رئيس الوزراء يتابع الجهود المبذولة لتحسين الأوضاع للمؤسسات الصحفية والوطنية للإعلام وتسوية مديونياتها    وزير النقل يشهد توقيع 9 اتفاقيات بين الهيئة القومية للأنفاق والشركات العالمية    وزير التموين: توافر السلع الأساسية بالأسواق وتكثيف الرقابة لضمان استقرار الأسعار    أخبار الإمارات اليوم.. محمد بن زايد وستارمر يبحثان الأوضاع في غزة    نتنياهو: قضية سدي تيمان تسببت في تشبيه جنود إسرائيل بالنازيين    العلاقات الأمريكية الصينية.. أين هى وأين تتجه؟    ميليسا فيلمنج: طلبت لقاء بعض اللاجئين السودانيين الذين استضافتهم مصر بسخاء    بعد خسارة الناشئين.. تفوق كبير للإنجليز على الفراعنة في تاريخ المواجهات المباشرة    خارجية روسيا تنتقد «بي بي سي» بعد استقالة مديرها العام: زورت الحقائق في أوكرانيا وسوريا    انطلاق الانتخابات البرلمانية العراقية غدًا (تفاصيل)    نماذج ملهمة.. قصص نجاح تثري فعاليات الدائرة المستديرة للمشروع الوطني للقراءة    مليون و800 ألف جنيه دعم الشباب والرياضة لمراكز الشباب والأندية بدمياط    بيفض خناقة.. إصابة شخص بعيار نارى خلال مشاجرة بين طرفين بشبرا الخيمة    انتخابات مجلس النواب 2025| رئيس لجنة بالبدرشين يخرج لمسنة للإدلاء بصوتها| صور    بعد سماع خبر وفاته.. زوجة إسماعيل الليثي تنهار: ابني توفى من سنة وجوزي النهارده.. صبرني يارب    مهرجان القاهرة يعلن القائمة النهائية لأفلام مسابقة أسبوع النقاد في دورته ال46    سعد الصغير ينعى إسماعيل الليثي بكلمات مؤثرة: "ربنا يرحمك يا حبيبي"    شقيق الفنان محمد صبحي: حالته الصحية مطمئنة ويغادر المستشفى غداً    فيلم عائشة لا تستطيع الطيران يمثل مصر في المسابقة الرسمية لمهرجان مراكش السينمائي    وكيل أمين الأمم المتحدة: افتتاح المتحف الكبير يعيد الحماس للتعرف على تاريخ مصر    5 أبراج لا تنسى الأذية أبدا.. «هل أنت منهم؟»    أول رد من الأهلي على واقعة زيزو ونائب رئيس الزمالك    العمل تسلم 36 عقد توظيف للشباب في مجال الزراعة بالأردن    كرة سلة - الكشف عن مواعيد قبل نهائي دوري المرتبط رجال    الآثار: المتحف الكبير يستقبل 19 ألف زائر يوميًا    انطلاق اختبارات مسابقة الأزهر الشريف لحفظ القرآن بكفر الشيخ    هيئة الدواء: التطعيمات تساهم في منع نحو 3 ملايين وفاة سنويًا    وزير الصحة: شراكة مصرية لاتفية لتطوير الرعاية الصحية وتبادل الخبرات في الأورام والرعاية الحرجة    «حارس النيل» ينطلق من القاهرة قريبا.. أول قطار سياحي فاخر يجوب معالم مصر    علاء إبراهيم: ناصر ماهر أتظلم بعدم الانضمام لمنتخب مصر    الأربعاء.. فن الكاريكاتير وورشة حكى للأوبرا فى مركز محمود مختار بمناسبة اليوم العالمى للطفولة    تشييع جثماني شقيقين إثر حادث تصادم بالقناطر الخيرية    ما حكم المشاركة في الانتخابات؟.. أمين الفتوى يجيب    اشتريت سيارة ووجدت بها عيبا فهل يجوز بيعها دون أن أُبين؟.. الأزهر للفتوى يجيب    انتخابات مجلس النواب 2025.. إقبال كثيف من الناخبين على اللجان الانتخابية