كتب : سمر فتحى أثار مسلسل «الحسن والحسين» الإيرانى الصنع حالة من التوتر والجدل داخل مجمع البحوث الإسلامية والأزهر من جهة، وبين الشارع المصرى الذى يرفض تجسيد صور الأنبياء وأهل البيت من جهة أخرى معركة الرفض والقبول للمسلسل نتج عنها نشر حملات على الفيس بوك تنادى بمقاطعة المسلسل والقنوات التى اشترت حق عرضه خلال شهر رمضان. فى الوقت الذى خرجت فيه 48 حملة على «الفيس بوك» تطالب بمنع عرض مسلسل «الحسن والحسين»، والتى ضمت العديد من الشعارات مثل: «معا لإيقاف عرض المسلسل» معًا لمقاطعة قنوات: «الحياة» و«النهار» وال«أم.بى.سى» وأى قناة تسعى لعرض المسلسل. قائمة الحملات ضمت أيضاً: حملة «مقاطعة مسلسل الحسن والحسين» والغريب أن نفس الاسم تكرر فى 12 حملة مشابهة، ومع الأزهر لمقاطعة المسلسل «لا لعرض مسلسل الحسن والحسين» «حملة المليون توقيع لمنع عرض المسلسل»، «لو بتحب نبيك قاطع مسلسل أحفاده»، «هيا نقاطع مسلسل الحسن والحسين.. نصرة لأهل البيت»، «كلنا ضد عرض مسلسل الحسن والحسين فى رمضان»، «مقاطعة مسلسل الفتنة الكبرى الحسن والحسين ومعاوية» كانت هناك حملتان فقط لتأييده. الحملات «الفيسبوكية» جاءت جميعها لتكشف المخطط الدرامى الإيرانى الذى يحاول إثارة الفتنة والتشيع مرة أخرى بعد ما أثارها فى العام الماضى بعرض مسلسل «يوسف الصديق»، وهو ما حذر منه الأزهر من خلال تصريح د. «أحمد الطيب» شيخ الأزهر بأنه يرفض السماح لمحاولات التشيع فى مصر. حملة «مقاطعة مسلسل الحسن والحسين» احتلت المركز الأول فى قائمة الحملات الأخرى من حيث عدد الزائرين لتؤكد رفضها التام لتجسيد شخصية أحفاد الرسول «صلى الله عليه وسلم» والعمل على قطع المد الشيعى فى الدول الإسلامية، وأكد عدد كبير من أعضائها أن المسلسل سيخلق نوعا من الفتنة لما سيتناوله من أحداث هزت الأمة الإسلامية لسنوات بعد وفاة الرسول «صلى الله عليه وسلم» وتناول دور اليهود فى إشعالها، إلى جانب - وهو الأهم - تجسيد شخصيتى «الحسن والحسين» وتسليط الضوء على دوريهما فى الدفاع عن أمير المؤمنين «عثمان بن عفان» ومساندة أمير المؤمنين «على بن أبى طالب»، كما تتناول الأحداث تنازل «الحسن» عن الخلافة لإحلال السلام بين المسلمين وتوحيد الأمة الإسلامية لتنتهى الأحداث بتضحية «الحسين» بحياته للحفاظ على مبدأ الشورى فى الحكم وانتقام الله من قتلته كل هذا برؤية المؤلف وليس برؤية النص الدينى. هناك - أيضاً - وجهات نظر أخرى تشير إلى أن المسلسل يهدف إلى مزج الدين بالسياسة ومن ثم تبدأ حالة القتال بين الليبراليين والعلمانيين. ولم تكن جميع الآراء ضمن الحملات مؤيدة لمنع عرض المسلسل، بل طرحت العديد من التساؤلات منها: لماذا نخاف من تجسيد الأنبياء؟ هل هناك نصوص قرآنية تحرم تجسيد الأنبياء؟ فكان رد «معتز أحمد» أحد منسقى إحدى الحملات بأن تجسيد الأنبياء على الشاشة حرام لقدسية مكانتهم، واستحالة تصديق تجسيدهم من خلال ممثلين تنوعوا فى تقديم أدوار الفسق والفجور ثم يأتون ليجسدوا شخصيات الأنبياء حملة «لو بتحب نبيك قاطع مسلسل أحفاده» تناولت - أيضاً - الهجوم على مجمع البحوث الإسلامية والأزهر لما يتبعه من خطة غير مفعلة فأشارت الحملة إلى أنه على الرغم من كون هذه المؤسسات جهة تنفيذية ولابد من تفعيل دورها إلا أنها أصبحت جهة رأى لا تملك سيادة تنفيذ القرار كما حدث من قبل فى عرض مسلسل «يوسف الصديق» و«يعقوب» و«جبريل» فجميعها مسلسلات لم يتم منع عرضها. د . امنة نصير وطالب منسقو الحملات بضرورة تفعيل دور الأزهر وأن تكون له صلاحية تنفيذ القرار بمنع إحداث فتن داخل الدين الإسلامى ومحاولة خلق فتنة بين المسلمين. وجاءت حملة «مقاطعة مسلسل الحسن والحسين.. نصرة لأهل البيت» لتعلن تخوفها الشديد من الأفكار الإيرانية التى تريد غزو العالم العربى لأن تجسيد الصحابة مؤشر خطير ربما يتم بعدها الدخول فى محاولة تجسيد الرسول «ص». وأكد البعض منهم أن غياب دور الأزهر فى الرد على تلك الإساءة التى حدثت من قبل فى