كانت فكرة عابرة فى رأسه.. لكنها تحولت فى المقابل إلى سهام وجهت لشخصه!.. لم يكن يعلم خالد العطفى أن حبه للسيد المسيح الذى نشر التسامح والمحبة، سيصبح تكئة يتخذها "أقباط المهجر" للهجوم عليه، واتهامه بأنه يسعى لإثارة الفتنة؟ فخالد العطفى الذى ترأس الجمعية الشرعية بالجيزة لمدة تزيد على خمس سنوات كان خلالها يدعو أتباع الجمعية الشرعية إلى التسامح مع الأديان الأخرى أراد أن يؤكد - حسبما قال لنا - أن دعوته للتسامح، لم تكن نوعاً من أنواع الشكليات فراهن على ذلك وأطلق اسم المسيح على ابنه!.. إلا أن موظفة الصحة بمكتب صحة حدائق القبة طلبت منه مراجعة الأمر قبل أن يتم إثبات ذلك رسمياً.. وطلبت منه كذلك أخذ موافقة أم الطفل! وفى النهاية.. استقر الثلاثة "الأم والأب وموظفة الصحة" على إطلاق اسم "مالك" على الطفل، إلا أن خالد العطفى أشاع بين أصدقائه وأقاربه أن اسم ابنه هو "المسيح"، وأصبح الناس من الأقارب والأهل يطلقون لقب المسيح على الطفل الصغير الذى لم يتعد عمره الآن خمسة أشهر! أقباط المهجر التقطوا الاسم من خلال أحد المواقع الخاصة بهم وانقسموا حول الطفل الصغير، منهم من هاجم ذلك بضراوة وطالب بضرورة اتخاذ موقف حاسم تجاه خالد العطفى الذى يستهزئ باسم المسيح، ومنهم من رحب بهذا الاسم معلناً تضامنه مع خالد العطفى! فقد نشر موقع "أقباط متحدون" منذ عدة أيام تحت عنوان "أول طفل مسلم فى العالم اسمه المسيح" وقال الموقع: هى سابقة أولى من نوعها أن يطلق شخص اسم المسيح على ابنه خاصة أنه شخص مسلم.. فالمسلمون يطلقون اسم عيسى والمسيحيون يطلقون اسم عبدالمسيح.. أما لقب المسيح مجرداً فلم نسمع به من قبل.. وهذه هى الحالة الأولى من نوعها فى مصر بل وفى العالم! وأضاف الموقع بأن الأب هو خالد العطفى الرئيس المتنازع على حزب الأمة.. والأم هى لبنى أحمد محمد السنباطى، وقد تزوجا فى 15/10/2007 وأنجبا "طفلة"، لكنها توفيت.. وكان الوالد "خالد العطفى" يحب شخص السيد المسيح، لذا قرر أنه لو رزق بابن ذكر سوف يطلق عليه اسم المسيح، وهو ما حدث بالفعل، حيث رزقه الله بمولود فى شهر أبريل الماضى سماه المسيح، وبذلك أصبح المولود ثانى مسيح "كلقب فقط" بعد السيد المسيح! وبهذا قد شاءت الأقدار أن يكون هناك ثلاثة أشخاص يحملون هذا اللقب وهم: السيد المسيح، والثانى المسيح خالد العطفى، والثالث المسيح الدجال "أو ضد المسيح"! انتهى كلام الموقع.. إلا أن العطفى تلقى الأيام القليلة الماضية سيلا من ردود الأفعال المختلفة.. البعض منها غاضب خاصة من أقباط المهجر، والبعض الآخر اتهم والد الطفل صراحة بأنه يستهزئ باسم السيد المسيح.. ومنهم من اتهمه هو والمصريين لا يحترمون الأديان والأخلاق.. ومنهم من وصفه بالشخص الذى يريد المنظرة ومنهم من دعاه للدخول فى المسيحية!