بأبو سمبل    المستشارة أمل عمار: المرأة الفلسطينية لم يُقهرها الجوع ولا الحصار    تاجيل محاكمه 17 متهم باستهداف معسكر امن مرغم بالاسكندريه    البنك المركزي: ارتفاع المعدل السنوي للتضخم الأساسي إلى 12.1% بنهاية أكتوبر 2025    الاتحاد الأفريقي يدعو لتحرك دولي عاجل بشأن تدهور الوضع الأمني في مالي    بالصور| سيدات البحيرة تشارك في اليوم الأول من انتخابات مجلس النواب 2025    كشف هوية الصياد الغريق في حادث مركب بورسعيد    بعد 3 ساعات.. أهالي الشلاتين أمام اللجان للإدلاء بأصواتهم    المفتي: الشائعة زلزال يهز الثقة وواجبنا بناء وعي راسخ يحصن المجتمع من الاضطراب    بث فيديو الاحتفال بالعيد القومي وذكرى المعركة الجوية بالمنصورة في جميع مدارس الدقهلية    «تطوير التعليم» يطلق مبادرة «شتاء رقمي» لمضاعفة فرص الحصول على الرخص الدولية لطلاب المدارس    وزير الصحة يلتقي وزيرة الشؤون المدنية في البوسنة والهرسك    نفذوا جولات استفزازية.. مستوطنون يقتحمون المسجد الأقصى    وزير النقل التركي: نعمل على استعادة وتشغيل خطوط النقل الرورو بين مصر وتركيا    ماذا يحتاج منتخب مصر للناشئين للتأهل إلى الدور القادم من كأس العالم    حالة الطقس اليوم الاثنين 10-11-2025 وتوقعات درجات الحرارة في القاهرة والمحافظات    تأجيل محاكمة المتهمين بقتل أحمد المسلماني تاجر الذهب بالبحيرة لتعذر حضورهما    الرعاية الصحية: لدينا فرصة للاستفادة من 11 مليون وافد في توسيع التأمين الطبي الخاص    وزارة الصحة: تدريبات لتعزيز خدمات برنامج الشباك الواحد لمرضى الإدمان والفيروسات    وزير الزراعة: بدء الموسم الشتوى وإجراءات مشددة لوصول الأسمدة لمستحقيها    جامعة قناة السويس تحصد 3 برونزيات في رفع الأثقال بمسابقة التضامن الإسلامي بالرياض    تنوع الإقبال بين لجان الهرم والعمرانية والطالبية.. والسيدات يتصدرن المشهد الانتخابي    د.حماد عبدالله يكتب: " الأصدقاء " نعمة الله !!    شيكابالا عن خسارة السوبر: مشكلة الزمالك ليست الفلوس فقط    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



السادات أمرنا برفع رؤوسنا أثناء المفاوضات
اللواء محسن حمدي رئيس اللجنة العسكرية للإشراف علي الانسحاب من سيناء :
نشر في أخبار السيارات يوم 24 - 04 - 2018

في الذكري 36 لاستعادة كل شبر في سيناء وانتصار الإرادة المصرية علي الفكر الإسرائيلي وتحطيم أسطورة جيشها الزائفة بأنه لا يقهر، كانت مفاوضاتنا شرسة لا تقل ضراوة عن حرب أكتوبر 1973 فهي مع مفاوض له عقيدة توسعية يطمع في أرض جيرانه وأجبرناه علي الانسحاب الكامل من جميع الأراضي المصرية بشروط مصرية دون الخضوع لأي ابتزاز أو تفريط في متر واحد وانتصرت مصر علي إسرائيل في معركتي الحرب والسلام بفضل براعة المفاوضين من الدبلوماسيين والعسكريين والقانونيين، فالمفاوضات التي دامت سنوات انتهت بانسحاب إسرائيلي كامل من سيناء في 25 أبريل 1982وعودة طابا للسيادة المصرية 1989، تنفيذاً لعدد من الاتفاقيات أبرزها كامب ديفيد التي مهدت لمعاهدة السلام.
