ساعات قليلة تفصل بيننا وبين إجراء انتخابات مجلس الشعب، 24 ساعة حاسمة ومهمة، لأنها تحدد ملامح مصر السياسية خلال السنوات الخمس المقبلة.. فالمجلس القادم سيكون مهمًا للغاية ليس لدوره التشريعي والرقابي فقط ولكن لأنه يأتي بعد التعديلات الدستورية التي أكدت علي مدنية الدولة، ولهذا فإن هذه الانتخابات اختبار لإرادة الشعب ودوره في ترسيخ هذه القيمة في إعلاء قيمة المواطنة من خلال اختيار نواب يؤمنون بهذه المبادئ، خصوصًا أن هناك خطوة واسعة تمت من خلال وجود نائبات الكوتة، وهو الإجراء الدستوري الذي حل معضلة انخفاض نسبة المرأة في البرلمان. أهمية أخري للبرلمان القادم فهو الذي سيشهد اختيار مرشحي انتخابات الرئاسة العام المقبل، ولهذا فإن وجود عدد من ممثلي الأحزاب ضرورة لإتاحة الفرصة أمام قيادات أحزاب المعارضة لخوض معركة انتخابات الرئاسة.. إننا نعتقد أيضًا أن علي المواطن أن يفرق بين الشعارات الدينية المطاطة مهما كان بريقها الزائف وبين الشعارات الحقيقية غير المزيفة، وأن ينحاز إلي الأحزاب الشرعية ببرامجها المختلفة التي ترضي جميع الأهواء والأفكار والاتجاهات. ولعل خوف الجميع من العنف المتوقع يوم الانتخابات يكون حافزًا ودافعًا للجميع للوقوف في وجه من يحاول الخروج علي القانون، وتفويت الفرصة علي مثيري الشغب. الجماعات غير الشرعية المضادة للديموقراطية تريد تخويف الناس من الصندوق.. ومن الذهاب إليه.. نحن نؤكد لك: صوتك أيا ما كان اتجاهه.. مهم ويحترمه الجميع.. ولاتوجد نتائج مسبقة.. وأنت الذي سوف تقرر. وهنا نتمني من الجميع الابتعاد عن القبلية والعصبيات العائلية وإعطاء الفرصة للناخبين لاختيار من يريدون في هدوء ودون ضغوط.. إن الشرطة بمفردها لن تستطيع أن توقف العنف، فأدوارها محدودة بالنظر إلي كثرة الدوائر واتساعها.. ومن هنا يجب علينا أن نساعدها جميعًا، وأن نصر علي تطبيق القانون والانحياز له، فهو صمام الأمان للمجتمع لا الالتفاف عليه من أجل الحصول علي مقعد برلماني فهذا معناه أننا نحطم مستقبل بلدنا وأولادنا بأيدينا. اقرأ موضوعات العدد الخاص: من ص32- 10 ومن ص 71 -80