وزير الأوقاف ناعيًا الحاجة سبيلة عجيزة: نموذج منير للمرأة المصرية الأصيلة    طرح أراضٍ للتخصيص الفوري بحدائق أكتوبر    بدء تحصيل الزيادة الجديدة في قانون الإيجار القديم من ديسمبر... اعرف قيمتها    4 غارات على خيام النازحين بغزة بعد اجتماع نتنياهو بقيادات الأمن بشأن حادث رفح    الاتحاد الأوروبي يدرس إضافة روسيا إلى القائمة السوداء لغسل الأموال وتمويل الإرهاب    الدوري المصري، محمد الشيبي رجل مباراة بيراميدز أمام كهرباء الإسماعيلية    كأس إيطاليا.. نابولي يتخطى كالياري ويصعد للدور القادم    القبض على 4 أشخاص لتجميعهم ناخبين بمخزن خردة ودفعهم للتصويت مقابل رشاوى انتخابية بإمبابة    حلمي عبد الباقي يكشف إصابة ناصر صقر بالسرطان    «كى چى» تحت التهديد| الطفل وحده فى المواجهة.. والتوعية تحد من جرائم التحرش    أكرم القصاص: المرحلة الثانية من الانتخابات أكثر انضباطا وتدخل الرئيس السيسي حاسم    مها محمد: كوليس ورد وشيكولاتة أجمل من التصوير    مهرجان البحر الأحمر السينمائي يكشف عن لجنة تحكيم مسابقة الأفلام القصيرة    صحة الإسماعيلية تختتم دورة السلامة المهنية داخل معامل الرصد البيئي    قرارات جديدة تعزز جودة الرعاية الصحية.. اعتماد 19 منشأة صحية وفق معايير GAHAR المعتمدة دوليًا    بإطلالة جريئة.. رزان مغربي تفاجئ الجمهور في أحدث ظهور    رئيس جامعة طنطا يفتتح فعاليات هاكاثون 2025 لتحالف جامعات إقليم الدلتا    «هربنا قبل أن نغرق».. شهادات مروّعة من قلب الفيضانات التي ضربت نصف القارة الآسيوية    اتفاق تاريخي بين كاف والقناة الرابعة البريطانية بشأن بث مباريات أمم إفريقيا    في حوار ل"البوابة نيوز".. رامي حمادة يكشف سر فوز فلسطين على قطر وطموحات المباريات المقبلة    كأس إيطاليا.. أتالانتا يضرب جنوى برباعية نظيفة ويعبر إلى الدور القادم    تشكيل أرسنال - بن وايت أساسي.. وساكا وإيزي وتيمبر بدلاء أمام برينتفورد    لأول مرّة| حماية إرادة الناخبين بضمان رئاسى    هل يجوز التصدق من أرباح البنوك؟| أمين الفتوى يجيب    مجموعة مصر.. الأردن يضرب الإمارات بهدف على علوان في شوط أول نارى    انتهاء ترميم المبانى الأثرية بحديقتى الحيوان والأورمان    هل يعتبر مريض غازات البطن من أصحاب الأعذار ؟| أمين الفتوى يجيب    أحمد فهمي يكشف تفاصيل رسالة هنا الزاهد بعد الطلاق    أهالي السيدة نفيسة يوزعون الشربات على الزائرين في المولد.. صور    حبس المتهمين باستغلال شيكات مزورة باسم الفنانة بوسي 3 سنوات    الخامس في قنا.. القبض على " قرموش" لشراء اصوات الناخبين    ما حقيقة انتشار الدواجن السردة بالأسواق المحلية وتأثيرها على صحة المواطنين؟    عون: لبنان تعب من المهاترات التي مزقته    القبض على 4 أشخاص بحوزتهم مبالغ مالية بمحيط لجان انتخابية في جرجا    الجيزة تنفّذ حملة مكبرة بعثمان محرم لإزالة الإشغالات وإعادة الانضباط إلى الشارع    جامعة كفر الشيخ تنظم مسابقة المبادرات المجتمعية بمشاركة كليات الجامعة    مياه الشرب بالجيزة: كسر مفاجئ بخط مياه قطر 1000 مم أمام مستشفى أم المصريين    في اليوم العالمي لذوي الهمم.. غزة تواجه أعلى معدلات الإعاقة في العالم بسبب حرب الإبادة الجماعية.. 