حفل الختام علي مدار أسبوع؛ استمرت فعاليات الدورة الثالثة من المهرجان المسرحي لشباب الجنوب، تحت شعار »مسرح يواجه الإرهاب»، الذي تنظمه مؤسسة (س) للثقافة والإبداع برئاسة الكاتب الصحفي هيثم الهواري، تحت رعاية وزارتي »الثقافة» و»الشباب والرياضة»، ومحافظة وجامعة أسوان، ومؤسسة مصر الخير، ومؤسسة حراء للمقاولات. تضمن المهرجان، الذي استضاف قصر ثقافة أسوان فعالياته الرئيسية؛ تسعة عروض مسرحية تدور حول التراث والموروثات الشعبية، اختير أفضل خمسة عناصر من الفائزين فيهم للانضمام للورش الفنية والثقافية التي تقيمها الدورة الجديدة للمهرجان القومي للمسرح في يوليو القادم، وسيتم تكرار ذلك في كل عام، حسبما أكد د.حسن عطية. وقد علق عصام السيد رئيس شرف الدورة علي ذلك قائلا: تلك بداية ناجحة للتعاون المسرحي بكافة الأقاليم ويجب تطبيقها علي مستوي مصر. ومن بين العروض التسعة؛ حصل عرض »الغجري» علي جائزة أفضل عرض، الذي قدمته فرقة النور للمكفوفين بأسيوط، بينما فاز بالمركز الثاني عرض »شكاوي علي جدران الزمن» لفرقة صلاح حامد المسرحية بالفيوم. أما المركز الثالث فذهبت جائزته لعرض »جدع النار» السوداني، الذي خطف أنظار الجمهور الأسواني المتابع لفعاليات المهرجان، خاصة موسيقاه الراقصة والمميزة. أخرجت العرض ازدهار محمد، وقام ببطولته ميساء محمد، ليلي أبو زيد، علياء عمر، عبد الجليل موسي، البشري محمد، ياسمين عثمان، هاجر موسي، حسن صديق الذي حصل علي المركز الثاني في جوائز التمثيل رجال، وسلمي عبد الله التي فازت بالمركز الأول في جوائز التمثيل سيدات. بينما ذهب المركز الثاني لهدير محمود عبد الصبور عن دورها في عرض »الغجري»، وفازت بالمركز الثالث ماريان سالم عن دورها في عرض »زعف النخيل». في حين فاز بجوائز التمثيل للرجال في المركز الأول محمد فوزي عن دوره في عرض »زعف النخيل»، وحصد المركز الثالث جرجس سيدهم عن دوره في عرض »الغجري». وعن جوائز الإخراج فاز محمود عيد كأفضل مخرج عن عرض »الغجري»، ورانده شريف عن عرض »شكاوي علي جدران الزمن» في المركز الثاني، كما فازت بالمركز الأول في جائزة السينوغرافيا، والمركز الثالث للمخرج محمد موسي عن عرض »عقول». أما المركز الثاني في السينوغرافيا فذهب لمهندسة الديكور فاطمة أبو الحمد عن عرض »ليلة البدر»، وفاز بالمركز الثالث حمدي قطب عن عرض »الغجري». وحُجبت جائزة النصوص المسرحية. خرجت هذه الدورة بعدة توصيات وملاحظات، أهمها: ضرورة الاهتمام بالبانفلت الخاص بالعروض، كما شاب بعضها سوء فهم درامي من صناعها مما أثر سلبا علي العرض وأدي لغياب المفاهيم في الوعي المسرحي، وجاءت معظم الأعمال خالية من الموسيقي والغناء ومعلبة داخل الاستوديو بلا مبرر فني، ولذلك أوصت اللجنة بعقد جلسات وندوات مناقشة للعروض المشاركة في المهرجان في الدورات القادمة. سبق حفل الختام ندوة للناقد الدكتور حسن عطية رئيس المهرجان القومي للمسرح مع الفرق المشاركة بالفعاليات، أدارها هيثم الهواري. بدأها عطية بتسجيل إعجابه بعروض المهرجان لأنها تجربة شبابية لها مذاق الأرض والهواء والطبيعة التي يعيشها الصعيد بتراثه وموروثاته، مضيفا: تتسم العروض كلها بأنها من واقع الأرض وترصد العديد من تفاصيل المجتمع الصعيدي، فأهم ما يمكن أن نتصدي له في تجربة مسرح الجنوب هو كيف نتعامل مع التراث والموروث والعادات والتقاليد المصرية التي نرفضها بطريقة حديثة ومتحضرة. وضرب عطية مثالا بكيفية التناول فنيا مع قضيه الثأر الممتدة منذ عصر إيزيس وأوزوريس وحتي الآن، وقال: يجب أن نركز أن هناك تغييرا في طريقة التعامل مع هذا الميراث الثقافي، خاصة وأن الناس في أسوان أصبحوا متمدينين بحكم دخول التكنولوجيا، وهنا لابد أن نعيد النظر في كيفية التعامل مع طقوس الحياة والموت والتصدي لقضايانا الحياتية، وكيف نتصدي لهذا الفساد وذلك بالتناول الفني المختلف. واستطرد عطية: مما يميز المهرجان أيضا، عدم وجود محاولة لتقليد القاهرة، والاهتمام بنشر ثقافة أن المبدعين بجنوب مصر عليهم أن يعلموا أبناء العاصمة كيف يتعاملون مع المسرح وموروثاتنا الجنوبية وضرورة التصدي للواقع، فمبدعو الصعيد عليهم أن يكونوا نواة فاعلة لتغيير مجتمعنا، كما أن المسرح يجب ألا يتأثر بنمط الشخصيات والقضايا الصعيدية التي تقدم دائما في التليفزيون، وإنما لابد أن تكون له شخصياته الصعيدية المهمة التي يقدمها بشفافية ووضوح. تضمن المهرجان أيضا؛ خمس ورش تدريبية هي »التأليف باستخدام التراث» للأديب أحمد أبو خنيجر، »التمثيل والإخراج» للمخرج أسامة عبد الرؤوف، »الدراماتورج» للمؤلف بكري عبد الحميد، »والديكور» للمخرج ومهندس الديكور خالد عطا الله. بالإضافة إلي ورش وعروض مسرح عرائس بمراكز الشباب والمدارس المختلفة، تهدف إلي نشر مسرح العرائس وثقافة صناعته في صعيد مصر بأسلوب مبسط.