، ومنهم من قال أن هذا اسم رب المجد المسيح ولا يحق له تسميته بهذا الاسم، وتساءل البعض هل يمكن لأحد أن يسمى اسمه الله! والبعض الآخر أكد أنه لابد أن تكون هناك قدسية للأديان، ولابد أن تمنع الحكومة المصرية "ممثلة فى السجل المدنى" مثل هذه الأسماء! أما خالد العطفى نفسه "والد الطفل"، فيقول لروزاليوسف: نعم أطلقت عليه اسم المسيح فى الأوراق الرسمية، لكن بعد أن ذهبت إلى مكتب صحة حدائق القبة التابع للمستشفى الذى ولدت فيه زوجتى، وأثناء تحرير شهادة الميلاد، طلبت منى الموظفة المختصة ضرورة مراجعة قرارى والتفكير فى الأمر جيداً قبل أن تحرر شهادة الميلاد، وبعد إصرارى على الاسم بدأت إجراءات تحرير شهادة الميلاد بعدها توقفت وطلبت منى ضرورة إعلام أم الولد ومعرفة رأيها، وبالفعل اتصلت بزوجتى لأخبرها بالموقف.. إلا أنها طلبت منى تغيير الاسم وتسميته مالك.. وبالفعل حررت له شهادة ميلاد باسم مالك، لكن كل المقربين منى ومن زوجتى وأصدقائى يعرفون الطفل باسم المسيح.. وموقف موظفة الصحة كان موقف موظفة مسئولة، لأنها عندما علمت بأننى أنوى تسميته المسيح سألتنى: هل أنت مسلم أم مسيحى.. فقلت لها أنا مسلم فردت على أنها لأول مرة فى حياتها تسمع بهذا الاسم.. وقالت لى: إذا كنت مصرا على هذا الاسم فيمكن أن تطلق اسم عيسى عليه، وبعدها طلبت منى إخبار والدة الطفل حتى توصلنا إلى اسم مالك، بعد أن كنت قد حررت الاستمارات الأولى لإثبات المولود باسم المسيح! ويضيف خالد: لم أكن أتوقع أبداً وأنا أكتب هذا الاسم أن يثير ضجة بهذا الشكل، خاصة فى المواقع القبطية التى هاجمتنى بشدة، فأنا مسلم أباً عن جد.. وكانت لى صولات وجولات فى محاربة التطرف والمتطرفين، سواء وأنا طالب فى الثانوية أم بالجامعة، أو وأنا فى الجمعية الشرعية بالجيزة التى توليت رئاسة مجلس إدارتها لعدة سنوات، وكان دورى وقتها محاربة المتطرفين والدعوة إلى التسامح والمحبة.. وأنا مغرم ومحب بشدة لشخصية السيد المسيح "عليه السلام". ومنذ الصغر كان طموحى عندما أرزق بولد أن أطلق عليه اسم "المسيح" ، لا كما يتحدث البعض للتقرب لأحد أو للشهرة أو لغيرهما.. فأنا أحب وأعشق شخص السيد المسيح عليه السلام، الذى غير تاريخ البشرية، ودعا للسلام والمحبة.. وأحب معجزاته وعظاته بشدة. سألناه: ولكن لماذا لم تسم الطفل عيسى؟!.. فقال: "عيسى" هو الاسم الإسلامى للسيد المسيح، لكن وما المانع أن أطلق على ابنى اسم المسيح، خاصة أنه لقب غير منتشر!.. وأم طفلى تعلم تماماً أننى أحب شخص السيد المسيح.. وكانت مقرة بهذا الاسم، لكنها فى النهاية طلبت منى أن أطلق عليه اسم مالك وأناديه بالمسيح كما أحب!.. وفعلت حتى أكون قد حققت أمنيتى بالاسمين "مالك والمسيح".. فهما أقرب الأسماء إلى قلبى وعقلى، وهما كذلك بالنسبة لزوجتى! جد العطفى لأمه هو توفيق بك الخشن.. أحد