"25يناير."كابوس السيسي الذي لا ينتهي .. طروحات عن معادلة للتغيير و إعلان مبادئ "الثوري المصري" يستبق ذكرى الثورة    محافظ القاهرة: معرض مستلزمات الأسرة مستمر لأسبوع للسيطرة على الأسعار    توتر متصاعد في البحر الأسود بعد هجوم مسيّرات على ميناء توابسه    وزير الخارجية الإماراتي يبحث الأوضاع في غزة واليمن مع نظيره الأمريكي في اتصال هاتفي    الخارجية القطرية: أمن السعودية ودول الخليج جزء لا يتجزأ من أمن قطر    زيلينسكي يناقش مع ترامب تواجد قوات أمريكية في أوكرانيا    «مسار سلام» يجمع شباب المحافظات لنشر ثقافة السلام المجتمعي    رئيس جامعة قنا يوضح أسباب حصر استقبال الحالات العادية في 3 أيام بالمستشفى الجامعي    د.حماد عبدالله يكتب: نافذة على الضمير !!    المنتجين العرب يعلن دعمه وإشادته بمبادرة الشركة المتحدة للارتقاء بالمحتوى الإعلامي    «قاطعوهم يرحمكم الله».. رئيس تحرير اليوم السابع يدعو لتوسيع مقاطعة «شياطين السوشيال ميديا»    خالد الصاوي: لا يمكن أن أحكم على فيلم الست ولكن ثقتي كبيرة فيهم    نتنياهو يزعم بوجود قضايا لم تنجز بعد في الشرق الأوسط    تموين القاهرة: نتبنى مبادرات لتوفير منتجات عالية الجودة بأسعار مخفضة    أرسنال يكتسح أستون فيلا برباعية ويعزز صدارته للدوري الإنجليزي    المحامى محمد رشوان: هناك بصيص أمل فى قضية رمضان صبحى    مصدر بالزمالك: سداد مستحقات اللاعبين أولوية وليس فتح القيد    شادي محمد: توروب رفض التعاقد مع حامد حمدان    نتائج الجولة 19 من الدوري الإنجليزي الممتاز.. تعادلات مثيرة وسقوط مفاجئ    التنمية المحلية: تقليص إجراءات طلبات التصالح من 15 إلى 8 خطوات    "البوابة نيوز" ينضم لمبادرة الشركة المتحدة لوقف تغطية مناسبات من يطلق عليهم مشاهير السوشيال ميديا والتيك توكرز    مصرع طفل صدمه قطار أثناء عبور مزلقان العامرية في الفيوم    من موقع الحادث.. هنا عند ترعة المريوطية بدأت الحكاية وانتهت ببطولة    دعم صحفي واسع لمبادرة المتحدة بوقف تغطية مشاهير السوشيال ميديا والتيك توك    الأمم المتحدة تحذر من أن أفغانستان ستظل من أكبر الأزمات الإنسانية خلال 2026    قيس سعيّد يمدد حالة الطوارئ في تونس حتى نهاية يناير 2026    مانشستر يونايتد يسقط فى فخ التعادل أمام وولفرهامبتون بالدوري الإنجليزي    طرح البرومو الأول للدراما الكورية "In Our Radiant Season" (فيديو)    رضوى الشربيني عن قرار المتحدة بمقاطعة مشاهير اللايفات: انتصار للمجتهدين ضد صناع الضجيج    الخميس.. صالون فضاءات أم الدنيا يناقش «دوائر التيه» للشاعر محمد سلامة زهر    لهذا السبب... إلهام الفضالة تتصدر تريند جوجل    ظهور نادر يحسم الشائعات... دي كابريو وفيتوريا في مشهد حب علني بلوس أنجلوس    بسبب الفكة، هل يتم زيادة أسعار تذاكر المترو؟ رئيس الهيئة يجيب (فيديو)    قرارات حاسمة من تعليم الجيزة لضبط امتحانات الفصل الدراسي الأول    د هاني أبو العلا يكتب: .. وهل المرجو من البعثات العلمية هو تعلم التوقيع بالانجليزية    غدًا.. محاكمة 3 طالبات في الاعتداء على الطالبة كارما داخل مدرسة    حلويات منزلية بسيطة بدون مجهود تناسب احتفالات رأس السنة    الحالة «ج» للتأمين توفيق: تواجد ميدانى للقيادات ومتابعة تنفيذ الخطط الأمنية    أمين البحوث الإسلامية يلتقي نائب محافظ المنوفية لبحث تعزيز التعاون الدعوي والمجتمعي    ملامح الثورة الصحية فى 2026    هل تبطل الصلاة بسبب خطأ فى تشكيل القرآن؟ الشيخ عويضة عثمان يجيب    هل يجب خلع الساعة والخاتم أثناء الوضوء؟.. أمين الفتوى يجيب    جامعة عين شمس تستضيف لجنة منبثقة من قطاع طب الأسنان بالمجلس الأعلى للجامعات    خالد الجندى: القبر محطة من محطات ما بعد الحياة الدنيا    خالد الجندي: القبر مرحلة في الطريق لا نهاية الرحلة    رئيس جامعة قناة السويس يهنئ السيسي بالعام الميلادي الجديد    حقيقة تبكير صرف معاشات يناير 2026 بسبب إجازة البنوك    الأهلي يواجه المقاولون العرب.. معركة حاسمة في كأس عاصمة مصر    السيطرة على انفجار خط المياه بطريق النصر بمدينة الشهداء فى المنوفية    رئيس جامعة العريش يتابع سير امتحانات الفصل الدراسي الأول بمختلف الكليات    الصحة: تقديم 22.8 مليون خدمة طبية بالشرقية وإقامة وتطوير المنشآت بأكثر من ملياري جنيه خلال 2025    الزراعة: تحصين 1.35 مليون طائر خلال نوفمبر.. ورفع جاهزية القطعان مع بداية الشتاء    معهد الأورام يستقبل وفدا من هيئة الهلال الأحمر الإماراتي لدعم المرضى    تراجع معظم مؤشرات البورصة بمستهل تعاملات الثلاثاء    بنك مصر يخفض أسعار الفائدة على عدد من شهاداته الادخارية    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم الثلاثاء 30-12-2025 في محافظة الأقصر    نسور قرطاج أمام اختبار لا يقبل الخطأ.. تفاصيل مواجهة تونس وتنزانيا الحاسمة في كأس أمم إفريقيا 2025    طقس اليوم: مائل للدفء نهارا شديد البرودة ليلا.. والصغرى بالقاهرة 12    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الإخوان‏...‏ والصعود نحو الهاوية‏19‏

بحلول أوائل الثمانينيات سيطر الإسلاميون علي اتحادات طلاب الكليات الكبري وأندية اعضاء هيئة التدريس بها‏,‏ محققين هزيمة لكل من اليساريين والموالين للحكومة علي حد سواء‏
ومن أجل زيادة نشاط الحركة الإسلامية في الحياة السياسية قررت قيادات الإخوان المسلمين في اواسط الثمانينيات أن يقوموا بحملات انتخابية في أبرز النقابات في مصر ليكسبوا التأييد الذي زرعوه في نفوس طلبة الجامعات‏,‏ ففي عام‏1984‏ دخل التيار الإسلامي الموالي للإخوان المسلمين انتخابات نقابة الأطباء كجبهة منظمة لأول مرة وفي خلال خمس سنوات تمكن التيار الإسلامي او الصوت الإسلامي كما هو معروف في بعض النقابات‏,‏ من تحقيق انتصارات انتخابية متوالية وفرض سيطرته علي المجالس التنفيذية في نقابات الأطباء والمهندسين والصيادلة مع تحقيق وجود قوي في غيرها من النقابات‏.‏
