ميزتنا في جمهورية مصر.. حماها الله.. الله.. الله.. أننا صارمون جدا.. لا نساوم أو نفرط في مسألة تطبيق العدالة.. ولا نسمح للعواطف أن تتدخل في أحكام القضاء.. ومنذ أيام حكمت المحكمة علي الولد المراكبي الذي اصطحب البنات في نزهة نيلية علي مركب متهالك سقط في النيل فماتت بعض الفتيات.. حكمت عليه المحكمة بالسجن المشدد عشر سنوات.. وحتي لا يكرر فعلته الشنعاء مرة أخري. مسكين المراكبي.. من الواضح أنه فقير محترف.. لأنه لم يتمكن من توفير 5 ملايين جنيه يدفعها للمحامي ليخرجه من القضية مثل الشعرة من العجين.. ولا يكتفي.. بل ينسب الجريمة للفتيات الغريقات.. وحتي يتمكن المراكبي.. في حال وجود محام ناصح معه.. أن يطلب تعويضا محترما من الضحايا نظير مركبه الذي غرق..!! زمان.. وفي العصر الروماني.. كانت شرائع وقوانين «حمورابي» شديدة الصرامة. تقطع يد السارق.. وتعدم القاتل.. وتكسر ضلع من كسر لك ضلعا.. وتفقأ عين من فقأ لك عينا.. وكانت أحكام حمورابي تنفذ في التو واللحظة بلا إبطاء أو تأخير.. وتنفذ علنا عبرة لمن يعتبر..!! المشكلة أن قوانين وشرائع حمورابي الصارمة.. كانت تطبق علي الدهماء والسفلة وآحاد الناس.. أما المواطنون من فئة الخمس نجوم.. من الأغنياء والصفوة وأصحاب النفوذ.. فكانت القوانين تغض البصر عن جرائمهم.. علي اعتبار أن طبقة الخمس نجوم لها قانونها الخاص.. هم أحرار يفعلون ما يشاءون دون مساءلة أو حساب!! يا ويله ويا سواد ليله الفقير الذي يسرق وقتها.. ويا خراب بيت المراكبي الذي يغرق مركبه المتهالك والذي يجري أمام السلطات ليل نهار دون رخص أو تفتيش.. لكن أوراقها تظهر عند وقوع الجريمة وسقوط الضحايا. قوانين حمورابي صارمة ولها ما لها فيما يخص عموم الناس.. أما الأغنياء والنبلاء والصفوة.. فلا حاجة لهم بالقوانين.. وصاحب العبّارة التي تغرق بما تحمله من مئات البشر يهرب بالراحة إلي بلاد الخواجات.. ونقول بالراحة لأنه لم يتعجل الهرب.. وإنما رتب أموره بهدوء.. ثم خرج وولده من قاعة كبار الزوار!! قوانين حمورابي قد تغض البصر عن المراهق الملياردير الذي يهوي مصاحبة الفنانات.. ويحرض علي قتل المطربة اللبنانية.. ويدفع الدية كام مليون من فلوس المصريين.. والتي كسبها منهم نظير حصوله علي الأراضي والتراخيص بتراب الفلوس.. وبعد أن يقتل يشهر ورقة الدية تمهيدا لحصوله علي البراءة أو السجن المخفف.. بفضل براعة طاقم المحامين الذين سخروا الحكم والموهبة وفنون المرافعة من أجل خاطر عيون سيادته..! أما المراكبي المجرم.. الذي اقتني مركبا متهالكا.. وسمح للبنات في عمر الورد بالركوب والفسحة.. فعقابه واجب وضروري.. علي اعتبار أننا نعيش في جمهوريتنا حماها الله.. الله.. الله.. حيث في أمور العدالة لا نساوم أو نفرط.. أو نسمح للعواطف أن تتدخل في أحكام القضاء!!