وهذه عدة من آيات القرآن الكريم حول تجديد وإحياء رسالة إبراهيم عليه السلام فقال عن إسحق بن إبراهيم وحفيده يعقوب: (وَوَهَبْنَا لَهُ إِسْحَقَ وَيعْقُوبَ نَافِلَةً وَكُلاً جَعَلْنَا صَالِحِينَ* وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً يهْدُونَ بِأَمْرِنَا وَأَوْحَينَا إِلَيهِمْ فِعْلَ الْخَيرَاتِ وَإِقَامَ الصَّلاةِ وَإِيتَاء الزَّكَاةِ وَكَانُوا لَنَا عَابِدِينَ). (72-73 الأنبياء). وقال عن إبراهيم وأبنائه وأحفاده جميعا: (وَأَوْحَينَا إِلَي إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإْسْحَقَ وَيعْقُوبَ وَالأَسْبَاطِ). (163- النساء). وقال عن إسماعيل بن إبراهيم: (وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِسْمَاعِيلَ إِنَّهُ كَانَ صَادِقَ الْوَعْدِ وَكَانَ رَسُولاً نَّبِيا* وَكَانَ يأْمُرُ أَهْلَهُ بِالصَّلاةِ وَالزَّكَاةِ وَكَانَ عِندَ رَبِّهِ مَرْضِيا). (54 - 55- مريم). وقال عن يوسف بن يعقوب بن إسحق بن إبراهيم: (وَاتَّبَعْتُ مِلَّةَ آبَآئِي إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَقَ وَيعْقُوبَ مَا كَانَ لَنَا أَن نُّشْرِكَ بِاللّهِ مِن شَيءٍ ذَلِكَ مِن فَضْلِ اللّهِ عَلَينَا وَعَلَي النَّاسِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يشْكُرُونَ). (38- يوسف). أما لوط عليه السلام فقد كان في زمن إبراهيم عليه السلام، وبعد أن آمن برسالة إبراهيم أرسله الله إلي قوم لوط، قال تعالي مخبرا عن إيمان لوط عليه السلام برسالة إبراهيم: (فَآمَنَ لَهُ لُوطٌ وَقَالَ إِنِّي مُهَاجِرٌ إِلَي رَبِّي إِنَّهُ هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ). (26- العنكبوت). كذلك كانت رسالة موسي عليه السلام رسالة عامة مفصلة مركزية كبري، وبعد موسي أرسل الله كثيرا من الأنبياء والرسل ليحكموا بالتوراة ويتبعوها ويقيموا تعاليمها بين الناس، ومن هؤلاء الأنبياء والرسل الذين جاءوا ليتبعوا شريعة موسي ويحيوا تعاليمها، ويجددوها، ويقيموا أحكامها بين الناس، والذين ذكر الله بعضا منهم في القرآن وهم: داود وسليمان وزكريا ويحيي وكان آخرهم عيسي بن مريم عليه السلام، والذي كان آخر أنبياء ورسل بني إسرائيل. ونستعرض بعض النصوص القرآنية التي تنص علي أن جميع أنبياء بني إسرائيل كانت رسالتهم هي رسالة إحياء وتجديد لرسالة موسي عليه السلام، وذلك علي النحو التالي: قال تعالي: (وَلَقَدْ آتَينَا مُوسَي الْهُدَي وَأَوْرَثْنَا بَنِي إِسْرَائِيلَ الْكِتَابَ* هُدًي وَذِكْرَي لِأُولِي الأَلْبَابِ). (53-54- غافر). وقال تعالي: (وَلَقَدْ آتَينَا مُوسَي الْكِتَابَ وَقَفَّينَا مِن بَعْدِهِ بِالرُّسُلِ وَآتَينَا عِيسَي ابْنَ مَرْيمَ الْبَينَاتِ وَأَيدْنَاهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ أَفَكُلَّمَا جَاءكُمْ رَسُولٌ بِمَا لاَ تَهْوَي أَنفُسُكُمُ اسْتَكْبَرْتُمْ فَفَرِيقاً كَذَّبْتُمْ وَفَرِيقاً تَقْتُلُونَ). (87- البقرة). أنبياء ورسل بني إسرائيل الذين جاءوا من بعد موسي: لقد أخبر القرآن الكريم أن جميع الأنبياء والرسل الذين بعثهم الله من بعد موسي وحتي مجيء آخرهم عيسي بن مريم، كانت مهمتهم الرسالية تتمركز في إحياء تعاليم التوراة والحكم بما جاء فيها من شرائع وأحكام، ولم يوحي الله إليهم بكتاب جديد، وإنما آتاهم الحكمة: أي الأخلاق والسلوك، والعلم: أي بعض الغيبيات، والآيات البينات، وسوف نتحدث عن مفهوم وماهية الآيات البينات في المقالات القادمة، ونعرض الآن النص القرآني التالي والذي ينص علي أن أنبياء بني إسرائيل جميعا، كانت وظيفتهم التي أرسلهم الله من أجلها هي أن يحكموا بالتوراة أي الكتاب الذي جاء به موسي، قال تعالي: (إِنَّا أَنزَلْنَا التَّوْرَاةَ فِيهَا هُدًي وَنُورٌ يحْكُمُ بِهَا النَّبِيونَ الَّذِينَ أَسْلَمُواْ لِلَّذِينَ هَادُواْ وَالرَّبَّانِيونَ وَالأَحْبَارُ بِمَا اسْتُحْفِظُواْ مِن كِتَابِ اللّهِ وَكَانُواْ عَلَيهِ شُهَدَاء). (سورة المائدة- 44). باحث إسلامي مقيم بأسيوط