لا موضع للهزل فيما يخص الجد، ولا يمكن أن نقبل التصريح على لسان رجل بحجم المستشار «جلال إبراهيم» والذى شبه فيه حملة التبرع لناديه الواهن بسبب فشل إدارته بما كانت تقوم به السيدة «ام كلثوم» وغيرها من الفنانين وشاركها الشعب المصرى فى حملات التبرع للمجهود الحربى إبان حرب 67! قطعاً التشبيه لا يليق.. وليس له مقام أو سياق، بل يصل إلى حد تشويه صفحة مضيئة لتكاتف الشعب المصرى لمعركة أكبر وأسمى لتحرير الأرض.. أما هو فيريدنا أن نكرر الفعل ولكن هذه المرة لكى يتضخم رصيد لاعبه «محمود فتح الله» فى البنوك، أو يبقى «شيكابالا» المنفلت بين جدران القلعة البيضاء على حلم تحقيق بطولة لم ولن تتحقق بسبب فشل أفكار المستشار وسوء إدارته هو ومن سبقوه! عملية التسول المنظمة التى أطلقها «إبراهيم حسن» بمحدودية أفق يحسد عليها، ونفخ فيها مدحت شلبى» عبر برنامجه، وتلقفها بحماس مجلس إدارة الزمالك الفاشل والباحث عن حل سهل، حتى ولو كانت الفكرة وتفعيلها تلطخ تاريخ الزمالك، وكان أشرف لهم أن ينسحبوا مسقيلين من مهمة أوكلت إليهم ولم يكونوا على قدرها! أى مهانة تلك التى يلقاها العرين الأبيض صاحب الشعبية الثانية فى أفريقيا وغريم الأهلى فى احتفالاته بالمئوية التى جاءت نكبة التسول لتحول احتفالاته إلى سرادق وتجعله مادة للتهكم من بعض جماهيره قبل الأندية المنافسة، فإطلاق تلك الحملة لا يستقيم ولا يليق مع 100 عام لم تكن من عمر ناد رياضى فقط بل هى تؤرخ لمصر. نفس الأفكار المعلبة وسابقة التجهيز تسيطر ، والزمالك .. فلا ابتكار أو حلول غير تقليدية.. تسيطر على الجميع حالة تكاسل عقلى، واستسهال نمطى، وبهذا نقطع أن يظل الزمالك فى دوامته ولا مناص لخروجه منها ولو بعد حين، إن لم يتدهور به الأمر إلى ما هو أسوأ. خصوصا أن إدارته المرتعشة سلمت مصيرها وصلاحيتها للتوءم «حسن» رغما عن ملاحظات هامة تخص عملهم الأساسى فى التدريب أو متابعة شئون فريق الكرة ليسطوا على أمور لا تخصهم سواء فى توريط النادى فى أزمة اللاعب «جدو» ومؤخراً بجرجرة مجلس الإدارة الحالى إلى حارة سد وتلطيخ سمعة القلعة البيضاء بحملة تسول حاولوا تجميلها تحت شعار «ناديك يناديك» والتى اعتمدتها الإدارة . السؤال الملح كيف لشعب لازالت حكومته تعانى من تحديد حد أدنى للأجور يوفى بمتطلبات الحياة الأساسية أن يتم استغلاله وتغديغ مشاعره من أجل التبرع للاعبين لا مستهترين؟.. يكنزون ملايين الجنيهات، وملايين حولهم من ملح الأرض يئنون من ضيق ذات اليد.. وعندئذ يصبح كل من يقدم على التبرع متهماً بالسفه . فحسب المستشار «جلال إبراهيم» نفسه الذى قال لنا إنه فى حاجة إلى مالا يقل عن 50 مليون جنية لتفعيل عقد شيكابالا والتجديد لفتح وتسديد مستحقات «عمرو زكى» وتدعيم الفريق الأول بصفقات فى يناير! المفاجأة أن مجلس إدارة الزمالك فى سبيل تفعيل الفكرة ومخاطبة الجهة الإدارية لفتح حساب التبرعات كان أن اكتشف أن هناك موافقة سابقة عمرها سنتين لفتح حساب، والتى أرفقها المستشار «جلال إبراهيم» للمجلس القومى للرياضة لأخذ موافقته، ولم يجهد نفسه فى الضغط على الدولة للقيام بدورها سواء فى تنظيم تشريع يساعد الأندية أن تتحول إلى شركات مساهمة كما سيفرض عليها بعد عامين فى إطار دورى المحترفين الذى سيطبق قسراً على الجميع، وعندها يصبح من حق الجماهير الغفيرة أن تضع أموالها فى صورة اسهم تستطيع مراقبة أوجه الصرف دون سفه، وتعود عليها فى شكل استثمار، ويثرى الزمالك وغيره من الأندية بشكل يليق بقيمة الكيان الرياضى دون امتهان! ولأن المجلس الحالى ومن سبقوه أيضاً لا ينظرون أبعد من أقدامهم فتقاعسوا ومعهم باقى الأندية وتغافلوا عمداً عن حقوقهم الفكرية المستباحة والتى هى حق أصيل سواء فى استخدام شعار النادى أو بيع قميصه الرسمى وغيرها من المنتجات الحصرية وهو النظام المعمول به فى كل أندية العالم ويحقق ربحية طائلة ولكن تتوقف على كيفية الاستفادة من اسم النادى وعلامته التجارية وحتى نجومه كما يفعل برشلونة الذى نص فى عقده مع المعجزة «ميسى» أن يخصص ساعتين أسبوعيا للتوقيع على قميصه للجماهير الكتالونية التى تشتريه وتحظى بالتصوير معه والتى تدر على النادى آلاف اليوروهات أسبوعيا، نفس هذا النادى العظيم لم يجد غضاضة أو مشكلة فى تأجيل تمرين فريقه لتأجير المقر لإقامة حفلات زفاف تعينه على دفع رواتب نجومه! الزمالك المشغول بالحصول على موافقة الجهة الإدارية لفتح حساب التبرعات، لم يكلف خاطره وهو يقدر مع الأهلى وباقى الأندية الشعبية فى الضغط على الحكومة لإصدار تشريع يحمى حقوقهم الفكرية والتجارية المستباحة وتزيد من دخولهم بشكل محترم ويستفيد من شعبيته التى تزيد على عشرات الملايين بما يحافظ على كرامة الكيان. الإدارة المرتعشة لم تستطع أن تتصرف عبر حل فى يدها يمكنها اللجوء له بالبيع والتصرف فى أحد نجوم الفريق مثل «شيكابالا» أو «عمرو زكى» للاحتراف الخارجى ومن حصيلة الصفقة يمكنها أن تصرف على الفريق وتتجاوز أزمتها المالية ولكن لأنها لا تقوى على مواجهة الجماهير وتخاف من ردة الفعل المتوقعة وتتحمل هى اخفاق النادى هذا الموسم تتردد فى عملية البيع، أو تطلب رقماً مبالغاً فيه لن يأتى. الفارق بين إدارة وأخرى واضح.. ففريق بحجم مانشستر يونايتد لم يخجل من بيع نجمه الألمع «كريستيانو رونالدو» إلى ريال مدريد، ونفس الإدارة التى لجأت إلى حيلة ذكية بتخصيص رقم هاتف لجماهيرها لاستطلاع رأيها فى عملية بيع النجم الإنجليزى «بيكهام» من عدمه واستطاعت تحقيق ملايين إضافية من الصفقة، وكذلك اليوفنتوس الذى تخلص من لاعبه «تريزيجيه» لعدم قدرته على الوفاء بصرف راتبه. السؤال الذى يفرض نفسه لماذا لم تفكر الأدارة فى رفع قيمة العضوية قبل أن تجر الملايين من البسطاء لحملة تبرع ؟ فإذا كان دافع الإدارة هو حبهم للنادى فعلينا أن نعرف بكم تبرع أعضاء مجلس الإدارة الحاليون والسابقون أيضاً،وهل التوءم حسن وجهازهما قرروا التنازل عن جزء من مستحقاتهم فى سبيل النادى أو قرر أحد اللاعبين عدم المغالاة فى عقده؟ أنقذوا الزمالك من أبنائه قبل أن ينتقل من ميت عقبة إلى عتبات السيدة زينب والحسين!