رغم أن بعض نواب المعارضة يحاولون تسييس أزمات أهالي الدويقة كاستعداد خاص للانتخابات البرلمانية المرتقبة، رصدت «روزاليوسف» تجاهل هؤلاء النواب لسكان الخيام علي سفح المقطم، ومنهم «هيام تاج الدين» التي قالت لنا: «عايزين عيشة تلمنا وتلم عيالنا من مطاريد الليل اللي بيتعاطوا المخدرات وممكن يدخلوا علي بناتنا يغتصبوهم في أي لحظة» بهذه الكلمات المؤثرة بدأت «هيام» واحدة من أهالي منشية ناصر شكواها بعدما تم إزالة مسكنها بشكل جبري في إبريل الماضي واضطرت للإقامة في خيام وليست «هيام» الوحيدة التي تسكن في العراء وإنما هناك «48» أسرة مشردة تنام في خيام صنعوها بملابسهم وتجاهلهم مسئولو الحي ومحافظة القاهرة بعد طردهم بحجة أن المستندات التي يملكونها «مضروبة» وأن وجودهم احتيال لأن جميع المتضررين من كارثة انهيار صخرة الدويقة حصلوا علي مساكن إيواء من المحافظة حتي المناطق التي جرت دراسة خطورتها تم تفريغها من السكان فوراً عقب تعويضهم بمساكن بديلة. واضطروا منذ (51 يوماً) فقط لحفر حفرة في إحدي صخور الهضبة لاستخدامها كحمامات جماعية. حكت لنا سناء حماد والشهيرة ب«أم رضا» مأساتها: لديها 6 أبناء مشردين معها في الخيمة والتي فوجئت في فجر ليلة عيد الأم بطردها منها فلم تسطع أخذ كل حاجاتها ولم تأخذ سوي حلتين فارغتين و«تليفزيون» كانت قد اشترته من «الروبابكيا»، واستطردت قائلة: إن ابنتي أسماء سيد تزوجت وحملت قبل أن نأتي للخيمة وولدت فيها ولكن للأسف «توفي» ابنها محمود بعد شهر من ولادته حيث تركته لغسل ملابسها وفوجئت به توفي في الحال حيث القي الجيران «ماء ساخن» اخترق الخيمة وسقط علي وجهه. وهناك الحاجة «انتصار» محمد التي لديها 8 أبناء 6 منهم متزوجين واثنان معها في الخيمة، وتقول إنها تخاف عليهما من الخروج حتي لقضاء حاجتهما بعد الساعة 5 عصراً بسبب وجود بعض الأغراب الذين يأتون لتعاطي المخدرات علي سفح الهضبة بجوار الخيم حتي إنهم اقتحموا علينا خيمنا وحاولوا أن يتغتصبوا ابنتي لولا تدخل ولاد الحلال وأثناء تجولي بالخيام، جاءت لي آمال عبدالقادر التي طلقها زوجها لعدم قدرته علي الإنفاق عليها وتركها وحدها مع أولادها، الأربعة، وقالت لي والدموع تكاد تنهمر من عينيها بأنها تضطر للخدمة في البيوت حتي تحصل علي أي يومية لشراء «خبز حاف» لأولادها، قائلة إحنا في أيام كثيرة ما «بنلاقيش حتي العيش». حملت شكاوي هؤلاء الأهالي وتوجهت بها إلي المهندس محمد مختار الحملاوي نائب محافظ القاهرة للمنطقة الشرقية، والذي قال لنا: إن هؤلاء مدعون وليسوا أصحاب حق لأننا حصرنا جميع المتضررين في هذه المنطقة وبالتحديد في «الزرزارة» و«الشهبة» و«الزواتنة» و«سعد المصري» و«مصطفي غريب» بعد التقرير الفني الذي حصلنا عليه من اللجنة العلمية الجيولوجية التي شكلها د. عبدالعظيم وزير بخطورة المساكن في هذه المنطقة، ومن ثم كان علينا إزالتها فوراً.