الشيخ علاء أبو العزايم وكيل مؤسسي حزب التحريرالمصري وشيخ الطريقة العزمية التي تبنت مبادرة الصوفية للنزول لميدان التحرير، اعترف بخطورة التيارات الدينية المتواجدة علي الساحة، وعاب علي القيادة الصوفية الحالية مواقفها الهادئة تجاه هجوم السلفيين علي الأضرحة، وهدمها من جانب والتسبب في انقسام وعدم ترتيب البيت الصوفي من الداخل وضعفه في مواجهة التيار السلفي المتشدد من جانب آخر. لكنه توقع أن تضم مليونية 12 أغسطس حشودًا أكثر مما يتوقع الجميع تفوق حشود السلفيين والإخوان في المليونية السابقة قد تصل إلي 18 مليونا. • كيف يصف حال التيار الصوفي مقارنة بالتيارات الدينية التي علي الساحة؟ - للأسف هناك أزمة يعاني منها البيت الصوفي تتمثل في قيادته الحالية، والتي كانت سببا في تخاذله تجاه العديد من الأحداث في مقدمتها حوادث هدم الأضرحة التي تكررت، وكانت آخرها تكرار التعدي علي ضريح الشيخ زويد، مازالت القيادة الحالية من فلول الحزب الوطني التي تحتاج إلي تطهير، ومازال ينقصنا أيضا كتلة تنظيمية وسياسية تكافئ قوتنا العددية وقدرتنا التصويتية، التي كانت تذهب قبل الثورة إلي مرشحي الحزب الوطني. • لماذا لم يظهر الشباب الصوفي في الثورة بالقدر نفسه الذي ظهر به شباب جماعة الإخوان أو السلفيين؟ - بالعكس شارك الشباب في ثورة 25 يناير كغيرهم من المصريين، وكان الكثير منهم يعتصمون بميدان التحرير مع زملائهم وأصدقائهم، لكن قلة الخبرة في ممارسة العمل السياسي من جانب واختلاطهم بين جموع المصريين وعدم الرغبة في التمايز والاختلاف عن الجموع من أجل استعراض القوة وتحقيق مكاسب سياسية، كما فعل شباب جماعة الإخوان والسلفيين أعطي انطباعا لدي البعض بعدم مشاركة الصوفيين. • لماذا هاجمت السلفيين والإخوان بعد جمعة 29 يوليو؟ - لأن ما فعلوه يهدد التسامح الديني، بالإضافة إلي أفكار السلفيين الشاذة والغريبة التي تسعي إلي إحداث فتنة والتعدي علي حريات الآخرين كالأقباط والمرأة، وكان آخر تجاوزاتهم التعدي علي ضريح الشيخ زويد وكأنهم يريدون أن يحرموا المسلمين من القدوة الإسلامية ففي الوقت الذي تعرضوا فيه لأضرحتنا لم يتعرضوا لمقام أبو حصيرة. • ماذا عن سخرية السلفيين وربط الصوفية بالأمريكان؟ - نحن لم نتفق مع الأمريكان أوغيرهم، بل علي العكس من فعل ذلك الإخوان هم الذين ذهبوا إلي الأمريكان لينالوا رضاهم أما السلفيون فقد رفعوا أعلام السعودية. • ما تقييمك لمساعي جماعة الإخوان المسلمين والجماعات السلفية للانخراط في العمل السياسي؟ - الإخوان والسلفيون استمدوا قوتهم من الإعلام الذي أظهرهم بعد الثورة وكأنهم ضحايا رغم أنهم اتفقوا فيما بينهم علي تزوير إرادة نسبة كبيرة من المصريين لصالحهم، عندما خططوا في الاستفتاء علي التعديلات الدستورية أن يصبح القرار بأيديهم، وكانت وسائل الخطة التضليل، ورفع الشعارات الدينية التي تؤجج المشاعر الدينية،ادعوا كذبا أن التصويت بنعم سيدخل الجنة والتصويت ب لا هدفه إلغاء الشريعة الإسلامية، نجحوا في تزييف وعي الناس كما كان يفعل الحزب الوطني، وكانت الأمور بسببهم تسير في اتجاه فتنة طائفية. • البعض يري أن التيار السلفي وجماعة الإخوان أكثر التيارات الدينية قوة من الناحية التنظيمية والعددية؟ - لا يستطيع أحد أن يجزم بذلك، فهم يبالغون في قدراتهم ويستخدمون الناس لتحقيق أهدافهم، وما حدث في جمعة 29 يوليو كشف حجمهم، حيث إن العدد الفعلي في الميدان لم يكن يمثل في مجمله أشخاصا ينتمون لتلك التيارات الدينية، ولكن السلفيين استخدموا قنواتهم في حث الناس وشحذهم في اتجاه ما يريدون. • لكن قدرتهم علي الحشد أفزعت الناس؟ - لا أعتقد ذلك، فالسلفيون والإخوان ليسوا الأكثر حشدا، رغم ما أظهروه من استعراض سياسي، فقد كانت المحصلة النهائية أن أعدادهم لم تتجاوز 500 ألف. ومع ذلك لا أستطيع أن أقلل من خطورة تأثيرهم، خاصة والحكومة الحالية بها أكثر من وزير ينتمي لجماعة الإخوان المسلمين، وهنا تكمن الخطورة، في نظري لأنهم لايسعون سوي لخدمة أهدافهم وسوف يبيدون المجتمع بأفكارهم الهادمة والعقيمة.