ولأن اللواء بحري أ.ح محسن حمدي أحد المشاركين في صناعة هذه الأحداث، من خلال المفاوضات عندما كان عضواً في الوفد وخلال تنفيذ الانسحاب الإسرائيلي عندما كان رئيسًا للجنة المصرية المشرفة علي ذلك، وتوليه رئاسة جهاز الاتصال مع القوات المتعددة الجنسية الموجودة علي الحدود المصرية الإسرائيلية مدة 4 سنوات عضو وفد مفاوضات السلام بواشنطن ورئيس وفد حل مشكلة طابا وعضو اللجنة العليا لتحكيم طابا بجنيف والشاهد الرئيسي أثناء الحكم بمحكمة جينيف.. فلابد من الحوار معه:
• في البداية كيف تري 25 أبريل بعد 36 عاماً علي تحرير سيناء؟
- أبريل يوم فخر لكل مصري ولن يمحي من ذاكرتي لأنه جاء بعد مفاوضات شاقة لا تقل ضراوة وشراسة عن حرب 6 أكتوبر لأن الجندي المصري قضي علي هالة أسطورة الجيش الذي لا يقهر بتحطيمه أكبر مانع مائي في التاريخ، وكشف التفاوض مع الجانب الإسرائيلي معدن المفاوض المصري الشرس العنيد الحريص علي استراد الأرض بعد أن روت دماء الشهداء أرض سيناء واضعين أمامنا مقولة الرئيس الراحل جمال عبدالناصر "ما أخذ بالقوة لا يسترد إلا بالقوة" خاصة أن نسبة تفوق العدو علينا كانت 3: 1، إلا أن الجندي المصري صمم علي الحرب، من أصغر مجند وحتي وزير الدفاع مع إصرار القيادة السياسية علي تنفيذ كل بنود اتفاقية السلام واستعادة كل شبر من سيناء.
أهم توجيهات الرئيس السادات في المفاوضات؟
- كانت توجيهات الرئيس الراحل أنور السادات بطل الحرب والسلام تدفعنا لرفع رؤوسنا عالية لوقوفه خلفنا لأننا أصحاب حق بالإضافة إلي أنه كان يتابع لحظة بأخري كل خطوات الاتفاق وكان قبل أي اجتماع مع لجنة المفاوضات يقول لنا "أوعوا تتنازلوا عن البترول ولا تفريط في شبر من الأرض المقدسة فلا يمكن أن نقبل بأي جدل أو مساومة أبداً، ولا مساس بالسيادة الكاملة علي أراضينا".
ما هي خطوات الانسحاب وكيف تمت؟
- نصت معاهدة الانسحاب العسكري من سيناء علي أن تكون 3 سنوات بعد مداولات مع الجانب الإسرائيلي الذي رغب أن تكون 7 سنوات فرفضنا قائلين "نريدها الآن وليس غداً لكي نعطي حق الشهيد "فقالوا تكون علي 6 سنوات فرفضنا فقالوا 5 سنوات فرفضنا فقالوا 4 سنوات إلي أن تم الاتفاق أن يكون الانسحاب خلال 3 سنوات، وكانت كل مرحلة انسحاب رئيسية تتكون من 9 أشهر تم تقسيمها إلي مناطق فرعية حتي نضمن سرعة انسحابهم فوراً ونأخذ حقا في البترول المصري بعد سحبه بانتظام، فانسحبوا من ثلثي سيناء في هذه المرحلة، فرفع الرئيس أنور السادات العلم المصري علي العريش قبل موعده المنصوص بالمعاهدة بشهر بعد موافقة مناحم بيجين رئيس الوزراء الإسرائيلي علي الانسحاب، وبعدها بدأ الانسحاب خلال 3 سنوات وكتبنا في المعاهدة أن يترك كل شيء سليما "أن تترك بدون خدش" فقال عيزرا وايزمان للفريق كمال حسن علي "يا كمال أنا هديهالك مدهونة كمان".