ونتوقف هنا امام تفسير روجت له جماعة الإخوان‏,‏ وبعض الدوائر الإعلامية والسياسية المتفقة مع الجماعة في الرؤي والتوجهات ينطلق من ان انتصار وأحيانا اكتساح الإخوان لانتخابات النقابات المهنية خير دليل علي أن الخيار الإسلامي السياسي خيار مجتمعي تساندة اغلبية الشعب‏..‏ وهذا التفسير قد يبدو لأول وهلة صحيحا‏..‏ لكن تفحص هذه الانتخابات وعدد المشاركين فيها يعطي دلالات تخالف هذا التفسير‏.‏
الأقلية المنظمة
قد نتصور أن غالبية الأعضاء يؤيدون الحركة الإسلامية‏,‏ ولكن هذه ليست الحقيقة بالضرورة‏,‏ فليس من السهل معرفة اتجاهات المهنيين الفكرية من نتائج الانتخابات لسبب بسيط وهو أن غالبية الاعضاء لا يدلون بأصواتهم‏,‏ فعلي سبيل المثال عند انتصار التيار الإسلامي في نقابة المحامين عام‏1992‏ لم يشارك في الانتخابات سوي‏10%‏ فقط من الأعضاء البالغ عددهم‏140000‏ ولم يكن هناك سوي‏44000‏ عضو أو ما يعادل أقل من ثلث الاعضاء قد سددوا اشتراكاتهم السنوية ولهم الحق في التصويت‏,‏ ومن بين هؤلاء لم يشارك في الانتخابات سوي‏14000‏ اي مايعادل أقل من ثلث الذين لهم حق التصويت‏,‏ وتختلف معدلات المشاركة في الانتخابات النقابية من مهنة إلي أخري فهي تتراوح بين‏30%‏ من اجمالي الأعضاء‏(‏ مايعادل‏65%‏ ممن لهم حق التصويت‏)‏ في نقابة الأطباء في آخر انتخابات عقدت بها‏,‏ وتصل إلي‏5%‏ من إجمالي الأعضاء في نقابة التجاريين‏,‏ وإذا كانت نتائج الانتخابات النقابية لها أي معني‏,‏ فإنها تعني الشعور العام بالعزلة والانسلاخ واللامبالاة أكثر من التمسك بفكر سياسي او قضية سياسية معينة‏,‏ وأفضل تصور للتيار الإسلامي هو انه اختيار أغلبية الأقلية للمهنيين الذين يدلون بأصواتهم في انتخابات النقابات‏.‏
وتتساءل اماني قنديل‏:‏ ماذا يميز أقلية المهنيين الذين يصوتون؟ وما الذي جعل غالبيتهم يصوتون لصالح التيار الإسلامي؟ والإجابة عن هذين السؤالين‏,‏ تبدأ منذ التغييرات المهمة التي طرأت علي هيكل اعضاء النقابات في العقد الذي يسبق دخول الإسلاميين في معترك الحركة النقابية‏,(‏ عبدالرحيم علي‏:‏ الإخوان المسلمون‏,‏ أزمة تيار التجديد‏,‏ مرجع سابق‏,‏ ص‏786).‏
التيارالإسلامي في انتخابات النقابات المهنية
دخل التيار الإسلامي في انتخابات النقابات المهنية لأول مرة عام‏1984‏ عندما قيد قائمة من المرشحين لمقاعد المجلس التنفيذي لنقابة الأطباء‏,‏ وفي عام‏1985‏ دخل التيار الإسلامي تحت لافتة الصوت الإسلامي في انتخابات نقابة المهندسين‏,‏ ثم استمر في الترشيح إلي انتخابات نقابات أطباء الأسنان والعلميين والزراعيين والصيادلة وكذلك في انتخابات الصحفيين والتجاريين والمحامين‏.‏
وقد أدت المكاسب الأولية للتيار الإسلامي إلي تكوين جبهات سياسية مضادة تضم المرشحين العلمانيين واليساريين والليبراليين وفي بعض الحالات انضم اليهم مرشحو الحكومة‏,‏ وفي نفس الوقت كانت هناك قوائم انتخابية تقليدية قائمة علي قطاع او مكان العمل‏(‏ مثل قائمة مهندسي الجيش في نقابة المهندسين او قائمة قصر العيني في نقابة الأطباء‏)‏ ويرأس هذه القوائم وزير ذو نفوذ او مرشح حكومي‏,‏ وكانت تعتبر من العوامل المؤثرة علي انتخابات النقابات آنذاك وكذلك الأمر بالنسبة للمرشحين المستقلين‏.‏
