تابعت تصريحات الدكتور أشرف صبحى وزير الشباب والرياضة خلال لقائه بالدكتور حسن مصطفى رئيس الاتحاد الدولى لكرة اليد لمتابعة التفاصيل النهائية لاستعدادات استضافة بطولة كأس العالم للأندية لكرة اليد التى تقام نهاية الشهر الجارى فى مصر بمشاركة أكبر أندية العالم، والتعبير عن ثقته فى نجاح التنظيم فى ظل وجود المتحدة للرياضة التابعة للشركة المتحدة للخدمات الإعلامية التى لها أكثر من سابقة فى تنظيم الفعاليات الكبيرة. تصريحات وزير الشباب والرياضة أثارت بداخلى سؤالين، وهما كيف كانت الرياضة المصرية قبل الشركة المتحدة وإلى أين وصلت عقب الرعايات والدعم الذى قدمته المتحدة للرياضة المصرية؟ إيمان الشركة المتحدة بأهمية القوى الناعمة وتأثيرها فى المجتمع جعلها تفرد ذراعيها وتسخر جزءا كبيرا من طاقتها لدعم الرياضة المصرية وكانت البداية فى 2017 بالمساهمة فى تطوير المنشآت الرياضة ولكن الانطلاقة الحقيقية كانت فى 2019 عندما ساهمت بالتوازى مع الاتحاد الإفريقى لكرة القدم فى تنظيم واستضافة كأس الأمم الإفريقية والتى خرجت بصورة أبهرت الدول الضيوف وتحدثت عنها الصحف العالمية سواء على مستوى التنظيم أو البنية التحتية لتكون بوابة الانطلاق لاستضافة أكثر من حدث عالمى أهمها الأولمبياد. بالمناسبة نحن الآن لدينا القدرة على استضافة الأولمبياد على أرض الكنانة وهذا ليس توقعا أو تمنيا بل هذا ما أكده توماس باخ رئيس اللجنة الأولمبية الدولية خلال زيارته لمصر عندما أكد قدرتنا على استضافة الأولمبياد عقب زيارته لمدينة مصر للألعاب الأولمبية بالعاصمة الإدارية. أنا هنا لا أتحدث عن إنجازات للشركة المتحدة بل أتحدث عن إيمان بقضية وهى دور الرياضة فى بناء المجتمع، الجميع فى مجال البيزنس يذهب لما يحقق له الربح وإذا تحدثنا عن الربح سنذهب بالفطرة لكرة القدم، لكن المتحدة كانت لها رؤية أخرى تهدف للارتقاء بالرياضة ومفاهميها بشكل عام لذلك هى ترعى 11 لعبة شهيدة من الألعاب الفردية غيرالهادفة للربح لأن ليس لها جمهور، ولكن وراءها رسالة وهى أن للرياضة دورا مجتمعيا فى تشكيل وبناء وعى الانسان بشكل عام والشباب بشكل خاص. دعونا نتساءل هل استفادت المتحدة أى شيء مادى عقب أولمبياد باريس من فوز أبطالنا رغم أنها الشريك الأساسى فى توفير المناخ المناسب للبعثة من أمور لوجستية وإدارية وتوفير برامج رعاية للاعبين طوال العام لتهيئة المناخ لهم، والاستجابة لمطالبهم بما يُساعدهم فى التركيز والتحفيز نحو الاستعداد الأمثل لمختلف البطولات؟ الإجابة بكل شفافية المتحدة لم تستفد ماديا ولم تطلب حتى حقوقا لظهور اللاعبين مثل ما فعلت إحدى الشركات الراعية الأخرى وليس هذا هدفها، لكنها حققت مكسبا معنويا كبيرا، بعد أن لمسنا كيف تبدلت نظرة كم كبير من الآباء والأمهات وبدأوا ينظرون لإنجازات وأهمية الألعاب الأخرى متمنين أن يروا أبناءهم أبطالا بعيدا عن كرة القدم، هذه عى الفلسفة التى تتبعها المتحدة وهذا هو الهدف الذى تسعى له على الأمد الطويل والبعيد لأبنائنا والأجيال القادمة لإيمانهم بأن الرياضة تبنى الوعى وتصنع السلام بين جميع فئات المجتمع. فى تقديرى أن الرياضة المصرية محظوظة، وأتمنى أن أرى كيانات أخرى تحذو حذو المتحدة فى باقى المجالات ووقتها سنرى مصر فى أبهى صورها.