أهم المبادئ التي استند عليها المفاوض المصري ضده خصمه؟
- كانت الحق والتاريخ والجغرافيا والقانون والاتفاقيات الدولية والقانون الدولي وقوة التفكير والاتزان والبال الطويل والتنسيق وتوزيع الأدوار فالخارجية سفراء وقوات مسلحة كانوا عبارة عن جروب كامل متداخلين جداً بفضل وزير الدفاع الفريق أول كمال حسن علي وبطرس غالي وطاهر شاش وعمرو موسي وعبد الحميد بدوي، والتنسيق والتعاون بين الجميع كان من الأمور المشرفة لمصر حيث عكف فريق التفاوض دائماً علي التعامل بأسلوب الدر اسة الجادة والتحليل العلمي والتقييم الدقيق للوصول إلي أفضل النتائج التي تحقق لمصر أقصي مصالحها مع عدم التأثر بأساليب واستفزازات الوفد الإسرائيلي وكانت كثيرة لولا منهج طول البال والصبر علي ما هو معروف عنهم فهم قوم جدال وخداع واختلاق المشاكل لإثارة المفاوض المصري.
كيف بدأت تفاصيل مباحثات الكيلو 101؟
- حضر وزير الخارجية الأمريكي هنري كيسنجر بناء علي طلب الرئيس الأمريكي جيمي كارتر قبل توقيع المعاهدة لإقرار قرار الأمم المتحدة بوقف إطلاق النار وتم تشكيل لجنة سياسية وعسكرية الأولي برئاسة إبراهيم كامل وزير الخارجية واجتمعت بالقدس، والعسكرية برئاسة الفريق محمد عبدالغني الجمسي كانت بقصر الطاهرة وكانت مطامع وأهداف استفزازية من الجانب الإسرائيلي وهو ما تم تسميته مباحثات الكيلو 101، الجانب الإسرائيلي كان يضم هارون ياريف رئيس المخابرات العامة وممثل للأمم المتحدة، وكان هدف الاجتماع حل المشاكل العسكرية فقط، وانتهي الاجتماع إلي 6 بنود عسكرية وأعقب زيارة القدس اتفاقية كامب ديفيد وانتهت بورقتين فقط من 6 بنود.
وماذا كانت تحتوي الورقتان؟
- الورقة لم تتحدث نهائياً عن سيناء وكانت بشأن الانسحاب الإسرائيلي كاملاً من الضفة الغربية وقطاع غزة ومنح الشعب الفلسطيني الحكم الذاتي لمدة 5 سنوات ثم يقيمون دولتهم فرفض ياسر عرفات، لأن الرئيس السادات لم يذهب منفرداً لعقد سلام مع إسرائيل لكنه كان يطمح حل القضية الفلسطينية، أما الورقة الثانية كانت بشأن مصر وإسرائيل من خلال وقف الحرب ومعاهدة للسلام بين الطرفين برعاية الرئيس الأمريكي جيمي كارتر.
ومتي بدأ التفاوض وتطبيق ما جاء بالورقة؟
- لم يوجد أي نية لدي الإسرائيليين الانسحاب من سيناء بعد "كامب ديفيد" وهنا كان التفاوض ضرورياً الذي كان شاقاً وصعباً جداً "علي الترابيزة" من الحرب، ووجدنا مماطلة وتغيير في موافقهم.
