ديانا الضبع أستاذ "صحونى ع المدفع" وأستاذ "ما تخلينيش أفطر عليك" وأستاذ "سيبنى فى حالى الدنيا صيام".. ثلاث شخصيات رأيناها فى إعلانات إحدى شركات الاتصالات فى رمضان جسدت لنا ببساطة شديدة سر غياب بهجة وروح رمضان التى كان يشعر بها الشعب المصرى كله. من خلال 3 إعلانات لا يزيد كل منها على 30 ثانية.. شاهدنا أمرا هو أقرب إلى العمل الفنى منه إلى الإعلان سواء على مستوى الهدف أو الفكرة أو التنفيذ.. نحن اعتبرناها تمثل نقلة فى مفهوم الإعلان أما صانع الإعلان أو creative director القائم على الإعلانات "محمد حمد الله" رفض توصيف "إعلان" قائلا : "أنا وفريقى قدمنا عملا راقيا أردنا أن نقول للناس فيه.. لماذا لا تستعيدوا روح بهجة رمضان ؟".. الهدف التجارى من الإعلان هو توصيل معلومة أن سعر الدقيقة قد انخفض فى النهار، فاستغل الفريق العرض لترسيخ فكرة أن رمضان الحقيقى هو فى النهار أثناء الصيام وليس فى الليل وقت المسلسلات والخيم الرمضانية، لذلك بهجة رمضان يجب أن تكون أيضا فى النهار. قال "حمد الله" وهو أحد أشهر ال creative director للإعلانات فى مصر إن لم يكن الأشهر.. "عندما أسافر إلى الغرب فى الكريسماس أجد شهرين كاملين من البهجة والسعادة تفرض على كل مار فى الشارع أن يكون سعيدا سواء شاء أم أبى.. فحتى وأنا مسلم كنت أشعر من خلال هذه الروح بوجود الله.. فتساءلت لماذا نحن فقدنا هذه المشاعر الجميلة فى رمضان ؟ كلنا نقول "رمضان جاى يخنق على الصيف" وكأنه أصبح حملا. تعمد "حمد الله" وفريقه أن يلونوا إعلاناتهم بالبهجة والسعادة والرقص، وكان الهدف الضمنى هو أن يستعيد فن الرقص قيمته فى مجتمعنا.. فقد صار الرقص - والكلام لحمد الله - أمرا مشينا.. عيب تقول إنك بترقص.. وفى نفس الوقت الراقصون المحترفون الذين يقدرون رقى مهنتهم يعتبرون العمل فى إعلان تجارى نوعا من الإهانة لمهنتهم.. لكن هذا العمل قدم رقصا رائعا مبهجا عندما نشاهده لا تستطيع إلا أن تبتسم.. على الأقل.. آخر مرة رمضان جاء فيها فى الصيف كان فى نهايات السبعينيات.. كان هذا هو السبب الأول الذى أدى إلى اختيار الديكورات القديمة والاستعانة بمصممة الأزياء "علياء العسيلى" لتصميم ملابس الراقصين والرقاصات على طراز السبعينيات، وكأنها بالفعل يتم تصويرها فى السبعينيات.. لم يكن هذا هو السبب الوحيد، لكن كان أحد الأسباب المهمة هو أن الأغانى العربية اليوم أصبح معظمها يميل إلى الشجن عكس الأغانى القديمة التى كانت فيها بساطة وبهجة زمان التى أراد الإعلان أن يدعو الناس لاستعادتها.. لذلك اختاروا نغمات الأغانى القديمة.. "نحن نؤمن" - والكلام لحمد الله - أن فى داخل كل شخص إنسانا جميلا لذلك لم نرد أن نوبخ الناس على أفعالهم، فحرصنا أن تكون الكلمات بها لكنة ود فقلنا لأستاذ "صحونى ع المدفع".. "إيه يا عم ده إنت وحشنى" وقلنا لأستاذ "ماتخلينيش أفطر عليك" "قلبك أكبر كتير من القصة دية" ودعونا الأستاذ "سيبنى فى حالى الدنيا صيام" لأن يملأ حياته طوال الصباح بحب وخير وكلام من القلب.