تحت رعاية الدكتور / أمين لطفي القائم بأعمال رئيس جامعة بني سويف أقام قسم طب الأطفال بكلية الطب جامعة بني سويف المؤتمر العلمي الثالث لطب الأطفال تحت عنوان : (اهتمامات طبيب الأطفال) وبحضور الدكتور / حسين كامل بهاء الدين رئيس الجمعية المصرية لطب الأطفال وعدد من الأساتذة ورؤساء الأقسام والباحثين في مجال طب الأطفال من الجامعات المصرية والقوات المسلحة والشرطة حيث ناقش المؤتمر كل ما هو جديد في مجال طب الأطفال في الألفية الثالثة وقال الدكتورحسين كامل بهاء الدين خلال محاضرته أن تزويد قوة المعرفة لدى الطفل وذكائه هو البداية من الرضاعة الطبيعية حيث أكدت الدراسات أن هناك علاقة وثيقة جدا بين مدة الرضاعة ونسبة الذكاء ومزايا لبن الأم فهو الحصن المنيع لجهاز المناعة عند الأطفال وأن الألبان الأخرى مثل لبن الأبقار لا تحل محل لبن الأم وأن أهم عوامل تنمية ذكاء الطفل وتقويته هو الرضاعة الطبيعية حيث أن ذكاء الطفل قابل للزيادة مثل تربية العضلات والذاكرة ولابد من الإهتمام بها منذ الطفولة المبكرة في الست سنوات الذهبية الأولى في حياة الطفل فالذكاء العاطفي مثلا من ثلاث شهور إلى ثمانية عشر شهراً أما الذكاء اللغوي فمن ست سنوات إلى سبع سنوات الأولى يبدأ في تعلم اللغة وأكثر من لغة ويتفوق فيها كذلك الذكاء الرياضي والموسوعي والحركي والموسيقي والعملي والإجتماعي . وأثبت العلم أيضاً أن القلب قوة للفهم وليس لضخ الدم فقط فالقلب والمخ هما أساسيان في المعرفة والقلب أهم وأشمل في مجال المعرفة حيث يفرز هرمونات وناقلات إشارات عصبية وله مجال مغناطيسي يؤثر على المخ بأكثر من 60 مرة من تأثير المخ فالإنسان له دماغين أحدهما في المخ والآخر في القلب وفي القرآن الكريم قوله تعالي (وجعلنا على قلوبهم أكنّة أن يفقهوه) والتعليم أصبح له مفهوم جيد من حيث الأدوات والوسائل ولم يعد تقليدياً إنما له وسائل مبتكرة ومتعددة وأخطأ القانون عندما حدد أول سنوات التعليم بست سنوات فالفترة الذهبية للطفل قبل ذلك لإستثمار ذكار الطفل وضبط المعرفة عنده . وقال الدكتور محمد معبد رئيس قسم طب الأطفال بكلية الطب بجامعة بني سويف ورئيس المؤتمر أن هذا المؤتمر ناقش أبحاثاً عديدة نوقشت فيها قضايا مختلفة مثل الزواج المبكر في سن أقل من (20) عشرين عاماً ومخاطره على الطفل والأم حيث وجد من خلال الدراسة أن الحالة الصحية والغذائية للأطفال من أمهات أقل من 20 سنة لهم تأخر في النمو والوزن ويظهر عليهم الكساح وقصر القامة وإنخفاض نسبة الزنك والحديد والأنيميا . ونصحت الدراسات التي قدمها الأساتذة من أطباء الأطفال في هذا المؤتمر بضرورة زيادة التثقيف الصحي لبيان مخاطر الزواج المبكر والحمل المبكر وإتخاذ الدولة الإجراءات القانونية لتأخير سن الزواج للوصول إلى مجتمع أفضل صحياً للأمهات والأبناء . وأضاف الدكتور معبد أن المؤتمر ناقش أيضاً أمراض الكلى في الأطفال وأمراض القلب وطب الأطفال في مصر الفرعونية وأمراض