مسلسل «يوسف الصديق» وتجسيد السيدة «مريم» جعل العالم الإيرانى يتعدى الخطوط الحمراء لتصل به الجرأة لتجسيد الصحابة وآل البيت. موافقة قناة التحرير - التى ولدت من رحم الثورة - على عرض مسلسل «الحسن والحسين» أصابت الجمهور المصرى بالصدمة، وهو ما جعل الكثير منهم يطلق حملاته للمطالبة بمقاطعتها مع قنوات: الحياة والنهار وال إم. بى سى» لعرضها المسلسل. الحملة أنصفت الأزهر، وأيدت نصرته من خلال فتواه بعدم عرض المسلسل وكان مجمع البحوث الإسلامية قد ناشد جهات الإنتاج فى الدول العربية والإسلامية بمنع إنتاج أى مسلسل يتناول الأنبياء أو الصحابة أو العشرة المبشرين بالجنة وآل البيت. د . طه ابو كريشة أصحاب حملة «معًا لاستنكار ومقاطعة مسلسل «الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة» والتى جاءت مثل باقى الحملات الأخرى لتؤكد رفضها لعرض المسلسل قالوا إنه قد يكون سببًا لبعث الفتنة من جديد بين المسلمين. وأكدت الحملة أن المسألة هنا ليست نرجسية أو عنصرية كما يقول كارهو السادة الأشراف وآل البيت. الهدف من الحملة تحذير كل من يريد أن يتاجر بآلام أجدادنا. وتساءل أعضاء الحملة ما هذا المسلسل الذى يتم رفض تصويره فى عدد من الدول، ويعتذر عن المشاركة فيه عدد كبير من الممثلين «بعد مشاهدتهم للسيناريو» إلا إذا كان المسلسل مشبوهًا ويخالف تعاليم الإسلام!! كما طالبت الحملة بالكشف عن أصحاب المصالح من وراء إنتاج مثل هذا المسلسل، وطالبت منتجه «العنزى» بالكشف عن مصادر تمويله؟! وكما انطلقت تلك الحملات المعارضة للمسلسل، انطلقت حملتان فقط ترحب بعرض المسلسل وهما «حملة مع مسلسل الحسن والحسين» و«حملة تحية إلى كل من ساهم فى إنتاج مسلسل الحسن والحسين» وكلاهما لايزيد عدد أعضائهما على 40 عضوا، وأكد هؤلاء المؤيدون أن التخوف من عرض المسلسل غير مجدٍ على الإطلاق فهو كأى مسلسل دينى يحاول كشف وسرد قصص الأنبياء والصحابة وحول قضية التجسيد قالوا إنه ليس هناك نص قرآنى يشير بتحريم تجسيد الأنبياء وأكدوا إذا كان الأزهر معنيا بهذا الأمر ويرى أنه من المحرمات فمن الجدير بالذكر تفعيل ما قاله وليس إبداء الرأى فقط. وأعرب «عبدالرحيم الليثى» مؤسس حملة «نقاطع مسلسل الحسن والحسين - نصرة لأهل البيت» عن انزعاجه الشديد من الفكر الشيعى الذى يحاول تشويه صورة الصحابة وذلك لأن المسلسل سوف يعتمد على خيال المؤلف وهذا بعيد تماما عن منهج الوسطية الذى يسير عليه المسلمون، كما أنها خطوة تصعيدية بعد ذلك لتجسيد نبينا «محمد» «ص». ومن ناحية أخرى أقام «عبدالمعين حزين» عضو نقابة المحامين دعوى قضائية ضد كل من «أسامة هيكل» وزير الإعلام ود.«أحمد الطيب» شيخ الأزهر وأحمد أنيس رئيس شركة «النايل سات» حيث يتهمهم بأنهم شركاء فى عرض المسلسل لأنهم لم يستخدموا سلطتهم فى منع عرضه. د.آمنة نصير أستاذة العقيدة والفلسفة بجامعة الأزهر رفضت فكرة التجسيد للأنبياء والصحابة والعشرة المبشرين بالجنة لما يحملونه من عظمة ورقى وقدوة تفوق البشر، فعصر الأنبياء - كما تقول - لن يأتى مثله عصر آخر. وأضافت: رغم أن المسلسل سيساهم فى تعريف الغرب وأيضا العالم الإسلامى بعظمة هذا العصر ومدى ثقافته ووعيه من خلال هذه النماذج التى نعتبرها قدوة لنا جميعا، إلا أننى ضد تجسيد أصحابها دراميًا. واستنكر د.«طه أبوكريشة» عضو مجمع البحوث الإسلامية الاتهامات الموجهة لمشيخة الأزهر ووصفها بأنها أقوال مرسلة ومغرضة تحاول تشويه مكانة الأزهر وحضارته. وأكد أن الأزهر أصدر حكمه الشرعى من قبل أثناء عرض مسلسل «يوسف الصديق» بالعام الماضى بعدم تجسيد الأنبياء والصحابة والعشرة المبشرين بالجنة، بالإضافة إلى أن هذا المسلسل بحد ذاته يعيد قضايا قديمة تشعل الفتنة بين المسلمين فى الوقت الذى يحتاجون فيه إلى ما يجمعهم وليس ليفرقهم. وأضاف: إن الأزهر ليس له سلطة تنفيذية على القنوات المصرية والفضائية لوقف بث المسلسل وإنما ذلك من شأن الدولة التى تملك سيادة القرار والتى تمثلها وزارة الإعلام..