حسن حمدي قرار تجميد الكرة المصرية إفريقيا ودوليا، أصبح مسألة وقت بعد أن تلقى المجلس القومى للرياضة تحذيرا من الاتحاد الإفريقى بشأن تنظيم دورى المحترفين. المفاجأة أن المجلس لا يعلم شيئا عنه فراح يسأل الاتحاد المصرى عن شروط تنظيمه. والمفاجأة الأكبر - كما علمت روزاليوسف - هى أن الاتحاد المصرى لكرة القدم قد تلقى كتاب الاتحاد الدولى يتضمن هذه الشروط منذ مدة طويلة لتطبيق دورى المحترفين وأن الاتحاد الإفريقى طلب من الاتحادات الأهلية التابعة له تطبيق دورى المحترفين، ولكنه لم يرسلها للأندية ولم يكلف نفسه بتشكيل لجان للأندية لتفسير الشروط، والغريب أن اتحاد الكرة كلف فتحى نصير المدير الفنى باتحاد الكرة بمخاطبة الاتحاد الإفريقى للتعرف على شروط المسابقة، وهى لديه منذ ما يقرب من عام، مما يؤكد أنه لا يدرى بما يجرى داخل الاتحاد وحتى خارجه ! شروط إقامة دورى المحترفين التى ننفرد بها اليوم تنحصر فى 14 شرطا فى مقدمتها إنشاء شركة مساهمة، وميزانية محددة لكرة القدم، وإدارة تسويق محترفة، ومركز خاص لكرة القدم، وخطط لتمويل اللعبة، وأن يكون القائمون على الإدارة من المحترفين، وهيكل تنظيمى للنادى، وخطط مستقبلية لقطاع الناشئين، وخطط تنمية الموارد، والتزامات النادى تجاه اللاعبين، وأن يحصل النادى المحترف على ترخيص من الاتحاد، وتصنيف الأندية إلى ثلاث فئات C،B،A ويتكون دورى المحترفين من 12 ناديا، وتتكون الشركة المساهمة من عدة أعضاء، وعضوين بحد أدنى، ووفق توافر الشروط فى الأندية سيتم تصنيفها والسماح لها بالمشاركة فى البطولات الإفريقية المهندس هانى أبو ريدة نائب رئيس الاتحاد المصرى وعضو الاتحادين الإفريقى والدولى لكرة القدم قال : إن إقامة هذه المسابقة ليست صعبة، وأن معظم الأندية يمكنها تطبيق معظم شروط هذه البطولة، خاصة بند الميزانية التى يمكن توفيرها من بيع وشراء اللاعبين والبث التليفزيونى. أما الأندية التى ليس لها ملعب للمباريات مثل الأهلى والزمالك فيمكنها أن يتحدد ملعبها باستاد القاهرة، ويحدث هذا لأندية أوروبا التى تلعب على ملاعب المقاطعات، وباقى الشروط يمكن تطبيقها بعد قيام المجلس القومى للرياضة بتعديل القانون أو اللائحة لتتماشى مع إقامة دورى للمحترفين ويتيح الفرصة للأندية للاستثمار بإنشاء الشركة المساهمة والمضاربة فى البورصة أما حسن حمدى رئيس النادى الأهلى فأكد أن الأهلى جاهز للمشاركة فى دورى المحترفين فى حالة إقراره وإقامته فى أى وقت، خاصة أن النادى لديه شركة تجارية، خاصة بالقناة التى أطلقتها إلى جانب إدارة التسويق، وبالتالى تنطبق على الأهلى جميع الشروط المطلوبة فى دورى المحترفين، حيث لا توجد أدنى مشكلة يواجهها فى إطار الانضمام لدورى المحترفين. وأضاف (حمدى): إن الإضافة المطلوبة تقتصر على تعديل بسيط فى اللوائح وتقنينها بشكل يسمح لاتحاد الكرة باتخاذ قرار بتنظيم دورى المحترفين ليتخذ الدورى الشكل القانوى المعترف به لدى الاتحاد الإفريقى وكذا الاتحاد الدولى، كما يجب أن تتخذ لجنة البث التليفزيونى خطوات إيجابية فعَّالة فى هذا الصدد باعتبار أن البث التليفزيونى مصدر رئيسى لتمويل دورى المحترفين والأندية المشاركة فيه، وأرى أنها كلها أمور بسيطة يمكن حلها إذا اتخذت الأمور بجدية وتنظيم. فى المقابل يعترض المستشار جلال إبراهيم على إقامة دورى المحترفين بصفته رئيسا لنادى الزمالك حاليا، فحسب قوله هذه المسابقة غير واضحة المعالم لمجلس الإدارة وغير معروف لإدارة النادى شروطها وأبعادها، باعتبار أنه لا توجد لدى مجلس الإدارة ثقافة الاحتراف، والتى لا يعرف مداها أيضا، خاصة أنه يجب أن تتضح الأمور لدى مجلس الإدارة بشأن التضارب بين الشركة المساهمة ومجلس إدارة النادى ومدير النادى. وتساءل رئيس نادى الزمالك عن كيفية الصرف على باقى أنشطة النادى من ألعاب رياضية والعمالة سواء الموظفين أو الإداريين أو المدربين، ولهذا يجب أن تتضح الأمور كلها من الناحية القانونية قبل الإقدام على خطوة المشاركة فى دورى المحترفين. أما على أبو جريشة نجم الإسماعيلى والمشرف على النشاط الرياضى بنادى وادى دجلة فأكد أن عناصر المشاركة فى دورى المحترفين لن تكون 100%، ولكن لابد من البداية وإلا سنكون خارج نطاق أى نشاط يشرف عليه الاتحاد الدولى، خاصة أنه لا يوجد خيار ثان. وأضاف أبو جريشة: توجد أندية ليس لديها مشاكل فى المشاركة بدورى المحترفين ومنها وادى دجلة الذى تكون من شركة مساهمة وسبق نظام الاحتراف فى مصر ويعد أول ناد طبقه بالفعل وليس صعبا بالنسبة لأندية الشركات، لكن المشكلة الحقيقية ستواجه الأندية الشعبية الجماهيرية مثل الإسماعيلى، ولذا أرى أن نبدأ تطبيق دورى المحترفين خطوة خطوة، وستكون هناك ثغرات بلا شك عند التطبيق ومشاكل لكن سيمكن حلها. وإذا كانت لدينا مهلة لتطبيق هذه المسابقة فستكون بمثابة مرحلة انتقالية فقط حتى يتم ضبط إيقاع المشاركة والتنظيم الفعليين، وأرى أن الأهلى والزمالك هما أقدر الأندية الشعبية والجماهيرية على المشاركة الآن فى دورى المحترفين، ولكن المشكلة مع الأندية الجماهيرية الأخرى مثل المصرى والإسماعيلى، وتساءل على أبو جريشة كيف يشارك الإسماعيلى فى دورى المحترفين وهو مهدد بالحجز عليه من الضرائب تارة ثم من الكهرباء تارة أخرى، فى الوقت الذى يدعم الإسماعيلى المنتخب بنصف لاعبيه ويدعم الأندية الأخرى. تطبيق دورى المحترفين فى مصر صعب والكلام لأنور سلامة المدير الفنى للجونة والذى يفسره أكثر بقوله لا توجد فى بعض الأندية ذات الإمكانات الضعيفة وأيضا هناك أزمات رواتب اللاعبين والمدربين، بالإضافة إلى أن الأندية المصرية تفتقد للفكر الاحترافى، ويكفى مثلا أن الأهلى لديه إدارة تسويق ويخسر، كما لا يوجد الفكر الاستثمارى الصحيح فى مجال كرة القدم، فمثلا الأهلى يشترى لاعبين بملايين وهو أكبر ناد وأغنى ناد