12 ألف طفل فقدوا أطرافهم أو تعرضوا لعاهات مستديمة.. و60% من السكان صاروا معاقين    «الري» تتعاقد على تنفيذ التغذية الكهربائية لمحطتي البستان ووادي الصعايدة    في يومهم العالمي.. 5 رسائل من الأزهر لكل أسرة ترعى طفلا من ذوي الإعاقة    فلسطين: تصويت 151 بلدا لإنهاء الاحتلال انتصار لحقوق شعبنا المشروعة    وكيل لجنة مراجعة المصحف ورئيس منطقة الغربية يتفقدان مسابقة الأزهر السنوية لحفظ القرآن الكريم    ما مصير امتحانات الثانوية العامة بعد بلوغ «عبد الحكم» سن المعاش؟.. تفاصيل    مواقيت الصلاه اليوم الأربعاء 3ديسمبر 2025 فى المنيا.. اعرف مواقيت صلاتك    ريهم عبدالغفور تحيي ذكرى وفاة والدها الثانية: "فقدت أكتر شخص بيحبني"    انعقاد الاجتماع الرابع للجنة الفنية المصرية – التونسية للتعاون الاستثماري    دونالد ترامب يحضر قرعة كأس العالم 2026    السيدة انتصار السيسي تحتفي بيوم أصحاب الهمم: قلوب مليئة بالحب    الأرصاد: استمرار انخفاض درجات الحرارة الملحوظ على مختلف أنحاء البلاد.. فيديو    الصحة تعلن ضوابط حمل الأدوية أثناء السفر| قواعد إلزامية لتجنب أي مشكلات قانونية    أطعمة تعالج الأنيميا للنساء، بسرعة وفي وقت قياسي    لاول مرة فى مستشفي شبين الكوم بالمنوفية..استخراج ملعقة من بطن سيدة مسنة أنقذت حياتها    هالاند: الوصول ل200 هدف في الدوري الإنجليزي؟ ولم لا    وزير البترول والثروة المعدنية يستعرض إصلاحات قطاع التعدين ويبحث شراكات استثمارية جديدة    مجلس حكماء المسلمين يشارك بجناح خاصٍّ في معرض العراق الدولي للكتاب 2025    توافد الناخبين للتصويت في جولة الإعادة بانتخابات النواب بالإسكندرية| صور    أسعار الفراخ والبيض اليوم الاربعاء 3-12-2025 في الأقصر    «الوطنية للانتخابات»: إعادة 19 دائرة كانت قرارًا مسبقًا.. وتزايد وعي المواطن عزز مصداقية العملية الانتخابية    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



من جمال السادات إلي جمال مبارك التزوير الفاضح والتوريث الفاجر
نشر في روزاليوسف الأسبوعية يوم 22 - 10 - 2011


فساد أولاد الرؤساء:
جمال السادات بكالوريوس هندسة بالغش
هدي عبدالناصر شهادة تكريم مجاملة
جمال مبارك اغتصاب الحكم والثروة

«عبدالناصر» كرم ابنته «هدى» ضمن أوائل الثانوية العامة وعينها فى رئاسة الجمهورية بعد تخرجها.. والسادات منح ابنه «جمال» بكالوريوس الهندسة بالغش بعد أن فتح الباب الخلفى لدخول الجامعات بالثانوية البريطانية.. ومبارك سلم مفاتيح حكم مصر لابنه!
أولادنا.. فلذات أكبادنا تمشى على الأرض.. نتمنى لو أن تصبح أجسادنا جسرا من لحم ودم يعبرون عليه إلى بر الأمان.. من غير عناء أو مشقة.. هم لنا الهواء.. الأرض والسماء.. أول دروس الأبوة أن نحافظ عليهم من أنفسهم.. أن نقوى فيهم عضلات الإرادة حتى يواجهوا الحياة من بعدنا دون سند.. لكنها خطيئة الرؤساء.. يتصورون أن أولادهم من سلالة أنقى.. من طينة أرقى.. يولدون وعضلة الإرادة فيهم عاجزة.. لا تستطيع الحركة إلا بزيت محركات سطوة وسلطة الأب الرئيس.. وكأن ما يجرى فى عروقهم دم أزرق.. والحقيقة أنها عروق جفت.. لا دم فيها أصلا.
