من الشرق إلى الغرب، ومن صفحات «نيويورك تايمز» إلى «لوفيجارو» و«ذا تايمز» و«إل باييس» و«أساهى شيمبون»، احتلت مصر عناوين الصحف والمواقع الإخبارية العالمية بمختلف لغاتها، احتفاءً بافتتاح المتحف المصرى الكبير، الذى وصفه البعض بأنه «أعجوبة القرن الحادى والعشرين». لم يكن الحدث مجرد افتتاح لمتحف ضخم، بل كان احتفاءً عالميًا بالحضارة المصرية التى ما زالت تنبض بالحياة وتلهم الإنسانية جمعاء. المؤسسات الإعلامية تنافست فى تقديم تقارير وتحليلات وصور مبهرة توثق اللحظة التاريخية، مؤكدين أن المتحف لا يضم فقط آثار الفراعنة، بل يحمل روح مصر التى تربط الماضى بالمستقبل. وتناولت الصحافة العالمية من مختلف أنحاء العالم وبكل اللغات الحدث بوصفه «عودة مصر لقيادة حضارة صنعت التاريخ»، مؤكدة أن ما يجرى فى الجيزة إعلان عن عصر ثقافى جديد تعيد فيه مصر تعريف علاقتها بالتراث، وبموقعها على خريطة السياحة العالمية. صحيفة الجارديان البريطانية قالت: إن المتحف «يمثل جسرًا بين التاريخ المصرى القديم وروح القاهرة الحديثة»، أما فى فرنسا، فقد وصفت Le Figaro الافتتاح بأنه «ولادة جديدة لأسطورة الفراعنة»، فيما عنونت «لوموند» قريرها بعبارة: «مصر تفتح أبواب كنزها الأبدى». وفى إسبانيا، كتبت El País إن «العالم أمام أضخم متحف أثرى على وجه الأرض»، بينما أشار موقع CNN إلى أن «مصر نجحت فى تحويل حلم طال انتظاره إلى واقع يليق بتاريخها الممتد لسبعة آلاف عام». حتى الصحافة الآسيوية شاركت فى الاحتفاء، إذ وصفت صحيفة The Japan Times المتحف بأنه «هدية مصر للعالم»، فيما ركزت China Daily على التكنولوجيا الحديثة التى جعلت من العرض تجربة «تمزج بين الأصالة والابتكار». 12 أسبوع لمشاهدة كل قطع المتحف وقد وصفت صحيفة الإندبندنت البريطانية افتتاح المتحف بأنه فخر إفريقيا الثقافى وهدية مصر للعالم، وقالت: إن المتحف المصرى الكبير صُمم حول تمثال رمسيس الثانى الذى يبلغ ارتفاعه 36 قدمًا، ووصفت اللحظة بأنها «استحقاق للاستثمار الكبير»، وأضافت: إن الزائر يشعر بدهشة أمام ضخامة الصرح وعدد القطع التى تتجاوز معروضات اللوفر. وأشارت الصحيفة، إلى ساعات عمل مرنة وإمكانية قضاء 12 أسبوعًا لمشاهدة كل القطع لو خُصصت دقيقة لكل قطعة، وشددت على أن جناح توت عنخ آمون يعمل كمغناطيس للزوار، مع ضوابط على التصوير والبث المباشر لحماية المقتنيات. وأكدت الصحيفة البريطانية، إتاحة الحجز عبر الموقع الرسمى وضبط الأسعار، مع وجود دور بارز لشركات السياحة فى تأمين دخول العملاء الأوائل، وأوصت الصحيفة بالاعتماد على مرشدين متخصصين وزيارة مطار سفنكس الجديد لما يوفره من تجربة وصول أكثر راحة مقارنة بمطار القاهرة. ووصفت شبكة «سى بى إس نيوز» الأمريكية افتتاح المتحف المصرى الكبير بأنه أحد أعظم الافتتاحات الثقافية فى هذا القرن، بعد أكثر من ثلاثة عقود من العمل وتجاوز تكلفة المشروع مليار دولار. المتحف يُعد أحد أهم المشروعات التى تبناها الرئيس عبدالفتاح السيسى منذ توليه الرئاسة ومن جانبها أشارت قناة «1news» العراقية المسجلة فى الولاياتالمتحدةالأمريكية، إلى ما وصفته ب«الهوس الفرعونى» الذى سيطر على حفل الافتتاح مؤكدةً أن المتحف المصرى الكبير من شأنه أن يعزز الاقتصاد المصرى، وينهض بسياحة البلاد، وأضافت: إن المتحف يعد أحد أهم المشروعات التى تبناها الرئيس عبدالفتاح السيسى منذ توليه الرئاسة فى عام 2014. كما أشادت صحيفة «لو فيجارو Le Figaro» بالتصميم