بشكل غير متوقع.. حقق فيلم (ريستارت) ل«تامر حسنى» انطلاقة صاروخية بمجرد طرحه فى دور العرض السينمائى نهاية مايو الماضى، حيث نجح فى تصدر شباك التذاكر فى عدد من الدول العربية، مؤكدًا أن السينما المصرية ما زالت قادرة على فرض حضورها فى الساحة الإقليمية. ومع أول أيام عيد الأضحى، سجل الفيلم إيرادات تجاوزت 50 مليون جنيه مصرى، فى واحدة من أقوى افتتاحيات الأفلام المصرية خلال السنوات الأخيرة، بل تعد الأعلى فى مسيرة «تامر حسنى» السينمائية حتى الآن. استطاع الفيلم تحقيق المركز الثانى خلال عرضه بدور العرض المصرية.. حيث تجاوزت إيراداته فى مصر وحدها حاجز 42 مليون و800 ألف جنيه، بإجمالى تذاكر فاق 75 ألف تذكرة فى ثالث أيام العيد فقط. ويستمر الفيلم فى المنافسة القوية على شباك التذاكر أمام أعمال أخرى ك(المشروع X)، مع احتفاظه بالمركز الثانى فى أكثر من سوق عربى. تدور أحداث (ريستارت) حول «محمد»، الشاب البسيط الذى يعمل فنى صيانة هواتف محمولة، ويعيش حياة روتينية، قبل أن يجد نفسه وسط دوامة الشهرة الرقمية التى تفرض عليه إعادة تشغيل لحياته بأكملها بالمعنى الحرفى والمعنوى. يدخل «محمد» هذا العالم الغامض عبر شخصية تدعى «الجوكر»، وهو وكيل رقمى يسعى لاستغلال طموح الشباب للانتشار والربح السريع عبر الإنترنت. فى إطار يجمع بين الدراما النفسية والكوميديا السوداء، يقدم الفيلم نقدًا اجتماعيًا لظاهرة الهوس بالترند وتأثيرها على هوية الأفراد، ويسأل بصراحة: من نكون حين نطفئ هواتفنا؟ ففى زمن تهيمن فيه الشاشات الصغيرة على كل تفاصيل الحياة، يأتى الفيلم ليضع المرآة أمام المجتمع، ويطرح سؤالاً بسيطًا، لكن عميقًا.. وهو: هل يمكننا النجاة دون أن نكون ترند؟ وهنا «تامر حسنى» لم يكتف بالأداء التمثيلى، بل قدم مشروعًا فنيًا متكاملاً يعكس وعيًا جديدًا بسينما تحاكى العصر دون أن تفقد روحها الجماهيرية. ما يميز (ريستارت) هو كونه فيلمًا عائليًا فى المقام الأول، يعالج موضوعًا يمس كل بيت عربى، وهو الربح السهل عبر الإنترنت، وواقع الحياة التى أصبحت محكومة بعدد المتابعين والإعجابات. ويقدم الفيلم هذه الرؤية فى قالب طريف يناسب مختلف الأعمار، مما جعله يحظى بإقبال جماهيرى واسع فى دور العرض. رحلة (ريستارت) إلى الشاشة لم تكن سهلة، إذ شهد الفيلم أكثر من تأجيل، كان أبرزها تأجيل عرضه فى موسم عيد الفطر الماضى، ليُطرح أخيرا فى موسم عيد الأضحى. التأجيلات زادت من حالة الترقب لدى الجمهور، لا سيما بعد إطلاق الإعلانات الترويجية التى أظهرت جرعة مكثفة من الكوميديا المعاصرة والمواقف الأسرية المحببة. إلى جانب «تامر حسنى»، يشارك فى بطولة الفيلم «هنا الزاهد» فى دور «عفاف»، صانعة محتوى طموحة تدخل فى علاقة مركبة مع «محمد». ويجسد الفنان «باسم سمرة» شخصية «الجوكر» ببراعة لافتة، بالإضافة إلى ظهور مميز لكل من «محمد ثروت، عصام السقا، شيماء سيف، وميمى جمال»..الفيلم من تأليف «أيمن بهجت قمر»، وإخراج «سارة وفيق». وقد استغرق العمل على سيناريو الفيلم أكثر من عام ونصف العام، واعتمد على واقعة حقيقية تم تطويرها دراميًا، أما الموسيقى التصويرية، فشارك فيها «تامر حسنى»، إلى جانب «رضا البحراوى وسارى هانى»، لتضيف بعدًا صوتيًا نابضًا يتماشى مع تقلبات القصة.