مؤسسى نادى الزمالك وأصبح رئيسه فى وقت من الأوقات، وهو الذى حقق فى قضية الأسلحة الفاسدة عام 48 عندما كان يعمل بالنيابة، وغضب عليه القصر الملكى، وعندما قامت الثورة أعادته ليصبح مستشاراً ثم رئيس محكمة، وبحسب ما يصف نفسه، أنا من عائلة معروفة ولها جذور تاريخية ولها مواقف عديدة وأحد أفراد العائلة كان من الضباط الأحرار، ولم أكن أبداً أنوى من وراء ذلك الجرى وراء الشهرة أو المجد.. كما أننى شخص متدين وأعرف حقوقى وواجباتى تجاه دينى ولى علاقات صداقة ومحبة مع عدد كبير من المسيحيين فى كل موقع وفى كل مكان، وأنا أعلم جيداً مكانى عندهم وأصدقائى المقربون من المسيحيين لم يعترض أحد منهم على ذلك، لكن الاعتراض جاء من أقباط المهجر الذين استباحوا الهجوم على بشكل لم أتصوره! ويتابع العطفى: لا أدرى لماذا كل هذا الهجوم فى الوقت الحالى؟!.. فابنى ولد فى شهر أبريل الماضى.. ثم نشر الخبر على الموقع فى شهر سبتمبر الماضى، أى بعد ولادته بخمسة شهور كاملة.. وردود الأفعال زادت حدتها منذ أيام قليلة لذلك لا أعرف سبباً مباشراً وراء هذه الحملة.. وهل هناك أشخاص بأعينهم وراءها أم أنها الصدفة وحدها هى التى قادت كل هؤلاء إلى الهجوم على؟!.. أم أن قلة الأحداث السياسية والطائفية هى التى دفعت العديد من المواقع "المهجرية" لتبنى الهجوم على شخصى وعلى ابنى!.. بالتأكيد الأيام القادمة سوف توضح لنا سبب ذلك! تقول نادية إبراهيم موظفة بأحد مكاتب الصحة بالجيزة: ليس هناك ما يمنع من تسمية الطفل بأى اسم على الإطلاق.. والقانون أتاح للأب والأم اختيار اسم الطفل الذى يريدانه، ولكن هناك تعليمات شفوية لدينا أنه إذا جاء شخص لتحرير شهادة ميلاد لطفل أو طفلة، وكان الاسم مخالفاً للأخلاق العامة أو به شبهة تطرف، أو كان اسما يمكن أن يصيب الطفل بعد الكبر بحالة نفسية سيئة، فعلينا أن نجلس مع ولى الأمر وإقناعه باختيار اسم لابنه يجعله شخصية سوية فى المستقبل. وتضيف: فى بعض القرى فى الجيزة خاصة القرى النائية نسمع أن هناك من أراد أن يسمى ابنه بأسماء غريبة مثل نجك أو الترس أو مزكى أو غيرها من الأسماء غير المتداولة، ولكن يمكن أن تتسبب للطفل بعقدة نفسية عندما يكبر، خاصة أن هناك أشخاصاً كثيرين يقومون بتغيير أسمائهم بعد الكبر.. فهناك شخص كان اسمه "بحر" وبعد أن وصلت سنه 17 عاما بدأ فى إجراءات تغيير اسمه لمحمود، لذلك نقوم بنصح الأب أو الأم بضرورة اختيار اسم للابن يكون متداولا ويمكن أن يجعل الابن بعد الكبر يفخر باسمه. أما اسم المسيح - والقول لها - فلم يرد على من قبل سواء من مسلمين أو من مسيحيين.. وإذا جاء أحد لتسمية هذا الاسم سوف أنصحه إذا كان مسلما أن يطلق عليه اسم عيسى، وإذا كان مسيحيا سوف أطلب منه أن يطلق عليه اسم عبدالمسيح، حتى لا يتسبب ذلك فى وقوع خطأ أو فتنة طائفية!