وعند رصد البيانات الانتخابية التي تشير إلي نجاح التيار الإسلامي في كثير من نقابات مصر المهنية منذ أواسط الثمانينيات علينا ان نقدم تحذيرا واضحا‏.‏
فالكثير من الدراسات الحالية تستمد معلومات عن نتائج الانتخابات من التقارير الصحافية لكنها في أغلب الأحيان تتضارب‏,‏ فتغطية الانتخابات في النقابات خاصة عندما تسجل تفوقا كبيرا للمعارضة تعتبر ضعيفة جدا في الصحافة الحكومية لذا يضطر المرء ان يعتمد فقط علي صحافة المعارضة التي قد تتأثر بموافقها السياسية‏.‏
والنقابات نفسها أفضل مصدر للمعلومات‏,‏ إلا ان موظفيها عادة ما يكونون غير راغبين او غير قادرين علي تقديم معلومات دقيقة عن نتائج الانتخابات خلال فترة معينة من الزمن وفوق هذا فان سجلاتهم تورد المرشحين الناجحين بأسمائهم فقط ولا توضح انتماءاتهم‏.‏ ومما يزيد من صعوبة تفسير نتائج انتخابات النقابات ان الانتماء السياسي للمرشح لا يكون واضحا‏,‏
فالمرشحون الإسلاميون قد يدخلون كمستقلين والقوائم قد تضم يساريين او اصحاب التيار الإسلامي مع مرشحي الحكومة دون أن يصل للجمهور اي إعلان عن هذا التحالف‏,‏ وكما أوضح المهندس أبوالعلا ماضي‏(‏ في محضر نقاش أجريناه معه‏)‏ فإنه في حالة المعرفة بانتماء مرشح للمعارضة‏,‏ فإن هذا يعرضه للمشاكل ويؤثر علي حياته العملية‏,‏لذا نجد أن انتماءات المرشحين السياسية لا تكون معروفة‏,‏ مثلما يحدث في انتخابات مجلس الشعب‏,‏ ولهذا فمن المهم التعامل مع دلالة نتائج هذه الانتخابات بدرجة عالية من الحذر وعدم الانزلاق للتعميم‏(‏ محضر نقاش سابق مع أبوالعلا ماضي‏)‏
وتوضح ويكهام أن المعلومات المتوافرة حول الانتخابات توضح تماما صعود نجم التيار الإسلامي في بعض النقابات‏.‏
فقد دخل التيار الإسلامي انتخابات الأطباء لأول مرة ككتلة منظمة في عام‏1984,‏ ولكن طبقا لقول عبد المنعم أبو الفتوح الأمين العام لاتحاد الأطباء العرب‏,‏ وأحد رموز التيار الإسلامي (‏ في محضر النقاش السابق الإشارة اليه‏)‏ فإن الانتخابات كانت تضم مرشحين من المتعاطفين مع المبادئ الإسلامية منذ فترة طويلة‏,‏ وأن أفكار الإخوان المسلمين كان لها أتباع كثيرون بين الأطباء‏.‏
إلا أن مايميز انتخابات‏1984‏ هو أنه لأول مرة تم تكوين قوائم علي أساس فكري وليس علي أساس مكان العمل أو خطوط قطاعية‏(‏ أبو العلا ماضي المرجع السابق‏).‏
وفي انتخابات‏1984‏ فاز التيار الإسلامي بسبعة من مقاعد المجلس التنفيذي لنقابة الأطباء البالغ عددها‏25‏ مقعدا‏,‏ وبحلول عام‏1990‏ فاز بجميع المقاعد‏.‏
وفي عام‏1986‏ فاز التيار الإسلامي بستة آلاف من إجمالي الأصوات البالغة‏11800‏ وفاز أيضا ب‏12000‏ صوت من‏19000‏ في عام‏1988.‏
أما في سنة‏1990‏ فقد زاد عدد الناخبين حتي وصل إلي‏21500‏ حصل التيار الإسلامي من بينها علي‏15000‏ وكما قلنا من قبل تختلف تقديرات أعداد الأعضاء العاملين في النقابات‏,‏ ولكن إذا تقبلنا الافتراض الشائع بأن حوالي‏45000‏ كان لهم الحق في التصويت عام‏1988‏ يبدو أن معدل الإدلاء بالأصوات ارتفع من حوالي‏7%‏ في‏1980‏ إلي أكثر من‏35%‏ في‏1988,‏ وطبقا لما جاء في مجلة الأهرام الاقتصادي وصل معدل التصويت إلي‏45%‏ في‏1990.‏