من عبدالناصر إلى مبارك مرورا بالسادات.. عصا التتابع تسلم من رئيس إلى رئيس.. المحاباة للأبناء هى دستور كل مرحلة وإن كانت بدرجات متفاوتة ومتباعدة.. فمصلحة الأبناء فى قلب وعقل الدولة.. حتى وصلت فى المرحلة الأخيرة قبل الثورة أن أى قرار يتخذ أو قانون يقر عليك أن تتحسس مسدسك وفتش عن ابن الرئيس!
بعد فترة حصار إعلامى طويلة طلت علينا «جيهان السادات» من كل المنابر الإعلامية تقريبا لتعوض غيابات السنين.. تفلسف الأحداث.. تقارن بين فترة زوجها ولاحقه.. تكلمت عن الفساد الذى استشرى وعن التوريث الذى كان يعد فى عهد مبارك.. وأرجعت الثورة إلى علاقة مبارك ونجليه وأنه لم يستخدم ضدهما سلاح الردع على عكس السادات الذى حذر أسرته من الاشتغال بالسياسة.. لكنها تجاوزت كل المناطق الملتهبة فى حياة ابنها «جمال السادات» والذى كانت تمثل سيرته العصب المكشوف الذى يدين عهد السادات فى أسلوب إدارته البلاد لصالح شهادة ابنه ويكشف حجم الفساد التعليمى والأخلاقى فى حكوماته وجامعاته.. وإن استمرت معنا تلك العادة السيئة.
«جمال السادات» حلم الأب ووحيده الذى طال انتظاره على 6 بنات من زيجتين.. صاحب مكانة وحصانة خاصة.. تولته الأم «جيهان» وراعها مستواه الدراسى البليد وخافت أن يتحول حلم الأسرة فيه إلى كابوس.. وفى سبيل تفسير حلمها وتحقيقه فتحت الباب لأكبر قصة فساد تعليمى فى عهد السادات.
انشطرت حدوتة «جمال السادات» إلى نصفين.. الأولى فى المرحلة الثانوية وكان شاهدا عليها وطرفا فيها عالم الرياضيات المفكر الكبير د.«عبدالعظيم أنيس» ورواها فى كتابه «ذكريات من حياتى» الذى يحكى فيه عن مقابلة جمعته مع سيدة إنجليزية مهتمة بقضايا التعليم واستفسرت منه مستغربة من قبول الجامعات المصرية للطلبة المصريين الحاصلين على الثانوية البريطانية - المستوى العادى - رغم أنها فى بريطانيا تؤهل لسوق العمل وليس بالجامعات التى تتطلب دراسة عامين آخرين!
كما أنها تسمح للطالب المصرى الالتحاق بالجامعات المصرية دون دراسة اللغة العربية - لغته الأم - لمدة عامين وكذلك الرياضيات فى المناهج المصرية وتشهد إقبالا كبيرا بين المصريين. السيدة البريطانية اندهشت أيضا من قبول «جيهان السادات» كطالبة فى قسم اللغة العربية بكلية الآداب مع أنها لم تؤد امتحانها فى مناهج اللغة العربية للمرحلة الثانوية وأنها تقدمت بشهادة الثانوية البريطانية!
د. «أنيس» علق على ذلك فى كتابه شارحا ملابسات ربطت بينه وبين الطالب «جمال السادات» وكان وقتها مستشارا لوزارة التعليم ومشرفا على تدريب المدرسين على الرياضيات المعاصرة وهو من يضع امتحان الرياضيات للثانوية العامة فى هذه السنة وكان ذلك سببا فى زيارته مدرسة بورسعيد بالزمالك وكان يدرس فيها نجل السادات وكان معروفا أنه يستحيل أن ينجح فى امتحان الرياضيات بالثانوية المصرية، فما بالك بالحصول على مجموع يدخله كلية الهندسة!
تحت هذه الظروف بدأت صحف الحكومة تتحدث فجأة عن صعوبة مناهج الرياضيات فى الثانوية العامة، لكن الأغرب أن الموضوع دخل مجلس الوزراء.. فتقرر تشكيل لجنة وزارية لبحث الموضوع وكان الهدف منها إلغاء كتاب «التفاضل والتكامل» من المناهج!
