* فى ظل صعود الإخوان والسلفيين فى الانتخابات هل تعتقد أن عام 2012 سيشهد وجود الدولة المدنية التى نحلم بها ؟ -هم يحاولون إقناعنا بأنهم مع الدولة المدنية لكنهم فى حقيقة الأمر سيسعون إلى إقامة دولة (دينية) ولكن لا تشبه الدولة الدينية المتعارف عليها، ولذلك هم دائما يراوغون عند محاصرتهم بتعريف معنى الدولة المدنية التى يريدونها فهم يرددون شعارات ووعودا سوف تنتهى مع الأداء العملى على الأرض وأنا أتمنى أن ينفذوا ما يعدون به ولكن لا أتوقع أنهم يستطيعون التصدى لحل مشاكل المصريين وستتغير اللهجة (التطمينية) التى يتحدثون بها لو شعروا أنهم مسيطرون لأنهم فى حقيقة الأمر وفى اجتماعاتهم الخاصة ذات الطابع الدينى يفصحون عن أفكارهم الحقيقية التى يريدون تطبيقها على المجتمع والتى تختلف عن أفكارهم المعلنة ولو حاولوا أن يفعلوا ذلك لن يسكت عليهم الشعب المصرى المتدين (الوسطى)، فالشعب الموجود الآن ليس هو الشعب الذى كان موجودا قبل الثورة الآن يستطيع أن يثور ويغير وينزل الميادين ضد أى نظام يحاول خداعه. * وكيف ترى التيار السلفى فى 2012؟ - التيار السلفى يحمل بداخله كل التيارات الدينية المتطرفة مثل التكفير والهجرة والجماعة الإسلامية وجماعة الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر وأعتقد أن هذه التيارات ستتجرأ وتنشق عنها تيارات جديدة أكثر تطرفا وهذا سيجعل الشعب المصرى يرى الوجه الحقيقى للإخوان والسلفيين. * أراك لا تفرق فى حديثك بين الإخوان والسلفيين ؟ - نعم لأننى أرى أنه لا فرق بينهما فى الأفكار، فالسلفيون تيار دينى من الإخوان والإخوان تيار سياسى ولا يوجد له وصف مستقل ويوجد 70٪ من الإخوان سلفيون، 20٪ أزهريون، 10٪ ليس له تيار دينى محدد. - فمثلا نجد خيرت الشاطر وغيره من الإخوان لهم توجه سلفى ويعلنون آراء السلفيين مثل أن المرأة لا تصلح رئيسا.. ولكن الإخوان لديهم خبرة سياسية أكثر من السلفيين. - نجدك قد تساءلت كثيرا عن تمويل جماعة الإخوان المسلمين، هل سيكون هذا السؤال من بين الاستجوابات التى تقدمها فى مجلس الشعب 2012؟ - نعم فلابد من إخضاع التيارات الدينية لرقابة الدولة، وخاصة الكيانات المؤثرة منها ولابد أن تسأل عن تمويلها، فالذى يخضع للرقابة حزب الحرية والعدالة وحزب النور فى حين أن جماعة الإخوان والسلفية لا يخضعون لأى رقابة بينما هم من يمولون أحزابهم ولذلك سأقدم استجوابا لمجلس الشعب بضرورة إخضاع هذه الجماعات للرقابة. * فى ظل وجود الإخوان والسلفيين كيف ترى مستقبل الأقباط فى مصر خلال الأيام القادمة ؟ - أنا أفضل أن أقول (المسيحيين) وليس الأقباط لأننا كمصريين كلنا أقباط.. وأرى ضرورة أن نقوم بتقنين حقوق المسيحيين وأن نصوغها دستوريا، حيث إن لنا (هوية مصرية) و(تعددية دينية) وسأعمل على تقنين هذه الحقوق وضرورة مشاركة المسيحيين فى جميع أشكال الحياة فى مصر إلى أقصى درجة فمن حقهم الترشح للرئاسة وعلى المستوى التمثيلى فى مجلس الشعب والتواجد فى كل المجالات بشكل مقنن. * هل تعتقد أن علاقات مصر الخارجية بالدول الإسلامية ستختلف فى ظل الإخوان والسلفية؟ - نعم فالإخوان المسلمون منفتحون جدا على إيران وعلى حماس والتيار السلفى منفتح على السعودية. والاتجاه ذى التوجه الوهابى وأعتقد أن الفترة القادمة ستشهد علاقات قوية بهذه الدول. * هل تتوقع أن يشهد عام 2012 صدامات بين الليبراليين والتيارات الدينية الأخرى ؟ - لا شك أنه سيكون هناك صدام فكرى بينهما سواء فى مجلس الشعب أو فى الشارع ولكن أتمنى أن يظل الخلاف فكريا ولا تتم مراجعات تعتبر المعارضين كفارا وخوارج فيتم التعامل معهم بمنطق العنف. * فى رأيك هل ستظل (الثورة مستمرة) خلال العام الجديد ويخرج الشباب فى المليونيات بميادين مصر ؟ - إذا لم تتحقق مطالب الثورة ستظل مستمرة وسينزل الشعب فى 25 يناير القادم ولكن لا أعتقد أنه سيكون هناك عنف حيث يجتمع مجلس الشعب يوم 23 يناير وربما تتخذ فى هذا اليوم قرارات تهدئ الشارع والثوار. وأرى أن الاحتجاجات والمليونيات ستستمر إلى شهر (يونيه) على الأقل. * وهل سيفى المجلس العسكرى بوعده ويقوم بتسليم السلطة ؟ - نعم سيسلم العسكرى السلطة خلال 2012 ولو حدثت أحداث عنف جديدة وهذا متوقع ربما يؤثر ذلك على تسليم السلطة فى الموعد المحدد، ولكننى أرى أن المجلس العسكرى ليس لديه نية البقاء فى الحكم ويرغب فى تسليم السلطة. * وكيف ترى محاكمة مبارك وابنيه ورموز النظام الفاسد ؟ - أراها محاكمات صورية وليست حقيقية وربما يستمر المسلسل بهذا الشكل خاصة أن هناك ثلاث قوى تضغط على المجلس العسكرى لعدم إتمام المحاكمات ممثلة فى الغرب والقوى الإسلامية من الداخل والقوى الخليجية من الخارج وللأسف المجلس العسكرى لم ينحز لقوى الشعب وأعتقد أن هذه المحاكمات ستظل صورية ولن يحاكم الرئيس وأبناؤه ورموز النظام السابق. * بصفتك أحد قيادات حزب المصريين الأحرار وقد تم اختيارك كنائب لرئيس الحزب.. كيف ترى تصريحات نجيب ساويرس للتليفزيون الكندى وألا ترى أنها ضربت الكتلة المصرية فى الانتخابات وأثرت على الحزب بالسلب؟ - المهندس نجيب ساويرس رجل وطنى وصاحب مواقف وتصريحاته تدل على جرأته وثباته على موقفه فهو لم يفعل مثل السيد البدوى ويضع يده فى يد الإخوان ولا مثل عمرو حمزاوى وأيمن نور ويتقرب من الفريق الفائز، ولكنه يقول ما يؤمن به بصراحة ولو كنت مكانه لفعلت مثله وهو لم يدع للتدخل الأجنبى كما اتهمه البعض، بل طالب بالتدخل لوقف تمويل قطر والسعودية للجماعات الدينية وهو رجل مؤثر فى جماعة الإخوان وإلا لما خصصوا له 12 سطرا فى بيانهم. ولمن يطالبون بإبعاد ساويرس أقول لهم لولا وجوده ودعمه للحزب ما قام حزب المصريين الأحرار.