وكما لاحظت د‏.‏أماني قنديل فإن عدد الأطباء المسجلين قد تضاعف في‏1980‏ من‏40000‏ إلي‏88000‏ بينما ازداد عدد الناخبين ست مرات من‏3000‏ في‏1970‏ إلي‏19000‏ في‏1980.‏
وباختصار فإن التيار الإسلامي نجح في السيطرة علي المجلس التنفيذي لنقابة الأطباء بفوزه في أربع انتخابات متتالية وبنسب متزايدة‏.‏
فبينما لم يستطع الفوز إلا ب‏50%‏ فقط من الأصوات في‏1986,‏ ارتفع نصيب التيار الإسلامي إلي‏63%‏ في‏1988‏ ووصل إلي‏70%‏ في‏1990.‏ وهذه النتائج لافتة للنظر نظرا لشدة المنافسة بين ثلاث جبهات انتخابية وهي القائمة الإسلامية والقائمة اليسارية الليبرالية وقائمة الحكومة التي تشرف عليها وزارة الصحة بنفسها‏,‏ هذا إلي جانب أن ثلث أعضاء النقابة من الأقباط‏.‏ إن وجود جبهات متعددة منظمة متنافسة قد يساعد علي تفسير سبب تمتع نقابة الأطباء بأكبر نسبة حضور للانتخابات بين جميع النقابات‏.‏
ومع ارتفاع نسبة الاشتراك في الانتخابات‏,‏ فإن التيار الإسلامي قد حظي بنصيب الأسد في الأصوات الجديدة‏,‏ مما يدل علي أنه استطاع اجتذاب تأييد الخريجين الجدد الذين التحقوا بالنقابات في الثمانينيات‏,‏ وقد أيد هذا الرأي كل المرشحين والمراقبين علي الساحة السياسية ككل‏.‏
وعلي صعيد آخر حقق التيار الإسلامي أو الصوت الإسلامي نصرا متزايدا في نقابة المهندسين التي تعتبر من حيث الحجم أكبر من نقابة الأطباء بمقدار الضعف‏,‏ وهي مقسمة إلي سبع شعب‏,‏ وكانت انتخاباتها تتميز بالمنافسة بين عدة فئات أو مصالح يتم تنظيمها تبعا للقطاعات أو المهن‏.‏
وقل دخول التيار الإسلامي في نقابة المهندسين تنقلت السلطة فيها بين تحالفات تمثل تجمعات مثل مهندسي الري والمدنيين‏(‏ خاصة في عهد عبد الناصر‏)‏ ومهندسي شركة المقاولين العرب‏(‏ الذين برزوا في فترة الانفتاح‏)‏ ومهندسي الجيش‏(‏ الذين ظلوا جبهة انتخابية قوية طوال الثمانينيات‏).‏
ومن عام‏1979‏ حتي‏1991‏ كان عثمان أحمد عثمان رئيس مجلس إدارة المقاولين العرب ورجل الصناعة الأول في مصر‏,‏ يستغل منصبه علي رأس النقابة ليحولها إلي إمبراطورية صناعية ومالية تمتلك أغلب الأسهم في ست عشرة مؤسسة صناعية وبنكية في مجال التأمين والإسكان والغذاء‏.‏
وقد تكون الصلات الحميمة التي ربطت عثمان أحمد عثمان مع الإخوان المسلمين منذ عهد بعيد هي السبب في تفسير استعداده للسماح للتيار الإسلامي بدخول النقابة في عام‏1985.‏
وتعرقل التعاون الضمني بين عثمان والتيار الإسلامي عندما حاصرت الضغوط عثمان وحلفاءه في المجلس وسط ادعاءات بالمخالفات المالية وإساءة استخدام أموال النقابة‏.‏وفي عام‏1990‏ كان التيار الإسلامي القوي قد نأي بنفسه عن عثمان‏,‏ وفي الجمعية العمومية لشهر مارس قادوا المطالبة بتكوين لجنة تقصي الحقائق للتحقيق في الخسائر التي حققتها الشركات التي تمتلك النقابة فيها جزءا كبيرا‏.‏
ومن الغريب أنه مع أن التيار الإسلامي قد ثبت أقدامه في النقابة بتأييد من عثمان إلا أنهم استفادوا تماما من كبوته بأن وضعوا أنفسهم بنظافة أيديهم إلي جانب المخالفات التي اقترنت بعهده وبمعني آخر فإن التيار الإسلامي مع موقفه الثابت ضد الحكومة نجده في واقع الأمر يتحالف مع جبهات حكومية عند توافر المصلحة في هذا ثم يتحدي هذه الجبهات عند تغير الظروف‏.‏
