على الرغم من أهمية منصب رئيس «الولاياتالمتحدةالأمريكية» وحساسيته الشديدة والتركيز الإعلامى على كل ما يصدر عن الرئيس؛ فإن هذا المنصب لم يكن بمنأى عن الأزمات؛ بل الفضائح التى هزت ثقة الشعب الأمريكى وأثارت عواصف من الجدل داخليًا وخارجيًا. فقد تفجرت من داخل «البيت الأبيض» ملفات سياسية وأخلاقية وأمنية خطيرة طالت رؤساء تعاقبوا على حكم الدولة التى تعتبر الأقوى تأثيرًا فى العالم. بعد أن تحدثنا تفصيلاً فى التحقيق السابق عن أحدث الفضائح التى قد تطال عددًا من الشخصيات السياسية والفنية فضلًا عن الرئيسين الأسبق «باراك أوباما» والحالى «دونالد ترامب».فتحت علاقة «ترامب» و«ابستين» والتى نشرتها «وول ستريت جورنال» ملفا شائكا عن الفضائح فى القصور الرئاسية وما يدار داخلها من علاقات سرية. فمعظم الفضائح التى لطخت الرؤساء لم تكن علاقات غرامية عابرة أو زلات بشرية بل كانت مرآة لخلل أخلاقى فادح وانتصارًا للشهوات التى كانت قرينة للسلطة إذ تنوعت بين العلاقات الجنسية المتعددة والقوادة والسلوك الجنسى المنحرف والاغتصاب والشذوذ إلى جانب الفضائح المتعلقة بالفساد الإدارى والمالى وعلى رأسها فضيحة «ووتر جيت» الشهيرة. وفيما يلى نرصد الفضائح التى هزت «البيت الأبيض». وارن هاردينج ربما لا يذكره الكثيرون؛ حيث يعتبر ضمن قائمة أسوأ الرؤساء بالنسبة للشعب الأمريكى.شهدت فترة حكمه (1921-1923) أكثر من فضيحة. كان على رأسها إقامته علاقة مع فتاة لم تتعدَّ العشرين عامًا بينما كان الرئيس حينها قد تخطى الخمسين عامًا وذلك عام 1916 وقد أنجبا طفلة عام 1919 لكنه لم يعترف بها رسميًا رغم استمرار علاقتهما حتى وفاته عام 1923 قبل انتهاء مدة رئاسته، كتبت «نان» مذكراتها بعد وفاته باسم «ابنة الرئيس» وأعلنت فيها أن ابنتها «إليزابيث آن» هى ابنة غير شرعية للرئيس الراحل. وفى عام 2015 أثبتت اختبارات الحمض النووى أن إليزابيث هى ابنة الرئيس بالفعل. لكن هذه لم تكن الفضيحة النسائية الوحيدة للرئيس الأمريكى ال29؛ بل تبعتها فضيحة أخرى بعد الكشف عن علاقة أخرى مع صديقة للعائلة وزوجة الشريك التجارى للرئيس «هاردينج» ويدعى «جيمس فيليبس». العلاقة بدأت قبل تولى «هاردينج» الرئاسة عندما كان سيناتورًا وصحفيًا بولاية «أوهايو» واستمرت العلاقة الغرامية والجنسية لمدة 15 عامًا، وهو ما كشفته الخطابات التى عثر عليها بعد وفاته وحملت جرأة وحميمية لا تظهر على الرئيس الذى بدا دائمًا شخصًا محافظًا. فرانكلين روزفلت عرفت أول فضيحة للرئيس ال34 «روزفلت» الذى تولى منصبه ما بين عامىّ 1933 و1945عند وفاته. وقد عاش علاقة غرامية طويلة مع سكرتيرة زوجته «لوسى ميرسر روثرفورد» التى أصبحت السكرتيرة الاجتماعية لزوجته «إليانور» فى عام 1914 وفقًا للسجلات التاريخية التى تحتفظ بها «إدارة المتنزهات الوطنية» NPS ظل الجميع يتهامسون لسنوات عن علاقة عاطفية بين «هاردينج» التى كانت تمارس عملها داخل البيت الأبيض لكن العلاقة لم تنفضح إلا بعد أن فتحت زوجته أحد أدراج مكتبه أثناء سفره لتكتشف خطابات غرامية تؤكد وجود علاقة عاطفية وجنسية بين زوجها وسكرتيرتها. قررت «إليانور» الانفصال عن الرئيس بعد اكتشاف خيانته لها لكن والدته أقنعتها بالعدول عن قرارها فى مقابل أن يقطع «روزفلت» علاقته ب«لوسى» التى استغنى «البيت الأبيض» عن خدماتها. المثير أن العلاقة انقطعت لفترة، لكن هناك تقارير تؤكد أنها عادت سرًا بعد فترة