بعد الرحيل المفاجئ لأسطورة الغناء الأمريكى مايكل جاكسون ثارت الكثير من التكهنات حول أولاده وبنوتهم له، ولكن اليوم وبعد مرور عدة شهور على وفاته بدأت الميديا تفكر جديا فى شىء آخر هو مستقبل هؤلاء الأطفال الثلاثة الذين كانوا يعيشون حياة مترفة مع والدهم، العائلة عانت العديد من المشاكل بين الزوجة السابقة لمايكل جاكسون الممرضة الأسترالية ديبى رو والتى لم يدم زواجهما أكثر من ثلاثة أعوام وبين والدة جاكسون.. وفى النهاية وافقت ديبى على ترك حضانة أبناء ملك "البوب" فى عهدة والدته كاثرين، آخذين بالاعتبار "المصلحة العليا للأولاد" وكذلك وصية جاكسون التى شدد فيها على أن تقوم والدته بتربية أولاده الثلاثة. وكانت المحكمة قد منحت حقاً مؤقتا لكاثرين برعاية أولاد مايكل، وذلك منذ وفاته فى 25 يونيو الماضى، إذ ستنظر فى الجلسة القادمة يوم 9 نوفمبر بشأن تنفيذ بنود وصيته المكتوبة سنة 2002،ئ والتى تنص على منحها حق الوصاية، وفى حالة وفاتها منح هذا الحق لصديقة عمره المطربة السمراء ديانا روس، دون أى ذكر لزوجته السابقة "رو". وتأتى هذه الصراعات على الأولاد، بعد أن تقدمت رو، إثر وفاة جاكسون بطلب للمحكمة كى تتولى رعايتهم بصورة مؤقتة، وهو الأمر الذى قوبل بالرفض، مبقية الأولاد مع الجدة كاثرين. مجلة "فى إس دى" الفرنسية تقول إن الأطفال الثلاثة سعداء ومرتاحون مع أقربائهم، وأضافت أنهم يشعرون بأمان فى كنف هذه الأسرة، الوحيدة التى يعرفونها منذ وفاة والدهم، وأولاد جاكسون الثلاثة هم برينس مايكل 11 عاما وباريس 12 عاما وبلانكيت 7 أعوام، باريس هى التى هزت مشاعر العالم فى حفل تأبين والدها عندما قالت والدموع تنهمر من عينيها: "والدى كان أفضل أب يمكن أن أتخيله فى حياتى"، وفى تلك اللحظة فقط بدأ يدرك الجميع أن الأطفال الثلاثة سوف يضيعون بمفردهم بعد فقدهم والدهم، ولكن كان هناك فى البداية واحد قرر أن يدخل حياة هؤلاء الأطفال الثلاثة من قريب مثلما كان قريبا من والدهم، وهو وفقا لمجلة "فى إس دى" الفرنسية "تونى بوزان" كاتب وأستاذ الذاكرة ومستشار مايكل جاكسون والذى كتب يوما قائلا أنه عندما زار جاكسون فى منزله فى البحرين وفى لوس أنجلوس اكتشف وجود الكثير من اللوحات الفنية الأصلية التى تؤكد أن مقتنيها فنان "واليوم بوزان" كتب عن أولاد جاكسون قائلا: إن برينس 11 عاما طفل ذكى جدا وجاد ولديه ثقة كبيرة فى نفسه، أما باريس الابنة فهى تبدو مثل أميرة صغيرة مستقلة ومهذبة مع الآخرين، أما الثالث "بلانكيت" فهو عنيف جدا وكثير الحركة والتنقل من مكان لآخر وهو يحب الرقص مثل والده وبالنسبة لى فهو أكثر من يحمل جينات مايكل جاكسون. الأولاد الثلاثة كبروا مع والدهم وهم يشاهدون يوميا الكثير من الأطباء يدخلون ويخرجون من المنزل لعلاج الأرق المزمن الذى كان يعانى منه والدهم وحاول مايكل أن يتغلب على تلك الحالة كما نصحه الأطباء بشرب اللبن يوميا، ومن هنا كانت تقوم المربية كاى تشيز بإحضار اللبن له يوميا فى الإفطار، ويوم 25 يونيو الماضى عندما دخلت لإيقاظه بعد أن نام فى الليلة السابقة فى وقت متأخر لم يتحرك جاكسون.. وعندما سأل عليه أولاده قالت لهم أنه مازال نائما حتى قرر الطبيب بعد أن استدعته المربية أن يقول إلى ابنته باريس التى كانت تنتظره مع إخوتها للإفطار كما اعتادوا يوميا أنه مات. منذ ذلك اليوم بدأت حياة الأولاد الثلاثة تتغير، وحتى والدته كاثرين كانت تعتقد أن ابنها توفى دون أن يكتب وصية من أجل أبنائه فذهبت إلى المحكمة وطلبت الوصاية على الأولاد الثلاثة ورعايتهم وكذلك أمواله وهو ماحصلت عليه فعلا بعد ذلك. يعيش الأولاد الثلاثة اليوم فى منزلهم فى هايفان هيرست أفينو والذى يبعد ساعتين من لوس أنجلوس وهو نفس المنزل الذين عاشوا فيه مع والدهم ومساحته ألف متر مربع ويتكون من ثمانى غرف، ومن بين الأولاد الثلاثة تبدو باريس هى العاقلة التى تخاف على أخواتها ولها الكثير من الأصدقاء تتحدث معهم فى التليفون كثيرا ووفقا للمقربين منها فهى تقرأ كثيرا ودائما ما تفكر فى الذهاب إلى مدرسة بعيدة لا يعرفها فيها أحد، أما بلانكيت الابن الصغير لمايكل فعلى ما يبدو ورث من والده الأرق فهو لا ينام كثيرا ودائم البكاء والنداء على والده الذى لم يعد يرد عليه كما كان يناديه من قبل، أما الابن الأوسط لمايكل جاكسون برينس فهو يعيش فى عالمه الخاص مع ألعابه ولا يهتم بشىء سوى نفسه. جدتهم التى من المفترض أنها تهتم بهم تبلغ من العمر 79 عاما وأصبحت ضعيفة جدا نظرا لمرضها فطلبت من ابنتها الكبرى ريبى أن تأتى وتتولى رعايتهم معها وأصبحوا قريبين منها أيضا اليوم ويذهبون مع أولادها إلى الكنيسة للصلاة أربع مرات فى الأسبوع واعتاد أولاد جاكسون الثلاثة اليوم أن يخرجوا بمفردهم لشراء احتياجاتهم الخاصة، وأصبحوا يعيشون حياة طبيعية مثل باقى الأطفال فى نفس أعمارهم، فهل هم سعداء بحريتهم اليوم التى حصلوا عليها بعد وفاة والدهم أم يتمنون عودته وخوفه الشديد عليهم وعدم اختلاطهم بالآخرين مثل ذى قبل؟