إنما المؤمنون الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون، البقاء لله.. نقولها بقلوب مؤمنة بقضاء الله، طمعا في رحمته، وأملا في أن يخفف عن الزميل محمد جمال الدين فقد شريكة عمره «عزة» التي كانت - رحمها الله - خير رفيق في درب الحياة. فليلهمه الله الصبر والسلوان، ودعاء العاملين في «روزاليوسف» أن يعوضه الله في ابنتيه وقرة عينه نور وهنادي، ما تقر به عينه، وتهدأ به نفسه، ويعينه علي الحياة بدون رفيق كان سنده وعونه، كان الله سبحانه في عونه. الكلمات الصغيرة لا تبلسم الآلام الكبيرة، وألمك يا محمد كبير، فعزة كانت سكنا وراحة، كانت ابتسامتها في وجهك أملا، وكانت في عطفها سكنا وراحة، وفي هدوئها رقة نسيم، وكانت في صبرها علي المرض محتسبة، قمة الإيمان والحب في الله، رحمها الله تحملت ألمها صابرة محتسبة لم تشكُ ولم تضِق، كل اللي يجيبه ربنا خير. «روزاليوسف» - وهي تعزي ابنها في فقد شريكة حياته - تحيطه بكل حب، تربت علي ظهره، أن انهض، أن استعد رغبتك في الحياة فقد كانت «عزة» حبا ملك عليه قلبه.. إن العين لتدمع وإن القلب ليحزن، وإنا لفراقك ياعزة لمحزونون، ومحمد لفراقك يا عزة لمحزون، الحزن النبيل الذي تستمر به الحياة، الحياة باقية مادام الحب باقيا، وبالحب ندعو للزميل بأن يلهمه صبرا وأن يبلسم جرحه، وتسكن به نفسه.. آمين.