بعد موقفه الحاسم ضد المنقبات، قال د.محمد صالح توفيق عميد كلية دار العلوم: التى تخشى المرض عليها أن ترتدى القناع الطبى، فليس هناك أى مشكلة مطلقا، المشكلة أن هذا النقاب لا يجعلنى أتأكد من هوية من ترتديه، وتختفى وراءه داخل لجان الامتحانات بحيث لن يكون بمقدورنا مطابقة الصورة الموجودة بالكارنيه بالشخصية التى تختبئ وراء النقاب، ولذلك علي المنقبة أن ترتديه خارج الكلية، وليس داخل قاعة الامتحان، فهذا لن يقبل والقرار بهذا الشأن واضح وصريح خاصة أن هذا النقاب ليس فرضا على المسلمات، فلماذا التشدد والتعصب والمغالاة؟! والدين الإسلامى بعيد كل البعد عن أى إفراط أو تفريط، وكما لا نقبل العاريات فنحن أيضا لا نقبل مطلقا المتشددات والمتعصبات. ويضيف: شبهت الأمر بأنه استعمار وأنا أرجع زيادة أعداد المنقبات إلى التقاليد والأبعاد الاجتماعية الراهنة، فليس للأمر علاقة بالدين، لكن كلها أفكار وهابية بعيدة عنا كمصريين، والدليل على ذلك أننى كنت طالبا فى الجامعة أجلس بجوار زميلتى، ولم تكن تنفر منى، والآن الطالبة الجامعية التى ترتدى النقاب تطالب بمطالب تعتبرها حقوقا لها، وهنا تكمن المشكلة، فالمنقبة تريد قاعة امتحان خاصة بها ومراقبة سيدة على اللجان، ويستنكر عميد الكلية ذلك قائلا:: وكأنهم يريدوننا أن نفصل الطالبات عن الطلاب فى الجامعة، وهل هذا يعقل؟! وشدد: أنا ضد من يستبد ويتطرف، فوزير التعليم العالى ورئيس الجامعة أخذا قرارا لابد أن ينفذ وأن يحترم، ويضيف متسائلا: كيف لطالب العلم أن يكون أهلا للفتوى؟! ولقد جعلت الطالبات من أنفسهن أهلا للفتوى فهل جاءت الطالبة إلى الجامعة لكى تدرس أم لإصدار الفتاوى؟ وهل هن أفضل من المفتى وشيخ الأزهر وقادة الدولة؟! ويشدد د. توفيق كمسئول فى الجامعة لا يحق لأحد أن يملى علىّ شيئا، وقبل ذلك كنت مدرسا وأستاذا منذ عام 1980 الطلاب فى الكلية يعرفوننى جيدا، ويحبوننى جدا، فأنا لا أهاجم المنقبات لشخصهن، ولكننى أنظر للمسألة من واقع أن هناك نظاما لابد أن ينفذ، وهناك قانونا يحكم المسألة، فالقرار سيادى صادر عن مجلس الجامعة فى 25 نوفمبر. ويدافع عميد دار العلوم عن نفسه بقوله هذا فكرى فى الأساس فلقد كنت وكيل الكلية لشئون التعليم والطلاب وعايشت كل مشاكل الطلاب، وقابلتنى مثل تلك المشكلات، كان هناك طلاب نسوا أنهم جاءوا والتحقوا بالجامعة للدراسة والعلم، فأخذوا يقيمون مظاهرات بعد انضمامهم لتيارات داخل الكلية، وواجهناهم بأخطائهم، لكن لم ينصلح حالهم فاتخذنا ضدهم إجراءات عقابية لأننا نسعى للاعتدال والوسطية، ولهذا الأمر اجتمعت بالطالبات المنقبات وتناقشت معهن، وما جاء فى القرآن الكريم وقوله تعالى قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم وأن القرآن هنا يشير إلى وجود وجه مكشوف، لكنهن عكسن الآية يردن أن تكون جميع الوجوه مختبئة، فذكرت لهن أن هناك قرارا لابد أن ينفذ، وأن طالب العلم ليس أهلا للفتوى أو لإملاء الشروط على أساتذته. ويأسف د. توفيق شارحا الأوضاع فى الجامعة والكلية: المفروض ألا تكون هناك أى تيارات دينية أو سياسية داخل الجامعة، فالطالب جاء لكى يتعلم ويحصل على حقه فى تحصيل العلوم، وأن توفره كل السبل المتاحة للحصول على ذلك، وإذا لم يتح له ذلك عليه أن يرفع شكواه لنا، ولا ينبغى عليه أن يناقش أساتذته فى أمور ليست لها علاقة بالعلم، للأسف الآن الطالبات بدلا من أن يطالبننا بتوفير كتاب معين أو شىء شبيه بذلك، لكن الآن أصبح الطالب أو الطالبة يفرض علينا أشياء من قبيل اللحية والنقاب، وللأسف فعدد منهم موجهون من تيارات وجماعات من خارج الجامعة، فهناك أنظمة تزرع فى وسط جماعات مثل بنات محمد أو الإخوان المسلمين، والمفروض ألا يكون لذلك وجود داخل الجامعة، لأنها تريد الحفاظ على نظامها، وقد ذكرت أن لدى إحصائية تشير إلى أن هناك 14 طالبة منقبة ضبطن فى وقائع غش، وأنهى كلامه: لن أسمح لأى طالبة تجلس على مقعد فى لجنة الامتحانات أن ترتدى النقاب.