وهو ما رفض من جانب د.«أنيس» وكل أساتذة الجامعة والمتخصصين، فكان الجزء الأخطر أن تطلب رئاسة الجمهورية د.أنيس شخصيا لأن جمال لديه أسئلة فى الرياضيات يريد أن يسأله فيها!
وهو ما رفضه العالم الكبير بإصرار وحِدَّة.
الأغرب أن «على عبدالرازق» - وزير التعليم وقتها - حاول إقناعه بالذهاب لبيت السادات ولو لمرة واحدة لتقييم الولد وأخبره بانزعاج «جيهان السادات» بسبب حالته وهى تخشى عليه من الرسوب ولا تعرف ماذا تفعل؟!
ورد عليه د.أنيس: لماذا لا ترسل إليه موجها من عندك ولا تنس اننى أنا الذى أضع الامتحان.
وبعد شهر من الواقعة خرج وزير التعليم وعين مكانه مصطفى كمال حلمى، وأوضح د. «أنيس» أنه علم أن أحدهم تقدم لأسرة السادات بالحل العبقرى وهو إدخال جمال امتحان الثانوية الإنجليزية فى يونيو 1974 حيث لا يوجد امتحان لغة عربية وامتحان الرياضيات فيها لا يزيد على مسائل الضرب والقسمة!
وبعدها أهل جمال للنجاح ودخول كلية الهندسة.
الشطر الأول من قصة «جمال» يوحى بالشطر الثانى الذى حقق فيه الكاتب الكبير «عاصم حنفى» ونشر فضيحة مدوية فى العدد 64 من الإصدار الثانى لجريدة الأهالى فى ديسمبر 1982 ولم يكذب أو يرد عليه حتى يومنا عن حصول «جمال السادات» على بكالوريوس الهندسة بالغش والتزوير رغم أن نسبة حضوره كانت صفرا، ودرجته فى أعمال السنة: صفر، والتمارين والتدريبات: صفر، وامتحان نصف العام: صفر.. فكيف نجح بامتياز؟!
أستاذنا «عاصم حنفى» الذى نشر تحقيقه الذى أثار جدلا وأحدث توابع كشف ما هو أخطر حينما اعترض وقتها على ذلك د. «محمد على صالح» أستاذ الهندسة الكيماوية بجامعة القاهرة وكتب إلى «أنور السادات» شخصيا بصفته ولى أمر الطالب وأخبره عن أصفار ابنه طوال العام التى تتحول إلى امتياز فى نهاية السنة بقدرة قادر.. فكان جزاؤه الطرد من الجامعة نهائيا بقرار من د.«صوفى أبوطالب» - الذى كان يشغل رئاسة جامعة القاهرة وقتها قبل أن يصبح رئيسا لمجلس الشعب - وكان فرمان طرد الأستاذ بتهمة أقرب إلى الجاسوسية والتخابر طبقا لأحكام المادة 83 من قانون الجامعة الخاصة بالتعامل مع دولة أجنبية ومعاداة نظام الحكم رغم أن د.«صالح» لم يكن رئيسا لتنظيم سرى أو يقود مظاهرة وإنما وقف فى وجه فساد فاضح!
التحقيق المميز للكاتب الكبير كشف أمورا لا يصدقها عقل من فساد استشرى لا يغيب عنه السادات أو زوجته أو نجله الذى يترأس واحدة من كبريات شركات الاتصالات حاليا فى مصر من أجل عيون ابن الرئيس الوحيد وقتئذ الذى كانت نسبة غيابه فى السنة الأولى 100% وتحرمه من دخول الامتحان إلا أن إدارة الجامعة استثنت «جمال» وحده وحصل على تقدير جيد فى إحدى المواد التى يأخذ فيها درسا خاصا رغم أن درجته فى أعمال السنة: صفر.. أى أن نجاحه مهما كان لن يزيد على تقدير مقبول.. وفى لجنة السنة الثانية حمل أحد أساتذته مسدسا فى لجنة الامتحان ليحمى جمال ابن السادات كبير العائلة وظل الغش متواصلا والتزوير فاضحا حتى حصل جمال على شهادته وأصبح «صوفى أبوطالب» رئيسا لمجلس الشعب!
