في خطوةٍ وصفتها وسائل الإعلام العالمية ب«الحدث الأثرى الأبرز في القرن الحادي والعشرين» تستعد مصر لإبهار العالم، حيث تقوم رسميًا بافتتاح المتحف المصري الكبير، الذى طال انتظاره لأكثر من عقدين، ليصبح أيقونة ثقافية جديدة تُعيد تعريف السياحة والتراث في المنطقة.. وتناولت كبرى الصحف والقنوات الإخبارية الدولية هذا الحدث بتفاصيل واسعة، مشيدةً بالطموح المصرى والرؤية الاستراتيجية التى جمعت بين الحداثة والحفاظ على الهوية التاريخية، كما تصف الصحف العالمية المتحف بأنه «أكبر متحف أثرى مُكرّس لحضارة واحدة»، يضم مئات آلاف القطع الأثرية، ويعرض الآلاف منها فى صالات منظمة زمنيًا تسرد تاريخ مصر عبر آلاف السنين. المتحف صُمم ليعرض مجموعات ضخمة من آثار الفراعنة، بما فى ذلك تراث توت عنخ آمون وبعض القطع التى لم تُعرض معًا من قبل، كما يبرز التصميم المعمارى الكبير والبهاء فى مبناه الذى يتماشى بصريًا مع هضبة الأهرامات. وأوردت الصحافة المتخصصة أيضًا أن المتحف دخل مرحلتى «الفتح التجريبي» و«الافتتاح الجزئي» قبل الانطلاق الكامل، مع افتتاح بعض الصالات للجمهور بينما تُؤجل قاعات توت عنخ آمون إلى الافتتاح الكبير. ◄ اقرأ أيضًا | مانشيت باللغة الهيروغليفية.. عدد مميز من أخبار اليوم حول المتحف المصري الكبير ◄ معجزة هندسية ووصفت صحيفة «الجارديان» البريطانية المتحف بأنه «معجزة هندسية وثقافية»، مشيرةً إلى أن تصميمه يعكس «الاحترام العميق للماضى مع نظرة مستقبلية جريئة». وأضافت أن افتتاح المتحف «يأتى فى وقت بالغ الأهمية لمصر، خاصةً أنها تسعى إلى إعادة إحياء قطاع السياحة بعد سنوات من التحديات السياسية والاقتصادية». ومن جهتها، أبرزت جريدة «نيويورك تايمز» الأمريكية أن المتحف المصرى الكبير ليس مجرد معرض للآثار، بل «رحلة عبر الزمن تمتد على مساحة 500 ألف متر مربع»، معتبرةً أن «عرض التابوت الذهبى للملك توت عنخ آمون لأول مرة بشكل كامل يُعدّ حدثًا تاريخيًا بحد ذاته». ولفتت الصحيفة إلى أن المتحف سيستوعب أكثر من 100 ألف قطعة أثرية، منها 50 ألفًا ستُعرض للمرة الأولى، مما يجعله «الأكبر من نوعه فى العالم المخصص لحضارة واحدة». أما شبكة «سي إن إن» الإخبارية الأمريكية، فخصصت تقريرًا مصورًا وصفت فيه المتحف بأنه «جسر بين الماضى العريق والمستقبل الرقمي»، مشيرةً إلى استخدام تقنيات الواقع المعزز والذكاء الاصطناعي لتقديم تجربة تفاعلية غير مسبوقة للزوار. وقالت إن «المتحف ليس فقط مقصدًا للسياح، بل مركزًا عالميًا للبحث والتعليم الأثري». وفي فرنسا، كتبت «لو موند» أن «المتحف المصرى الكبير يعيد إلى مصر مكانتها كعاصمة للحضارة الإنسانية»، معتبرةً أن المشروع «يُجسد إرادة وطنية لا تلين فى الحفاظ على الإرث الثقافى رغم التحديات». وشدّدت الصحيفة على أن الموقع الاستراتيجي للمتحف عند سفح الأهرامات يمنحه «قيمة رمزية استثنائية»، إذ يُكمل المشهد الأثرى الأشهر فى العالم. ◄ تعاون دولي وفي آسيا، أشادت صحيفة «تشاينا ديلي» الصينية ب«التعاون الدولي» الذى ساهم فى إنجاز المتحف، بما فى ذلك الدعم اليابانى فى التمويل والتدريب، مشيرةً إلى أن المشروع «يمثل نموذجًا للشراكة الثقافية بين الشرق والغرب»، كما أشارت إلى أن المتحف سيُسهم فى تعزيز مكانة مصر كوجهة سياحية عالمية، خاصةً مع توقعات بجذبه أكثر من 5 ملايين زائر سنويًا. من ناحية أخرى، ركّزت وسائل إعلام أوروبية أخرى، مثل «دير شبيجل» الألمانية، على الجوانب الأمنية واللوجستية، مشيدةً ب«البنية التحتية المتطورة» التى تضمن حماية القطع الأثرية النادرة، ووصفت نظام التكييف والتحكم فى الرطوبة بأنه «الأكثر تطورًا فى المتاحف العالمية».