ما هي أهم المعوقات وكيف واجهتها اللجنة؟
- كانت لديهم حالة من الغرور ورافضين الانسحاب وأجلي كبار قادة إسرائيل بتصريحات مستفزة علي الرغم أن المعاهدة نصت علي عدم وجود مشاكل مستقبلية بين الطرفين وتم التصديق عليها بالكنيست بعد التصويت وقال عيزرا وايزمان للإسرائيليين "متخفوش أستطيع احتلال سيناء خلال 48 ساعة مرة أخري" وقال بيجن "طالما أحارب باستمرار إذن أنا موجود" وشارون قال "المعاهدة مجرد هدنة وسنحارب بعدها مصر" وشارون كان ضد عملية الانسحاب من سيناء مؤكداً أنه لا يوجد سلام وهناك حرب، ودائماً يردد أن المعاهدة ممكن أن تستمر 3 سنوات وإذا استمرت 10 سنوات محتمل، ومن المستحيل أن تستمر 30 سنة " وأثناء التفاوض طالب بفتح 5 منافذ علي الحدود بينا وبينهم وباستخدام مصطلح مختلف عن "انسحاب" قائلا ليس انسحاباً من الممكن أن نطلق عليه أننا سنقوم بسحب قواتنا أو إعادة انتشارها.
أهم المطالب الاستفزازية التي واجهتكم؟
- أمن إسرائيل هدفها أولاً وأخيراً ومقدم علي أي اتفاقيات ويفوق كل الشروط التي اتفقوا عليها وهو بقاء المستوطنات مثل قول موشي ديان وزير الدفاع الإسرائيلي "لماذا تتحدثون عن سيناء، وتهمكم أكثر منها قناة السويس" وطلبه تأجير بعض المطارات التي قاموا بإنشائها، وشرم الشيخ 50 عاماً لأنها المدخل الرئيسي لمدينة إيلات، وكان ردنا بسخرية نحن أمام خيار واحد ولا نقبل الجدال أرضنا كاملة أو نسف المفاوضات بالإضافة لأن تكون سيناء منطقة منزوعة السلاح كاملة، فقلنا من أنت لتقول هذا ورفضنا، وطلب أيضاً ديان بعدم دخول مناطق البترول في خليج السويس وأبو رديس ضمن الاتفاقية بحجة أنه سوف يتم الاتفاق مستقبلاً عقب ما يسمي "بإجراءات بناء الثقة " كما يقولون، وطالبوا بأن يكون لهم وجود في سيناء من خلال وجود أجهزة رادار علي مرتفعات الجبال لمراقبة حركة قواتنا المسلحة حتي عمق الفيوم "إذا رغبنا في الهجوم عليهم مرة أخري عندما حدث في أكتوبر قبل ذلك من خلال وضع كاميرات تصوير علي الضفة الشرقية للقناة علي أن يديرها ضباط إسرائيليون وأن يمنحوا تسهيلات لدخول خليج العقبة في أي وقت باعتبارها منطقة حرة لهم بالكامل وأن يستبقوا القاعدتين الجوية بطائراتهم أثناء الاحتلال في النقب في الجنوب والجورة في الشمال "إيتسيون في الجنوب، إيتمام في الشمال" ومطلب آخر الانسحاب من أراض محتلة وليس كل الأراضي المحتلة مستندين علي قرار الأمم المتحدة رقم 242 لسنة 67 بانسحاب إسرائيل من الأراضي المحتلة احتلتها بلفظ lands Occupied ولم يقل The lands Occupied وهنا الفرق كبير حيث تعني الأولي أراضي محتلة، تعني الثانية كل الأراضي المحتلة، وتلك حيلة ممن صاغ القرار وهو اللورد الإنجليزي ويلنجتون، وإذا استطاعت إسرائيل أن تبقي علي جزء من أرض مصر فيمكنها أن تبقي كذلك علي جزء من أراضي سوريا ولبنان والأردن، كل هذه المطالب الاستفزازية تم رفضها حفاظاً علي السيادة والأمن القومي للبلاد.