بعد نشر هذا التحقيق ب 5 أيام كتب «إبراهيم سعدة» فى جريدة «مايو» التى كان يرأس تحريرها وقتها وكانت لسان حال الحزب الوطنى يطلب من «صوفى أبوطالب» الرد على ما كتبه الأستاذ «عاصم حنفى» ولم يأت الرد وجاء بدلا منه قرار إزاحة «سعدة» من منصبه ليتولى «سمير رجب» رئاسة تحرير مايو بدلا منه.. وبعدها بشهور تمت إزاحة «صوفى أبوطالب» من رئاسة مجلس الشعب!
من التزوير الفاجر.. إلى محاباة ومجاملة ، وإن كانت لا ترتقى للواقعة السابقة ولا حتى اللاحقة.. من عبدالناصر لابنته «هدى».. التى جعلته يتجاوز البروتوكول فى عيد العلم، حيث كان قد اعتاد على تكريم العشرة الأوائل فى الثانوية إلا أنه فى أحد الأعوام كسر المألوف، وقرر أن يكون التكريم حتى المركز الخامس عشر، حيث حصلت وحققت كريمته نفس الترتيب، ومنحها شهادة تقدير يراها البعض غير مستحقة! وإن كان التجاوز هنا بسبب العلم وخاصة أن هدى كانت متفوقة فعلا.
لم يكتف عبدالناصر بذلك، بل قام بتعيينها فى طاقم سكرتاريته برئاسة الجمهورية، وهى الوظيفة التى شغلتها عقب تخرجها فى كلية الاقتصاد والعلوم السياسية، وقيل وقتها إنها تساعد والدها، وتستغل كونها ابنته فى الدخول له، وعرض التقارير عليه فى أى توقيت حتى لو فى غرفة النوم!
الرد على تصرف «جمال عبدالناصر» مع ابنته جاء بعد 50 عاما فى شكل استقالة تقدم بها وزير الدفاع البريطانى منذ أيام بعد أن قام بتعيين أحد أصدقائه فى أحد مناصب وزارته، وتكشف الأمر فى الصحافة الإنجليزية، وأجبرته على الاعتذار للشعب لأنه استغل منصبه وخلط بين العام والخاص!
بين تكريم «هدى عبدالناصر» وتعيينها جرت فصول، وسرت نميمة سياسية وقتها بخصوص إنشاء كلية الاقتصاد والعلوم السياسية، والتى قوبلت بعاصفة رفض من قبل أعضاء هيئية التدريس فى كليتى التجارة والحقوق الذين اعتبروها انتقاصا من قيمة كليتيهما وتداخلا فى الاختصاصات، حيث كانت تدرس مناهج الاقتصاد فى كلية التجارة والعلوم السياسية مناصفة بينها وبين الحقوق.
تم تفسير إصرار الدولة على تدشين الكلية الوليدة هو إلحاق «هدى عبدالناصر» بها، وهو ما نفاه لى د.عبدالعزيز حجازى أحد أبرز المعارضين لإنشاء الكلية وقتها.. وعلق بقوله: «المصادفة فى توقيت التحاق ابنة عبدالناصر وراء سريان هذه الشائعة»! وينفى أيضا الشائعة أن هدى لم تكن فى الدفعة الأولى فى الكلية.
من طاقم سكرتارية الرئيس إلى جريدة الأهرام انتقلت هدى عبدالناصر وعينت فى إحدى الجامعات الإقليمية حتى تم نقلها واستقر بها المقام فى كلية الاقتصاد والعلوم السياسية ووصلت إلى سن المعاش، وهى الآن أستاذ مساعد متفرغ.
أما أخوتها فبعد المجموع القليل الذى تحصلت عليه منى عبدالناصر فى الثانوية ألحقها والدها بالجامعة الأمريكية، وكان عارا وقتها التعليم الخاص وهو ما يدل على أن عبدالناصر لم يقدم استثناء لابنته الصغرى ثم تم تعيينها فى دار المعارف بعد وفاة والدها.. أما خالد فقد تم تعيينه معيدا فى كلية الهندسة بعد وفاة والده، وكان زميلا لكل من رئيس الوزراء الحالى عصام شرف، وأيضا رئيس الوزراء الأسبق أحمد نظيف، فى حين ذهب عبدالحكيم عبدالناصر إلى الإمارات وأسس شركة للمقاولات وتعاون معه بعدها شقيقاه «خالد» و«عبدالحميد» ثم ورد اسم عبدالحكيم ضمن قائمة الأسماء التى كانت تحصل على كوبونات النفط من نظام صدام حسين فى العراق!
