تصاعدت أزمة مسلسل «الحسين والحسين.. ومعاوية» بعد إعلان مجمع البحوث الإسلامية بالأزهر الشريف أنه سيطالب الجهات المسؤولة بمنع عرض الأعمال الدينية التى يتم فيها تجسيد وعرض آل البيت أو الصحابة، والمسلسل من المقرر عرضه على عدة قنوات، منها النهار، والحياة، وروتانا خليجية، والتحرير، كما حذرت نقابة الأشراف من خطورة عرض العمل، مشيرة إلى أن المسلسل يجب أن يعرض على الأزهر الشريف، ومجمع البحوث الإسلامية الذى يعد الهيئة الوحيدة المنوط بها إبداء الرأى فى الأمور الشرعية. إيهاب بهجت، مدير عام الإنتاج بقناة الحياة، أكد أنه سيتم عرض المسلسل على القناة، رغم كل الهجوم الذى يتعرض له العمل، موضحًا أن المسلسل أجيز من قبل كبار العلماء فى الوطن العربى، ومنهم عالم الدين، سلمان العودة السعودى، والشيخ القرضاوى، رئيس الاتحاد العالمى لعلماء المسلمين، والشيخ طارق سويدان، وقبل شراء المسلسل تأكدت القناة من إجازته كاملاً، وعدم وجود أى أخطاء تاريخية، كما أن مفتى الديار المصرية الأسبق، نصر فريد واصل، كان ممن أجازوا عرض المسلسل فى لجنة مشاهدته. وأضاف بهجت أن القناة لديها 13 مسلسلاً سيتم عرضها فى رمضان، منها 6 أعمال حصرية، وكان من الممكن ألاّ يعرضوا «الحسن والحسين ومعاوية» نتيجة للضغوط التى يتعرض لها العمل، لكن القناة تمسكت بحق العرض إيمانًا منها بأهمية وضرورة عرض المسلسل، لأن هناك أجيالاً كاملة لا تعرف شيئًا عن الكثير من التاريخ الإسلامى، خصوصًا أننا فى عصر الصورة، وتساءل بهجت: لقد ظل فيلم مثل «الرسالة» ممنوعًا من العرض على التليفزيون المصرى لعدة سنوات، فى حين كان يعرض فى فضائيات أخرى، حتى تمت إجازته مؤخرًا، لكن من الذى خسر فى النهاية سوى الجمهور! لذا لا نريد أن يخسر الجمهور عملاً مثل مسلسل الحسن والحسين. وكانت أزمة المسلسل مع «الأشراف» فى مصر بدأت منذ الإعلان عن بداية تصويره، حيث منعت تصوير مشاهده فى مصر، وتحجج المسؤولون وقتها بعدم وجود تصاريح بدخول فريق الماكياج الإيرانى، وانتقل الصراع على المسلسل إلى صفحات الفيس بوك، حيث تم إطلاق جروبات تدافع عن المسلسل، وأخرى تعارضه، منها جروب بعنوان «معا ضد منع عرض المسلسل» ردّا على جروب بعنوان «حملة مقاطعة مسلسل الحسن والحسين ومعاوية»، ولو بتحب نبيك قاطع مسلسل الحسن والحسين». منتج العمل، محمد العنزى، أكد ل «اليوم السابع» أن العمل تمت إجازته من العديد من العلماء المعروفين على مستوى العالم العربى، يأتى فى مقدمتهم الشيخ يوسف القرضاوى، والشيخ الدكتور سلمان العودة، والشيخ هانى الجبير، القاضى بالمحكمة العامة بمكة المكرمة، والشيخ حمود الهتار، وزير الأوقاف والإرشاد باليمن، والشيخ الدكتور عبدالوهاب الطريرى والدكتور خالد بن عبدالله عضو هيئة التدريس بكلية الشريعة بالقصيم، والشيخ الدكتور عبدالله الطريقى، وأيضًا قطاع الإفتاء والبحوث الشرعية ووزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية بالكويت. ونفى العنزى انحياز العمل إلى الشيعة أو السنة، مؤكدًا أنه يعمل على التوافق بينهما، ويستند إلى قاعدة الاحترام المتبادل بين الصحابة وآل البيت، وإلقاء الضوء على المؤامرات التى حدثت للوقيعة بينهما، من خلال شخصية عبدالله بن سبأ اليهودى الذى حاول إثارة الفتنة بين المسلمين، ورفض الاتهامات التى تم توجيهها للمسلسل بأنه يروج للمد الشيعى فى المنطقة العربية. وأشار العنزى إلى استغرابه ردود الفعل المعادية للعمل قبل عرضه من جانب بعض الشيعة، وأيضًا الأشراف، موضحًا أنه كان يتوقع ذلك عند بداية تفكيره فى المسلسل؛ لأنه يخوض فى تفاصيل مرحلة تاريخية صعبة جدّا فى التاريخ الإسلامى، لكنه يتناولها باعتدال تام. ورفض العنزى مبدأ احتكار عرض سيرة آل البيت - عليهم السلام - لأنها ليست حكرًا على أحد مادام يقدمها بموضوعية، ودون أى أغراض، مشيرًا إلى أنه تم تعديل نص السيناريو أكثر من مرة، كما تم إجراء تعديلات بالحذف والإضافة أثناء تصوير المسلسل، إضافة إلى أنه بعد انتهاء العمل كانت هناك لجنة لمشاهدته والحكم عليه، مؤكدًا أن البعض لديه هواجس وخوف من أى تجربة جديدة ولا يتقبلها بسهولة. وطالب العنزى كل من يهاجم العمل بأن يشاهده أولاً ثم يحكم، مبديًا تعجبه الشديد من انتقاد شخص لشىء لم يشاهده، ومؤكدًا أن سياسة شركة المها المنتجة للعمل تعمل وفق أطر وأسس واضحة، ولا تسعى إلى الشهرة أو المتاجرة، ولا تدعى الكمال أيضًا، ولكن تحاول أن تقدم عملاً فنيّا يفيد الأمة الإسلامية والعربية، وتمت مراجعته من د. محمد البرزنجى صاحب كتاب صحيح الطبرى، ود. على الصلابى الحاصل على الجائزة العالمية لخدمة العمل الإسلامى، والسيد الشيخ حسن الحسينى. وعلمت «اليوم السابع» أن الشركة المنتجة وأبطال العمل يفكرون فى إقامة مؤتمر صحفى للرد على كل الانتقادات والدعاوى والهجوم الذى يتعرض له المسلسل، وسيتم فيه استعراض الفتاوى الشرعية التى أجازت المسلسل، وسيتم الكشف خلالها عن موافقة بعض علماء الشيعة والسنة على العمل. ويشارك فى بطولة العمل عدد كبير من فنانى الدول العربية، منهم رشيد عساف، الذى يقوم بدور معاوية بن أبى سفيان، وخالد مغويرى، فى دور الحسن، ومحمد المجالى فى دور الحسين، وعلاء القاسم فى دور عبدالله بن الزبير، ورامى وهبة فى دور يزيد بن معاوية، وتاج حيدر فى دور زينب بنت على بن أبى طالب، وطلعت حمدى فى دور الزبير بن العوام، ومحمد آل رشى فى دور قتيبة، وعبدالله بهمش فى دور زيد بن عمر بن الخطاب، وزناتى قدسية فى دور عدى بن حاتم الطائى، وفتحى الهداوى فى دور حرقوص بن زهير السعدى، وعبدالرحمن أبو القاسم فى دور أبى هريرة.