حتى أن وقت وفاته، فى أحد المنتجعات بولاية «جورجيا»، كانت عشيقته «لوسى» إلى جانبه وهو ما شكل صدمة جديدة لزوجته. دوايت أيزنهاور المؤكد أن الرئيس الأمريكى ال34 كان على علاقة مع سائقته الخاصة «كاى سامرزبى» رغم كونه متزوجًا ولديه أبناء ورغم مساندة زوجته له ودورها المهم فى حياته حتى وصوله إلى المكتب البيضاوى. «كاى» أكدت بعد وفاته أن علاقتهما كانت كاملة وليست مجرد علاقة حب عابرة بينما يؤكد المؤرخون أنها كانت علاقة حب عذرى. الغريب أن هذه العلاقة لم تؤثر سلبًا على شعبية الرئيس «أيزنهاور» وصورته العامة فقد كان الشعب ينظر اليه كقائد قوى. جون كينيدى اتهم الرئيس الشاب الوسيم عام 1963 بعلاقاته غير الشرعية المتعددة وفقًا لمجلة «بيبول» وبعد وفاته زعمت عدة نساء من طالبات جامعيات إلى موظفات فى «البيت الأبيض» أنهن أقمن علاقات غير شرعية مع الرئيس، لكن الشائعة الأكبر هى علاقته بالنجمة الأشهر «مارلين مونرو» إلا أن العلاقة كما أكد الكثيرون كانت علاقة جنسية عابرة ولم تستمر طويلًا لكنها أيضًا لم يتم تأكيدها بأى شكل موثق. «جوديث إكسنر» التى اعترفت أنها نقلت رسائل بين «كينيدى» وعشيقها زعيم المافيا «سام جيانكانا» مما شكل فضيحة سياسية كبيرة اكدتها «إكسنر» فى مذكراتها التى أكدت أنها أجهضت حملها فى طفل من «كينيدى». «ميمى الفورد» المتدربة بقسم الصحافة ب«البيت الأبيض» كشفت فى مذكراتها عام 2012 أنها أقامت علاقة غير شرعية مع الرئيس فى غرف مختلفة داخل «البيت الأبيض» بما فى ذلك غرفة «كينيدى» وزوجته «جاكلين». وذكرت قصة نشرت عام 2012 فى مجلة ذا أتلانتيك أنه كان على علاقة غرامية مع السكرتيرتين بريسيلا وير وجيل كوين وكان يسبح معهما عاريًا فى مسبح البيت الأبيض. ليندون جونسون بدأ الرئيس ال36 علاقة غير مشروعة مع امرأة تدعى «أليس جلاس» وفقًا لمجلة «تكساس» ويقال إن جونسون استمر فى مغامراته بما فى ذلك علاقته مع موظفة فى البيت الأبيض تدعى «هيلين جاهاغان دوجلاس». بيل كلينتون ربما تعتبر فضيحة «كلينتون» هى الأشهَر على الإطلاق فتحولت علاقته مع المتدربة فى «البيت الأبيض» الشابة «مونيكا لوينسكى» إلى كارثة كادت تعصف بحياته الزوجية والسياسية. وبعد أن جمع «مكتب التحقيقات الفيدرالى» أدلة تفيد القضية وتثبت حدوث علاقة بين الرئيس و«مونيكا» واجه «كلينتون» محاكمة لعام 1998 وصوّت «مجلس النواب» بعزله بالفعل لكن «مجلس الشيوخ» برّأه وأكمل رئاسته حتى عام 2001. وإن لم تكن هذه هى القضية الوحيدة ل«كلينتون»، إلا أنها الأشهر. الفضائح السياسية والإدارية هذا بخلاف الفضائح السياسية والإدارية ومنها فضيحة «سبويلز سيستم» عندما قام الرئيس «جاكسون» بتعيين أنصاره فى مراكز حكومية دون النظر إلى مستوى الكفاءة. وفضيحة Teapot Dome النفطية فى عهد الرئيس «هاردينج» إذ تورط كبار المسئولين بإدارته بمنح عقود لاستخراج النفط لشركات خاصة مقابل رشاوى. وبالطبع فضيحة «ووتر جيت» التى شهدتها فترة حكم الرئيس «نيكسون» والتى أدت إلى استقالته عام 1974. ثم فضيحة «إيران كونترا» أو «إيران جيت» فى الثمانينيات عندما تم الكشف عن بيع أسلحة ل«إيران» سرًا رغم الحظر والحديث عن «إيران» بصفتها عدوًا لأمريكا وذلك مقابل الإفراج عن عدد من الأمريكيين المحتجزين فى «لبنان» واستخدام العائد فى تمويل حركة «الكونترا» اليمينية المعارضة للحكم اليسارى فى «نيكاراجوا»، وذلك فى عهد الرئيس «ريجان». 2 3