الولد سر أبيه.. وجمال سر نكبة مبارك.. طموح النجل قضى على تاريخ الأب.. شوه سيرته.. وضعه رهين المحبسين.. وبقى جمال رهين الفسادين المالى والسياسى.
ماليا.. جمال محبوس حاليا على ذمة قضايا تربح وكسب غير مشروع وغسيل أموال كما كشف المستشار عاصم الجوهرى فى مؤتمر صحفى أخير أن ثروة جمال وعلاء مبارك فى بنوك سويسرا تبلغ 2 مليار جنيه وأنه كون مع أصدقائه شبكة غسيل أموال، وهو ما رد عليه التليفزيون السويسرى فى يومها بأن هذه الأموال لم تغسل فى بلادهم ودافع محاميهم «فريد الديب» بأن ما أعلنه المستشار الجوهرى هو ما أقر به نجلا مبارك فى التحقيق معهما وأن هذه الأموال لم يحصلا عليها من أى نشاط مالى داخل مصر.
وأيا ما كانت ستسفر عنه التحقيقات التى لا نستبقها ونرفض الخوض فى قضية منظورة أمام القضاء.. إلا أن هذا لا يمنعنا من الإشارة إلى اعتراف «مبارك» نفسه فى حوار صحفى مع جريدة المصور أجراه معه الأستاذ «مكرم محمد أحمد» بأن ابنه كان يتاجر فى ديون مصر وقال بالحرف الواحد عن جمال «الولد شاطر»!
فات الرئيس السابق أن عمل ابنه فى بيزنس من هذا النوع مخالف للقانون وغير مسموح به خصوصا أن وقائع القصة كشفت عن مساعدة «جمال مبارك» فى تحقيق أعلى ربحية ممكنة مع شريكه ومهندس العملية «إبراهيم كامل» بالمخالفة فى المتاجرة بديون مصر وأنهما تحصلا على مبالغ طائلة وهى قضية لم ينظر فيها وكذلك دخوله شريكا فى هيرمس وإعلان ذلك واللعبة التى جرت وتضرر منها صغار المساهمين وتربح الكبار «الهبرة» كاملة!
فى لندن عمل جمال مبارك لفترة.. وقبل مغادرته العاصمة البريطانية عائدا للقاهرة أسس جمال شركة للسمسرة والعمولات اسمها «ميدل إيست إنفستمنت» برأسمال بلغ عدة ملايين من الجنيهات الاسترلينية.
سياسيا.. كان مشروع التوريث هو الفساد الأكبر.. الحبل الذى أحاط به جمال عنق مصر.. الأستيكة التى مسحت تاريخ والده.. بداية من دخوله العمل العام واستحداث أمانة السياسات فى الحزب الوطنى ليرأسها جمال ويدير بها البلاد رغم وجود حكومة منوط بها القيام بنفس الأعمال!
خطيئة مبارك أنه لم يعترض، وافق ضمنيا على توريث ابنه حكم مصر وقال إن «جمال يساعدنى» لكن لم يفسر أن يكون جمال عضوا فى وفد حكومى رسمى إلى الولايات المتحدة الأمريكية وهو غير ذى صفة تنفيذية ولم نعلم بأى صفة أو صيغة التقى المسئولين الأمريكان!
انهار النظام لأن «جمال»أراد أن يحكم مصر باعتبارها إرثا يجب أن يحصل عليه ولأن مصر كلها باستثناء أشخاص معدودين كانوا ملتفين حول جمال.. سقط النظام فى 18 يوما فقط.
لم يكن القصد مما تقدم أن ننبش فى عقيدة سياسية.. أو نهز صورة استقرت فى ذهن العامة الذين تفرقوا فى ميولهم، وإن اتبع كل فصيل منهم رئيسا من الثلاثة الذين حكموا مصر، ووضعوهم فى مصاف الأنبياء.. ونعلم أنهم فى النهاية سيتفرقون ليصلى كل منهم على نبيه.. ويصب لعناته علينا!


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.