أكد أحمد أبو الغيط أمين عام جامعة الدول العربية أن ارادة القتال والتصميم التي فرضت النصر في حرب 1973 موجودة حاليا لدي القيادة والشعب المصري وأضاف انها ستفرض الهزيمة علي الإرهابيين »خوارج العصر» كما يطلق عليهم الرئيس عبدالفتاح السيسي.. جاء ذلك في كلمته خلال الندوة.. وأوضح أن بعض التقارير المسربة حول إمكانية تبادل أراض مع إسرائيل ظهرت منذ عام 2003، وأشار إلي انه تابعها خلال توليه منصب وزير الخارجية وكان يتم التعامل معها بسخرية، ووصف ذلك الحديث ب»الأوهام»، وشدد علي أن سيناء سوف تبقي بكاملها مصرية وستنجح مصر في التنمية. واستعرض أبوالغيط تفاصيل المعركة الدبلوماسية التي خاضتها مصر بعد نكسة يونيو 1967 وحتي تحرير سيناء في ابريل 1982، ووجه التحية إلي »الجيل الأعظم في تاريخ مصر» جيل نصر أكتوبر من القيادات والجنود وكذلك الشهداء، وأشار إلي أنه يوجه حديثه للمصريين دون الخمسين عاما لأنهم لم يشهدوا الملحمة الوطنية لتحرير سيناء. وأوضح أن ملحمة التحرير بدأت يومي 9 و10 يونيو 1967 عندما خرج الشعب المصري ليقول سنحارب وسنرفض الهزيمة والاحتلال لتتلقف القيادة المصرية الموقف وتقرر بدء المواجهة، وركزت في المستوي العسكري علي رفع معنويات القوات المسلحة واستعادة الثقة في القوات البرية من خلال معركة رأس العش، وتصدي القوات الجوية لمدرعات العدو، وقيام القوات البحرية في أكتوبر 1967 بتفجير المدمرة الإسرائيلية ايلات، بالاضافة إلي اعادة تدريب وتسليح القوات المسلحة وتخريج جيل جديد من القادة العسكريين وهو جيل لا ينسي في تاريخ مصر. أما علي الجانب الدبلوماسي فقد انطلقت وزارة الخارجية بهدف اقناع القوي العالمية بانسحاب اسرائيل من سيناء علي غرار تجربة العدوان الثلاثي 1956، ونجحت في استصدار القرار 242 من مجلس الأمن في نوفمبر 1967 الذي اكد علي الحقوق العربية لكنه اتسم بالغموض لأنه تحدث عن أراض عربية وليس الأراضي العربية كلها، وخلال 3 سنوات كانت هناك محاولات لتنفيذ القرار في وجه تعنت اسرائيلي هائل، وسعت الولاياتالمتحدة للوصول إلي حل سياسي وسط مراوغات بدعوي الأمن الإسرائيلي، وفي يوليو 1973 استخدمت واشنطن حق الفيتو ضد 14 دولة لوقف قرار بتفسير القرار 242، وفي سبتمبر من نفس العام قال وزير الخارجية الأمريكي هنري كيسنجر لنظيره المصري ليس لدي وقت لاضيعه وعليكم القبول بالأمر الواقع. وروي ابو الغيط تفاصيل اجتماع مجلس الأمن القومي يوم 30 سبتمبر 1973 لمراجعة خطة العبور وخلاله قال المشير أحمد اسماعيل: إن هذا الجيل عليه أن يسلم للاجيال القادمة سيناء خالية من الاحتلال، وبعد أيام تم تحقيق النصر.. وبعد توقف العملية الدبلوماسية لمدة عامين بين 75 و77 أخذ الرئيس أنور السادات المبادرة بزيارة القدس، وفي ديسمبر 77 خلال زيارة رئيس الوزراء الإسرائيلي لمصر عرض مبادرة سلام تشمل الاحتفاظ ب3 قواعد جوية اسرائيلية مع استخدام الجيش الإسرائيلي لطرق شرق سيناء لكن تم رفض العرض، وبعد ضغوط كثيرة تم الانسحاب علي 6 مراحل، وأشار إلي انه بعد اغتيال الرئيس السادات حدث تململ اسرائيلي وظهرت كتابات تقترح وقف الانسحاب من سيناء، لكن القيادة المصرية تمسكت بالانسحاب ليرفرف العلم المصري علي سيناء، واكد ابوالغيط أن العلم المصري لن ينزل قط أبد الدهر من سيناء نتيجة لجهود القوات المسلحة.