عودة الانتخابات العمالية بعد توقف استمر لمدة 12 عاماً، حدث تاريخي ينتظره كل عمال مصر، وإذا كانت تلك الانتخابات هي الأمل نحو مستقبل أفضل، فإنها بالنسبة لعمال الشركة القومية للأسمنت قد تكون طوق النجاة ومحاولة أخيرة للخروج من عنق الزجاجة في ظل التحديات والمشكلات التي تواجههم عقب توقف إنتاج الشركة منذ شهر نوفمبر الماضي لإيقاف نزيف الخسائر التي بلغت 970 مليون جنيه أكثر من 2100 عامل هم قوة العمل بالشركة القومية للأسمنت ينتظرون كلمة السر لإنهاء معاناتهم لذا يتطلعون بعين الأمل والترقب إلي نتائج الانتخابات العمالية المقبلة التي تجري علي مرحلتين ويفتح باب الترشح للمرحلة الأولي يومي الأربعاء والخميس المقبلين. »أخبار اليوم» انتقلت إلي مقر الشركة القومية للأسمنت قبل إجراء الانتخابات واستمعت إلي مشكلات العمال وسبل حلها أملاً في عودة عجلة الإنتاج للدوران مرة أخري ورؤيتهم للانتخابات العمالية ومدي أهميتها خلال السطور التالية: يقول محمد حسني أبوالمعاطي: أعمل في الشركة منذ حوإلي 33 عاماً، وكل مطالبنا تتلخص في حماية حقوق العمال في الشركة وعودة العمل والإنتاج، مشيراً إلي أن الشركة القومية للأسمنت هي الوحيدة المملوكة للدولة وعودة العمل والإنتاج بها ضرورة لعدم رفع أسعار الأسمنت وتغول شركات القطاع الخاص.. وأضاف محمد حسني أن الانتخابات مهمة بالنسبة للعمال، وقد تكون طوق النجاة لو أتت بثمارها في الحفاظ علي حقوق العمال، وعودة العمل والإنتاج بالشركة مشيراً إلي أن الشركة حاولت تقليل الخسائر عن طريق استخدام الفحم كبديل للغاز، إلا أن الشركة القابضة تعنتت وألغت المناقصة التي كانت معدة لذلك، وقالت إنها لا توافق من الناحية البيئية علي استخدام الفحم.. ويقول عاطف شحاته عثمان، أحد عمال الشركة، إنهم سيخوضون الانتخابات العمالية بقوة، حيث يستعدون لها بأشخاص لديهم قدر عالٍ من الفكر والوعي، لعودة التشغيل والإنتاج، ومساعدة إدارة الشركة علي اتخاذ القرارات الصائبة والسليمة والتي تكون في صالح العمل والعامل، وليكونوا مثالا جيدا للحديث باسم كافة العاملين، مضيفا: لذلك نحرص علي ضرورة أن يتم الاختيار بشكل جيد، وليس كالسابق عندما كنا نختار ب»الحب» فيما بيننا وبالتزكية، وهو الأمر الذي لم يعد مسموحا به الآن، إذ يجب أن يتم اختيار الكفاءات، لنضمن أن يظلوا مع العمال لحل مشاكلهم.. وأضاف أن حصول بعض المرشحين علي مميزات وترك قضيتنا الأساسية يثير بعض التخوفات، فالقضية الأساسية لعمال الشركة القومية للأسمنت هي عودة الإنتاج » احنا يا بيه لو بطلنا نشم أسمنت نموت.. حرام نقفل الشركة ونخسر الدولة.. شوف أسعار الأسمنت ارتفعت ازاي بعد قفل الشركة..وعبر السيد علاء- عامل - عن تخوفه من أن يفوز في الانتخابات العمالية المقبلة أشخاص تابعون لمجلس إدارة الشركة، ويستكملوا مساعي إغلاق الشركة نهائيا، مؤكدا: أن القومية للأسمنت أسست صرحا إنتاجيا كبيرا وساهمت في العديد من الشركات، والمشكلة أنه بعد أعمال التطوير التي شهدتها الشركة بتكلفة بلغت مليارا و200 مليون جنيه جاء قرار الإغلاق، وهو ما يجعلنا نتساءل لماذا هذا الإهدار للمال العام، ولماذا تم التطوير؟ »نحن أمام المعركة الأخيرة ولا وقت للمجاملة».. بهذه الكلمات دعا رسلان حسني، عضو مجلس إدارة الشركة القومية للأسمنت، جموع العاملين للمشاركة والمساهمة الفاعلة في الانتخابات العمالية المقبلة، من أجل اختيار أشخاص ذوي كفاءة عالية ومحل ثقة لدي الجميع، ليقفوا مدافعين عن حقوق العاملين ومستقبل العمل، قائلا: »أوجه رسالة لكل عامل: نحن في معركة، ومن سيجامل في الانتخابات لا يلوم إلا نفسه، لأن الانتخابات هي المستقبل لكل عامل».. وأكد رسلان أنه تم تصعيده مؤخراً في مجلس الإدارة مشيراً إلي أهمية الوعي في الانتخابات العمالية كعامل أساسي لحل المشاكل، عن طريق اختيار من سيتحدثون باسم أكثر من 2000 عامل، مشيرا إلي أن الشركة -خلال العام الماضي- حققت زيادة في الإنتاج بلغت 112%، ما يعني أن العامل لم يقصر في عمله، وأن عملية الربح والخسارة مسألة تُسأل عنها الإدارة، حيث إن خسائرالشركة خلال العام الماضي بلغت حوالي 970 مليون جنيه، رغم زيادة الإنتاج.