المعمارى للمتحف، والذى وصفته ب«المدهش». واعتبرت افتتاح مثل هذا المتحف يعد بمثابة إعلان رمزى عن عودة مصر القوية إلى صدارة المشهد الثقافى العالمى. يوم للثقافة والتاريخ والتعاون الدولى واعتبرت وسائل الإعلام النمساوية المتحف المصرى الكبير حدثًا فريدًا و«معلم عالمى غير مسبوق»، وفقًا لصحيفة «دى برسه» النمساوية التى أكدت أن هذا المتحف يعد أكبر متحف أثرى فى العالم. ونقلت الصحيفة تصريح وزيرة الخارجية النمساوية، «بيت مينل رايسنجر»، التى حضرت احتفالية افتتاح المتحف، بأن يوم الافتتاح هو «يوم مهم للثقافة والتاريخ والتعاون الدولى». وعلى جانب آخر، قال المؤثر والبودكاستر الأمريكى المشهور «ماريو نوفل»: إن الملوك والأمراء والرؤساء ورؤساء الوزراء فى مصر جميعًا ليشهدوا لحظة افتتاح المتحف المصرى الكبير الذى طال انتظاره. ووصفت وزيرة الثقافة الفرنسية «رشيدة داتى» المتحف بالجوهرة المصرية، وقالت: إن أكثر من 60٫000 قطعة أثرية معروضة فى متحف مُكرّس لحضارة فريدة. وأضافت: «تفخر فرنسا بمساهمتها فى إنشاء مكتبة المتحف.. وقد شاركت العديد من شركاتنا فى هذا المشروع الضخم».
نقلةً نوعيةً فى عالم الآثار وقال «نوربرت فانشون» رئيس مجموعة غامبيتا، وهى شركة عقارية فرنسية رائدة: «المتحف المصرى الكبير الجديد فى القاهرة استثنائىٌّ بحق، فعمارته الجذابة ومجموعاته الفريدة تُحدث نقلةً نوعيةً فى عالم الآثار... افتُتح اليوم! وقال رئيس ألبانيا فى منشور له على موقع x: إن المتحف مركز فريد للذاكرة الإنسانية. أما الرئيس القبرصى «نيكوس خريستودوليدس» فقال: «يشرفنى حقًا السفر إلى القاهرة لحضور الافتتاح الرسمى للمتحف المصرى الكبير، وهو تحفةٌ تاريخيةٌ ل 7000 عام من التاريخ والحضارة. إنجاز تاريخى لمصر وشهادة على قوة الشراكة فى الحفاظ على تراثنا الثقافى العالمى وأعربت «إيلينا بانوفا»، المنسقة المقيمة للأمم المتحدة فى مصر، عن فخرها بحضور حفل افتتاح المتحف المصرى الكبير، ووصفت الحدث بأنه إنجاز تاريخى لمصر وشهادة على قوة الشراكة فى الحفاظ على تراثنا الثقافى العالمى. ووصفت رويترز الافتتاح بأنه يأتى بعد انتظار دام عشرين عامًا، معتبرة أن الحدث يمثل رمزًا للفخر الوطنى وفرصة لإحياء السياحة فى مصر. بينما ركزت France24 على التغطية ووصفته بالإنجاز الضخم الذى يساوى مليار دولار، وأبرز الحضور شخصيات دولية وموقعه المميز قرب أهرامات الجيزة. وربطت بى بى سى بين الافتتاح وعجائب الدنيا، إذ كتبت: قرب واحدة من عجائب الدنيا السبع القديمة -هرم خوفو الأكبر بالجيزة- افتتحت مصر رسميًا ما تعتبره أبرز معالمها الثقافية فى العصر الحديث، المتحف المصرى الكبير، الذى يُوصف بأنه أكبر متحف أثرى فى العالم، يضم نحو 100 ألف قطعة أثرية تغطى ما يقرب من سبعة آلاف عام من تاريخ البلاد، بدءًا من العصور السابقة للأسرات وحتى الحقبتين اليونانية والرومانية. وأضافت: «يرى أبرز علماء المصريات أن إنشاء المتحف يعزز مطالبهم بإعادة عدد من القطع الأثرية المصرية البارزة الموجودة فى متاحف دولية، من بينها حجر رشيد الشهير المعروض فى المتحف البريطانى، ومن أبرز ما يجذب الزوار إلى المتحف عرض المجموعة الكاملة لمقتنيات مقبرة الملك توت عنخ آمون، والتى تُعرض لأول مرة مجتمعة منذ اكتشافها على يد عالم الآثار البريطانى هوارد كارتر، وتشمل قناع الملك الذهبى الشهير، والعرش، والعربات الملكية، فى مشهد يعيد إحياء أحد أعظم الاكتشافات فى تاريخ علم الآثار».