‏(‏عبد الرحيم علي‏,‏ مرجع سابق‏,‏ ص‏88‏ 89).‏
وقد حقق التيار الإسلامي انتصارا متواضعا في انتخابات النقابة في‏1985,‏ ولكن علي حد قول مهندس أبو العلا ماضي الأمين العام المساعد وأحد قادة التيار الإسلامي‏,‏ فإن المعركة الحقيقية كانت في عام‏1987‏ عندما اتحدت الجبهات المختلفة في قائمة واحدة ضد التيار الإسلامي‏,‏ ومع هذا فقد انتصر التيار الإسلامي‏,‏ ويضيف المهندس أبو العلا قائلا‏:‏ لقد كانوا أقوي منا من حيث التنظيم والتمويل‏,‏ فلهم السلطة أن يأمروا المهندسين كي يذهبوا الي الانتخابات لكن الحال انقلب فلم يكونوا متأكدين أن هؤلاء الناس سيعطون أصواتهم للجانب الذي يريدونه ب‏54‏ مقعدا من‏61‏ مقعدا موضع التنافس‏.‏
ووفقا لقول المهندس أبو العلا فإن عدد الناخبين ارتفع من‏2000‏ في‏1981‏ إلي‏18000‏ في‏1987‏ ثم انخفض الي‏14000‏ في‏1989‏ وارتفع ثانية إلي‏25000‏ في‏1991‏ وبالنظر إلي هذه التقديرات تبين ان خمس الناخبين هم الذين اشتركوا في انتخابات النقابة علي المستوي القومي في‏1991,‏ كما أنه يلاحظ أن نسبة الاشتراك في الانتخابات ترتفع في الأقاليم عن المدن الكبري ففي القاهرة الكبري كان هناك‏45500‏ عضو عامل‏(‏ حوالي‏60‏ 70%‏ من الأعضاء المسجلين وفقا لتقديراته‏)‏ منهم‏6000‏ أدلوا بأصواتهم بنسبة‏13%‏ فقط‏.‏
وفي انتخابات‏1991‏ فاز التيار الإسلامي بجميع المقاعد في مجالس الشعب السبع‏(‏ المدنية‏,‏ والميكانيكية‏...‏الخ‏)‏ بمعدلات تصل الي‏5‏ إلي‏1‏ لأقرب منافسيهم‏(‏ عبد الرحيم علي المصدر السابق‏-‏ ص‏88).‏
وطبقا لمايقول المهندس أبو العلا ماضي فإن نسبة كبيرة من الناخبين كانوا من الشباب‏,‏ وهم يحتاجون أكثر لخدمات النقابة ولمن يساعدهم في البحث عن عمل وسكن وتكوين مدخرات تكفي لتغطية مصروفات الزواج هذا الي جانب أنهم علي حد قوله في القاهرة الكبري في‏1989‏ نجد‏3000‏ منهم كانوا تحت‏35‏ سنة‏,‏ ومن بينهم قام‏2800‏ بالتصويت لصالح التيار الإسلامي‏(‏ أبو العلا ماضي محضر نقاش سابق‏.‏
أسباب النجاح
وتحصر ويكهام الأسباب التي أدت لنجاح تجربة الإخوان في النقابات المهنية في أربعة أسباب رئيسية هي‏:‏
‏1‏ التقارب الاجتماعي والثقافي بين الزعماء الإسلاميين والجماهير مع تعمدهم إقامة صلة وطيدة بينهم وبين الجماهير‏.‏
‏2‏ جهود التيار الإسلامي لتنمية نمط الخدمات الاجتماعية التي قدمها العهد الناصري عن طريق تقديم خدمات جديدة لأعضاء النقابات‏.‏
‏3‏ السياسات الإسلامية الجريئة لاجتذاب التأييد لتحقيق أكبر قدر ممكن من الانتصار السياسي‏.‏
‏4‏ مايتمتع به فكر التيار الإسلامي من قبول نظرا لتعمده إغفال تفاصيل البرامج الانتخابية مع التركيز علي الدعوة للعودة للأخلاق والمحاسبة للقائمين علي الحياة السياسية المصرية‏.‏
‏(‏عبد الرحيم علي‏,‏ مرجع سابق ص‏90)‏
ونواصل
[email protected]


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.