تعرضت إسرائيل لصدمتين موجعتين خلال الساعات الأخيرة، مع تزامن إعلان الرئيس الفلسطينى أبومازن عن عدم رغبته الترشح لولاية جديدة، والموافقة الكاسحة للجمعية العامة للأمم المتحدة على التحقيق فى الجرائم التى كشف عنها تقرير جولدستون بأغلبية 114 دولة ومعارضة 18وامتناع .44 وحاولت تل أبيب التغطية على خسارتها بالاستمرار فى حملتها التى تهلل فيها بسفينة الأسلحة المزعومة التى أوقفتها واشتكت إيران بسببها فى الأممالمتحدة، بل وأثار السياسيون الإسرائيليون جدلا كبيرا بعد مفاجأة أبومازن المتوقعة، حيث شاركوا فى حملات محاولات إثناء أبومازن عن موقفه، رغم أنه فى الأساس متهما إسرائيل بتعويق السلام وإحباط محاولاته لاستئنافه.. فقال شيمون بيريز الرئيس الإسرائيلى وإيهود باراك وزير الأمن الإسرائيلى له يجب أن تترشح فى الانتخابات الرئاسية القادمة ودعواه للعدول عن قراره، وأكد باراك على ضرورة استئناف المفاوضات على أساس دولتين لشعبين لكن مع الحفاظ على أمن إسرائيل، لكنه تمنى ألا تتأثر المفاوضات بعد أبومازن. لكن الصدمة الإسرائيلية ليست كبيرة بالمرة كما يتصور البعض خاصة لو علمتم أن أمريكا وألمانيا واستراليا وكندا والمجر والتشك وهولندا وبنما وأوكرنيا رفضوا التحقيق فى الجرائم الإسرائيلية، بينما امتنعت أغلب دول الاتحاد الأوروبى عن التصويت، وبالتالى فالقرار دعائى أكثر منه واقعى، وسيتوه فى التفاصيل عند تطبيقه كغيره من القرارات الأممية التى لا تحترمها إسرائيل برعاية أمريكية.. واختبار قوة هذا القرار ليست بعيدة فمداه 3 شهور ثم يراجع ويصعد. وفى السياق ذاته يتوقع المراقبون أن يتراجع أبومازن عن قراره بعد الاتصالات العديدة من قيادات المنطقة والعالم مطالبينه بضرورة العدول عن موقفه، ووصل الأمر إلى أن دعا فلسطينيو الشتات فى الدول العربية وغيرها رئيسهم لإعادة ترشيح نفسه فى الانتخابات المقبلة فى يناير، فيما استكملت حماس مواقفها باعتبار هذا الأمر شأنا فتحاويا داخليا وكأنه فى دولة أخرى، وشددت كل القوى الفلسطينية فى المقابل على أن أبومازن رئيسهم ومرشحهم الوحيد للرئاسة.