فى مصر وإفريقيا ويبيعهم بخمسين جنيها، والزمالك الذى يعد أحد الكبار يتسول الآن. وأضاف سلامة: نحن نفتقد تطبيق المبادئ، فرئيس لجنة المسابقات يقدم ويؤخر فى المسابقة بمزاجه ولا يبلغ الأندية بمواعيد المباريات ولهذا نحن متأخرون فكريا وتنظيميا وبعيدون تماما عن الفكر الاحترافى، كما أن اتحاد الكرة أعطى المدربين شهادة تدريب الفئة ( c)فى يوم واحد، والغريب أن القائمين على العمل فى اتحاد الكرة يحتاجون أنفسهم لدورة فى التنظيم، كما أن أعضاء مجلس الإدارة غير متفرغين ويعملون إما فى البزنيس أو فى القنوات الفضائية. أما محمود بكر المعلق الكروى فيرى أن دورى المحترفين لابد من تطبيقه إن عاجلا أو آجلا، ولكن المشكلة فى أنه لا توجد البنية الأساسية له أو المقومات اللازمة لتطبيقه سواء الملاعب أو الشركات المساهمة أو غيرها من الشروط، كما أن اللوائح نفسها غير مقننة لدورى المحترفين، وأخطر ما فى قضية دورى المحترفين أصحاب الضمير، حيث إن الإدارة بالفهلوة، والفيفا مش فاهم إننا ماشيين بالفهلوة وليس لدينا لوائح أو مقومات بشرية لإدارة دورى المحترفين، كما أننا تعودنا على عدم احترام اللوائح والقوانين، وسيكون فصل الميزانية وهميا من المفروض ألا تخرج الأندية عنها فى شراء أو بيع اللاعبين، والأندية كلها فقيرة، وشراء اللاعبين يحتاج لملايين، والاحتراف الحالى المستفيد الوحيد منه اللاعب، وتساءل محمود بكر هل فى حالة تطبيق الاحتراف سيتبع الفيفا أم حسن صقر، والمجلس الأعلى للرياضة؟ أما حمادة إمام فإنه يرى صعوبة تطبيق دورى المحترفين رغم أنها خطوة عملية مهمة جدا على حد قوله وأضاف إمام : هذه الخطوة سبق أن اتخذناها حينما كنت عضوا بمجلس إدارة اتحاد الكرة عام 90 بتطبيق الاحتراف عندما كان محمد أحمد رئيسا ولكنه لم يكن كاملا ولكن الوقت والأمن يعلمان الناس، ولذا فدورى المحترفين الآن ضرورة، ولكن المشكلة أن الأندية الشعبية بالذات ( تعبانة ) ماليا وليس لها موارد مثل الأندية الأوروبية التى تعتمد بشكل أساسى على المراهنات، ولذا فالبديل فى الشركات المساهمة، وعلى الأندية أن تدخل البورصة وتؤقلم نفسها، وأندية الشركات الآن جاهزة لدورى المحترفين، وإذا لم تقم الأندية بإنشاء شركات مساهمة، فلن تشارك فى دورى المحترفين، وبالتالى لن تشارك مصر فى البطولات، كما يجب على اتحاد الكرة تشكيل لجان تقوم بزيارة الأندية لشرح كيفية تنظيم دورى المحترفين طبقا لتعليمات الفيفا، وتتخذ الخطوات القانونية فى هذا الصدد، خاصة أن الشركات المساهمة ستزيل عبئاً كبيراً من على كاهل الأندية، وستحدث انفراجة مالية إذا تم تطبيقها بالأسلوب الصحيح، والمشكلة أن الأندية ليس لديها الوعى بشأن هذه البطولة، ولهذا لابد من التوعية واتخاذ الخطوات العملية والعلمية حتى لا يقطع سيف دورى المحترفين رقاب الأندية وبالتالى حرمانها من اللعب دوليا من كل البطولات الإفريقية والعالمية.