متي بدأت جلسات المفاوضات ومن أهم الشخصيات المشاركة؟
- قبل زيارة الرئيس للقدس وفي وجود كيسنجر طالبنا بالانسحاب وقمنا بعمل اتفاقية وحصلنا علي 3500 كم نهاية 1974 ثم 4500 كم ذلك قبل توقيع المعاهدة، ثم بدأت جلسات التفاوض في فندق ماديسون بشكل ثنائي بحضور ممثل من إدارة جيمي كارتر وتوالت الاجتماعات بمقر وزارة الخارجية ومقر البنتاجون بحضور الوفد المصري برئاسة الفريق كمال حسن علي وزير الدفاع ود.بطرس غالي ود.أسامة الباز ود.أشرف غربال السفير المصري بواشنطن وغيرهم من أعظم رجال الدبلوماسية والقانون المصريين، والعسكريين اللواء طه المجدوب، والعميد لبيب شراب، والعميد بحري محسن حمدي ومجموعة من المتخصصين أبرزهم اللواء مهندس عبدالفتاح حسن مدير إدارة المساحة العسكرية.
كيف بدأت مراحل الانسحاب؟
- في اليوم التالي للتوقيع حددنا الانسحاب أن يكون علي مرحلتين الأولي خلال 9 أشهر من ثلثي سيناء حتي خط العريش شمالا ورأس محمد جنوبا، والمرحلة الثانية أن تكون بعد سنتين و3 شهور لتنسحب بعد 3 سنوات وفوجئنا بافتعال مشكلة طابا وبدأت المماطلة في عدم الانسحاب.
متي بدأت مشكلة طابا؟
- بدأت في 1981 باختلاف العلامات الحدودية وكان مسؤولاً عن تحديد العلامات شارون وعندما وصلنا إلي العلامة رقم 85 كان يريدها داخل سيناء بمسافة 2.5 كم لاحتلال الجبال والعلامة 27 كان يريدها بمتر و70 سم فرفضت فلجأ للرئيس السادات قائلاً له "الجنرال محسن لازم يغير العلامات، عشان هيبوظ المعاهدة، دول 170 سم بس" فيرد السادات عليه "هي أرض أبوه عشان يتصرف فيها" فصدم شارون.
ما صحة رفض بيجن الانسحاب بعد قيام مظاهرات تطالبه بذلك؟
- قبل الانسحاب ب6 أيام يوم 19 أبريل اجتمع الوفد المصري في تل أبيب مع مناحم بيجن رئيس الوزراء الإسرائيلي وقال لنا "مش هنسحب أنا يوم 25 أبريل للخلاف علي العلامات الحدودية" فرفضنا طبقا لما جاء في البند السابع بالمعاهدة بأن يكون التفاوض هو الحل أو التوافق علي حلول وسط برعاية أمريكية أو التحكيم الدولي كما نصت المعاهدة، وعندما ذهبنا لمنزل بيجين مساء وجدنا مظاهرات تطالبه بعدم الانسحاب ورفضنا وأكدنا أن 25 أبريل لا يمكن تعديله وتاريخ مقدس.
وماذا حدث بعد ذلك؟
- كان الموقف صعباً جداً فأرسل الرئيس الأمريكي يوم 23 أبريل السفير "ستويسيل" مندوباً عنه مقدما اقتراحاً أمريكياً يتم الانسحاب وفقا لرغبة مصر، ثم حضر السفير الأمريكي بالقاهرة أثرتون بصحبة المندوب الأمريكي لمكتب الفريق أبو غزالة وأحضر ورقة من صفحتين تحت مسمي "الإجراء المبدئي لحل مسائل الحدود" كحل نهائي وكامل، وجاء بها أن يتم الاتفاف بين الطرفين بالتحرك ما وراء الخطوط التي عينها كل طرف واتفقا أن يطلبا من القوات والمراقبين متعددي الجنسيات الحفاظ علي الأمن بالمناطق لعقد اجتماعات لوضع الترتيبات لحين الفصل النهائي في مسائل وضع علامات الحدود.
