياته من أجل وطنه . ومن جانبها، قالت شيماء أشرف زوجة الشهيد، إنه في آخر حديث بينهما كان حريصا علي الضحك والفكاهة، والمرح معها وكأنه كان يودعها ويودع ابنته »سجدة» حيث طلب منها احتضانها وتقبلها ورعايتها وتعويضها عن غيابه وكأنه كان يودعهما ، وفي نهاية حديثه معها قال لها لو »مت هتتجوزي ولا لا فقالت لا طبعا وضحكت» مضيفة ان سامح كان حسن الخلق ودائم الحديث عن تطهير سيناء من الإرهابيين ومستقبل ابنتنا »سجدة» مؤكدة ان ابنته كانت كل آماله وكان يحلم بتحقيق كل أحلام اسرته الصغيرة مؤكدة انه كان بارا بوالديه وقريبا من الله يؤدي فروضه وكان يحلم بحج بيت الله هو ووالده ووالدته. بينما قالت الأم وفاء نبيل الشهاوي، »حسبي الله ونعم الوكيل في الارهاب» اللي بيموتوا الشباب اللي بيحموا البلد، وربنا يحفظ السيسي وينصره في القضاء علي الإرهاب والإرهابيين» مضيفة ان الإرهابيين قتلوا فلذة كبدي ونور عيني وانا الان لا احتاج من الدنيا شيئا غير القضاء علي هؤلاء المجرمين واخذ تار ابني وحبيبي الذي حرموني منه في الدنيا ولكني اراه في كل مكان في نومي وكأنه لم يمت وتضيف أم الشهيد ان ابنها كان كل شيء في حياتنا وكان يقول لها انا احلم بأن اذهب مع أبي وأمي الي الاراضي المقدسة لنحج بيت الله الحرام. من ناحيته قال رائف محمد احد جيران الشهيد ان سامح كان دائما مايقضي وقت اجازته بين اسرته لرعايتهم وقضاء شئونهم واحتياجاتهم وكان يذهب الي المسجد لاداء الصلاة ولم يتحدث كثيرا عن عمله ولكنه كان حريصا علي زيارة اقاربه ويصل رحمه ونحن في القرية لم نعرف بميعاد وصوله اليها الا عندما نراه ذاهباً الي المسجد للصلاة او عائد منه . وقال عبدالنبي شعبان من اهل القرية ان يوم استشهاد سامح كان يوما حزينا علي القرية كلها لانه كان خلوقا ومؤدبا ولم نر منه الا كل خير مضيفا ان اهل القرية جميعا خرجوا الي الطرقات ومدخل القرية وقت ان وصل نبأ استشهاده ينتظرون وصول جثمانه والجميع يبكي وينتحب وفاته. من ناحيته اطلق محافظ الغربية اللواء احمد ضيف صقر اسم الشهيد سامح كمال الشهاوي علي إحدي المدارس بقريته تخليدا لذكراه .