سوء التغذية وكل ما هو جديد في مجال طب الأطفال خاصة بكليات الطب والجمعية المصرية لطب الأطفال . فبالنسبة لأمراض الكلى عند الأطفال يعرف مبكراً من العيوب الخلقية بالأعضاء التناسلية للطفل وتأخر ا لنمو عند الطفل بالإضافة إلى الإصابة بالأمراض الحادة مثل الأمراض المعوية والنزيف والتأكد عن طريق التحاليل المناسبة والإشاعات الخاصة بالجهاز البولي ومن اهم العيوب الخلقية للكلى أن تكون على شكل حدوة الحصان وكلما كان الإكتشاف مبكراً كلما كان العلاج والسيطرة عليه أسرع . والأم التي تقوم بإرضاع طفلها طبيعياً وتبرعت له بكلية فتناسق الأنسجة وسمفونية التلاحم بين الأم والإبن تقوي ثبات الكلى وعدم طردها . والفراعنة قديماً أكدوا على حقوق الطفل في الحب والرضاعة الطبيعية لتقوية جهاز المناعة حيث أن الطفل حديث الولادة مناعته ضعيفة ولديه نقص في بعض مكوناتها وهناك أجسام مناعية منقولة للطفل قبل ولادته بثلاثة أشهر وأخرى منقولة له من خلال الرضاعة الطبيعية ليكتمل الجهاز المناعي للطفل بالتدريج كما أكدته الدراسات الحديثة . وعرف الفراعنة أيضاً ختان الذكور دون الإناث فلم يقوموا بختانهن وكان الكتبة دائماً يكتبون للوالدين : حبو أطفالكم واهتمو بهم . وهذا ما أكدته الإتفاقيات المتعلقة بحقوق الطفل والتي تتمثل في حق الطفل في الحب وحقه في الرعاية الصحية في إعلان الولادة وفي حق الأنثى في عدم الختان والتغذية السليمة والتعليم المبكر والترفيه والتربية النفسية والإجتماعية والحق في الأمان ولابد من الإهتمام بالنظام الغذائي الصحيح بصفة عامة حيث وجد أن الجعضيض والسريس والشيكوريا والعسل الأبيض مع التعرض لآشعة الشمس تعطي صحة جيدة ومناعة جيدة من الأمراض خاصة السرطانية منها . وفى نهاية حديثه قال الدكتور محمد معبد أن هذا المؤتمر قد انتهى بنجاح وجلساته كانت مثمرة وأصدر المؤتمرعدة توصيات من اهمها ضرورة :- 1- الإهتمام بالسنوات الست الذهبية الأولى من حياة الطفل ودعم قدراته البدنية والذهنية . 2- الإهتمام بالعناصر الغذائية الهامة للطفل الرضيع مثل فيتامين (أ) و (د) وعنصري الحديد والزنك . 3- الإهتمام بالدراسات والأبحاث التي تهتم بصحة البيئة كالأبحاث التي تدور حول تأثير الزواج المبكر والإنجاب المبكر والمتأخر على الأطفال . 4- الإهتمام بإنشاء عيادات مشتركة موحدة بين الأطباء والجراحين في مختلف تخصصات الأطفال مثل كلى الأطفال والمسالك والأعصاب وجراحات الأعصاب . 5- الإهتمام بجودة المستشفيات وتوفير الوسائل اللازمة للحصول على مؤشرات الجودة العالية . 6- الإهتمام بتدريب شباب الأطباء على كيفية التعامل مع الحالات الحرجة وكيفية قراءة وترجمة التحاليل والفحوصات المختلفة مثل قراءة غازات الدم . 7- إفساح المجال للطلبة وحديثي التخرج فى الإشتراك بأبحاثهم في المؤتمرات وإفساح المجال لعرض أبحاثهم الجادة في مثل هذه المؤتمرات مع ضرورة اهتمام الدولة وتدعيمها للمؤتمرات العلمية والبحث العلمي .