وأين الدور الأمريكي في ذلك؟
- أن يقوم ممثلون بالاشتراك عن حكومة الولايات المتحدة في المفاوضات المتعلقة بترتيب الإجراءات لحل موضوع وضع علامات الحدود الدولية بين فلسطين تحت الانتداب ومصر وفقاً لمعاهدة السلام، وتم توقيعها بفندق السلام الساعة الواحدة صباح يوم 25 أبريل عام 1982، أي قبل رفع العلم بحوالي 12 ساعة، وبذلك أفسدنا خطة مؤامرة إسرائيل.
وماذا حدث بعدها؟
- حددنا موضع العلامات كلها ما عدا العلامة 13 بالإضافة إلي 14 الخاصة بطابا واكتشفنا نوايا شارون عندما قالي لي "سأتنازل عن العلامة 13 وتتنازل عن العلامة 14 "علامة طابا" وهو ما رفضناه.
وماذا عن قوات متعددة الجنسيات التي تمت الموافقة عليها؟
- قمنا بتشكيل القوة متعددة الجنسيات والمراقبين، لأنها قوات دولية مسؤوليتها حفظ السلام بينما أنشئت عقب اتفاقية كامب ديفيد 1982 وكانت في الجورة بشمال سيناء.
وهل كانت قوات للأمم المتحدة أيضاً؟
- لا، لأن الأمم المتحدة لا ترسل قوات حفظ سلام إلي سيناء، فطلبت إسرائيل القوة متعددة الجنسيات والمراقبين ومقرها الرئيسي روما مع وجود مكاتب اتصال في القاهرة وتل أبيب ويدفع الطرفان النفقات بمشاركة أمريكا، وقد اعترض الرئيس السادات أن نتحمل النفقات قائلاً إن إسرائيل الراغبة تتحمل النفقات، فتدخلت الولايات المتحدة وقامت بتقسيم التكلفة إلي السدس نتحمله والسدس تتحملة إسرائيل وأمريكا تتحمل أربعة أسداس باعتبارها الراعية لاتفاقية السلام ثم تم تعديلها لتكون بالتساوي بيننا وبين إسرئيل وأمريكا.
وهل تتذكر أي موقف صعب تعرضت له أثناء التفاوض؟
- تم تحديد منطقتين في الشمال الجورة والجنوب في شرم الشيخ أثناء موقع القوة متعددة الجنسيات دون تحديد موقع بالمدينة كما جاء بالمعاهدة وكلفت بزيارة الأرض لتحديد موقع وبعد دراسة استقررت علي منطقة "مرسي العاط" منخفضة علي البحر، واختارت القوة موقعاً علي الخريطة وموقعاً علي الهضبة، وهذه القوة كتيبة أمريكية ستقوم برفع العلم فوق أرض مصر ورفضته فأرسلت أمريكا وفداً إلي الرئيس السادات وتم اللقاء بالمعمورة. وأرسل الرئيس الأمريكي ريجان السفير مايكل سترنر وكيل وزارة الخارجية لشرح وجهة النظر الأمريكية وحضرت المقابلة بحضور النائب حسني مبارك والفريق أول كمال حسن علي وزير الدفاع فسأل الرئيس السادات "إيه الحكاية يا كمال" فرد عليه اللواء محسن "هيشرح لك الموقف علي الخريطة البحرية، وشرحت مميزات وعيوب موقع رأس العاط، وهما اختاروا موقعاً علي الهضبة هيكون العلم واضح فيه يا فندم وغير مقبول... ثم وجه الرئيس السادات كلامه لكمال: خلاص يا كمال يقعدوا في شرم الشيخ... فرددت عليه فورا لا يا فندم مرسي العاط فيرد السادات.. أيوة أيوة في شرم الشيخ". الرئيس السادات كان سابق عصره وداهية سياسية.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.