حالة من الغياب الملحوظ، سيطرت على أغلب التيارات السياسية المصرية خلال فاعليات المؤتمر التأسيسى للتجمع العربى الإسلامى لدعم خيار المقاومة ودعم الثورات العربية، الذي أقيم تحت رعاية أعضاء التجمع أنفسهم وعلى نفقتهم الخاصة بمقر نقابة الصحفيين. فالمؤتمر الذى شاركت به 24 دولة عربية وإسلامية من بينها إيران وتركيا وماليزيا وإندونيسيا لم يشارك به من مصر سوى د. جمال زهران وأبوالعلا ماضى - رئيس حزب الوسط، بينما اختفى اليسار عن المشاركة مما دفع المشاركين للتساؤل: «أين ذهبوا»؟ ورغم حضور كل الفصائل والتيارات فى لبنان وفلسطين إلا أن المؤتمر لم يوجه الدعوة لحركة فتح «أبومازن» فى حين وجهوا الد عوة لفتح «المقاومة» التي مثلها غازى الحسينى وفتح «الانتفاضة» التى مثلها أبوموسى.. فيما مثل حركة «حماس» أسامة حمدان كما شارك كل من: خالد عبدالمجيد عن جبهة النضال وحسن عزالدين عن حزب الله. ترأس المؤتمر اللبنانى يحيى غدار، وتم عقد أربع ورش عمل على مدار اليومين ناقشوا خلالها المتغيرات الدولية وتأثيرها على المنطقة وخيار المقاومة، والثورات العربية وأبعادها السياسية والاجتماعية والاقتصادية، ودور خيار المقاومة فى تحصين الثورات، ودعم قيام منظومة إقليمية عربية وإسلامية. والمدهش رغم أن المؤتمر يتضمن فى عنوانه دعم الثورات العربية، إلا أنه لا يدعم سوى ثورة مصر وتونس، بينما أعلن الحضور رفضهم التدخل الأجنبى والناتو فى ليبيا وسوريا. وقال محمد عبدالله - الكاتب والصحفى الفلسطينى وأمين سر الهيئة الوطنية الفلسطينية لحماية الثوابت - إن هناك تقديرا للحكومة السورية من المؤتمر لموقفها الداعم للمقاومة والمانع للغطرسة الصهيونية على حد تعبيره. متابعا: نحن أيضا نؤيد مطالب الشعب السورى فى الإصلاح السياسى، وهناك وطنيون ومناضلون حقيقيون داخل النظام السورى يطالبون بإسقاط الفساد وضرورة الإصلاح. أما الشيخ حسن غبريس - مسئول العلاقات العامة لتجمع العلماء المسلمين بين السنة والشيعة بحزب الله - فأعرب عن تأييده للمطالب السورية فى الإصلاح وأن الرئيس بشار الأسد سلم بأن هناك فسادا يجب أن نعمل على إصلاحه. لكن أحد المشاركين، ويدعى طه محمد «سورى الجنسية» وطالب بكلية الآداب بدمشق اعترض على المؤتمر قائلا: إن المؤتمر يناقض عنوانه، فبينما يدعى أنه داعم للثورات العربية عبر ضيوفه من حزب الله.. وفصائل المقاومة يؤيدون النظام السورى بحجة أنه داعم للمقاومة فى حين أن بشار لم يدعم المقاومة، ولكنه يدعم تجارة السلاح والأسلحة التى يهربها لهم كبيزنس يقوم به لمصلحته الشخصية ولمضاعفة ثروته. المختار ولد المبيريك من موريتانيا كان له رأى مختلف، إذ ذهب إلى أن الثورات العربية تمثل انتصارات كبرى لإرادة الشعوب خاصة فى مصر وتونس، حيث أتت بنتائج عظيمة. توصيات المؤتمر إلى ضرورة دعم خيار المقاومة وأنه لا سلام مع إسرائيل، ومساندة المقاومة اللبنانية والعراقية حتى الاستقلال ودعم ثورات الشعوب العربية بشكل عام.