أعتبر الإدلاء برأيي في البرنامج نوعا من التجاوز فى بداية الأسبوع الماضى كانت الشائعة المسيطرة على الوسط الإعلامى هى توقف برنامج «مانشيت» ل«جابر القرموطى» والذى نفى ل«روزاليوسف» الواقعة، مؤكدا أن الأمر مجرد سوء تفاهم. جابر الذى نجح على مدار عام ونصف العام أن يجعل من برنامجه همزة الوصل بين شارع الصحافة والرأى العام تحدث فى السطور التالية عن أسباب نجاح تجربته، خاصة بعدما أثير فى بداية الأسبوع عن توقف البرنامج وهو ما نفاه جابر. * عام ونصف العام قد مر على انطلاق «مانشيت» نجحت خلالها أن تجعل من البرنامج تجربة إعلامية مختلفة عن البرامج الأخرى التى ربما تناقش نفس القضايا الاجتماعية التى تطرحها.. كيف؟
- أولا: برنامجنا ليس «توك شو» وإنما هو برنامج متخصص فى الصحافة، وانطلاقا من اهتمامنا بالصحافة والصحفيين أصبحنا أكثر اهتماما وعناية بالرأى العام تجاه القضايا المختلفة التى تطرحها الصحافة. أى يمكنك القول إننا فى البداية كنا معنيين بنظرة الصحافة للشارع ولكن الآن أصبحنا معنيين بنظرة الشارع للصحافة، بحيث نستطيع فى النهاية أن نخلق نوعاً من التأقلم والانسجام بين رجل الشارع والصحافة. * ولكن ما الذى يميز التجربة؟ - ما يميز «مانشيت» شىء أساسى، ألا وهو اهتمامنا بعرض الرأى والرأى الآخر، فمثلما نتحدث عن «روزاليوسف» نتحدث عن العربى الناصرى ومثلما نتحدث عن الأهالى نتحدث عن الوفد. ما يميزنا هو العمل على إبراز الجانب الصحفى للقضايا الجماهيرية من خلال أقلام مختلفة. والكل يعرف أننى لا أملك أچندة ما ولست مرتبطا بشخصية ما، ولست منحازا لصحيفة عن أخرى أو شخص عن آخر.. وأى شخص يحل ضيفا على برنامجى يعرف هذه الحقائق جيدا. المحرر مع جابر القرموطي تصوير: شيماء العريف * يبدو أن لديك موقفاً ضد أن يتحول الإعلامى إلى زعيم سياسى أو مصلح اجتماعى.. هل هذا صحيح؟ - طبعا أنا ضد أن يحمل الإعلامى على الأكتاف ويتحول إلى زعيم نهضوى، لأن الزعامة فى نظرى مرتبطة بالسياسة، بينما الإعلامى دوره يعتمد فى الأساس على توصيل فكرة للمشاهد من خلال رؤية الإعلامى لدور الإعلام والطريقة التى من المفترض أن يعالج بها قضية معينة. وحتى إذا كنت منحازاً شخصيا لفريق سياسى معين لا أعلن ذلك أبدا فى البرنامج، بل إننى أعتبر التجاوز الوحيد الذى يتم فى البرنامج هو عندما أعبر عن وجهة نظرى، لأنه ليس من المفروض أن يكون البرنامج مجالا لطرح وجهة نظرى الشخصية. الزعامة الإعلامية ليست هدفي * ترفض أن تكون منحازا سياسيا كإعلامى إلى أى فريق من الفرق أليس كذلك؟ - نعم وأحرص على ذلك طوال الوقت لأنى مقتنع أننا جميعا مهما اختلفت توجهاتنا وآراؤنا هدفنا هو مصلحة البلد، أو هكذا أتصور على الأقل، ولذا عندما أستضيف شخصين مختلفين تماما فى التوجهات أحرص على ألا أنحاز لأحدهما ضد الآخر لأنى أتصور أن هدفهما واحد. يمكنك القول إنى اخترت ألا أكون حنجوريا ومناضلا لأن هذه الصفات ليست لى علاقة بها ولا أسعى لأن أكون زعيماً إعلامياً أو مؤثراً لدرجة أن أستغل برنامجى لضرب شخص أو مؤسسة. * ولكننا نرى حولنا إعلاميين كثيرين يتحولون بين يوم وليلة إلى زعماء، مما يجعلنى أتساءل: ما مدى خطورة أن يتحول الإعلامى إلى زعيم؟ - الخطورة فى نقطتين مهمتين: الأولى هى أنه من الممكن أن تكون الرسالة التى يطلقها الإعلامى خاطئة أو مضطربة وبالتالى قد تسوء الأمور إذا تأثر الرأى العام بها. ثانيا من الممكن أن يكون مجال رؤية الإعلامى محدوداً وضيقاً كأن يكون منحازا فقط للحزب الوطنى أو للمعارضة وبالتالى لا يرى إلا زاوية واحدة للقضية، وبالتالى أيضا يظلم الرأى العام الذى يتم تحريضه على الانحياز لوجهة نظر ضيقة، خاصة أنى مقتنع أنه فى الغالب من يمتطى جواد النضال تكون له مصلحة خاصة بغض النظر عن الفريق السياسى الذى ينتمى إليه. * عام ونصف العام مر على انطلاق البرنامج، بالطبع وضعت يدك خلال هذه المدة على أمراض وعيوب الصحافة المصرية.. هل يمكنك إعطائى أمثلة؟ - أولا: على أن أوضح أنى لا أرى فى نفسى الشخص المؤهل لتقييم الممارسات الصحفية المصرية ولكن لى بعض الملحوظات من خلال تعاملى اليومى معها، أولها أن كثيراً من الزملاء يتصورون أن وجهة نظرهم صحيحة دائما ولا يصح لى أن أتطرق إليها فى البرنامج، بمعنى أنهم قد يطلبون منى تناول مقالاتهم إذا كنت متفقا معها ويعترضون فى مواضع أخرى إذا كنت معترضا على ما كتبوه، أى أن بعضهم يريدون إعطائى تعليمات حول كيفية التعامل مع مقالاتهم. ثانيا: بعض المؤسسات الصحفية تتعامل معى وكأنى «شغال عندها» وهذا غير جائز على الإطلاق . * ولكن هذه ملحوظات لها علاقة بالأشخاص، سؤالى يتعلق أكثر بالممارسات الصحفية نفسها؟ - أكثر ما يحزننى أن بعض الصحف تتعامل بمنطق أنها الأفضل والأصلح والأنضج والأكثر شهرة بينما الصحف الأخرى هى الأسوأ وليس هناك ضير من اتهامها أحيانا بالعمالة لفريق ما أو شخص ما أو حزب ما وهذا فى رأيى يحمل معنى واحداً ألا وهو «النفسنة».